كانت الجمعية الزراعية في الماضي هي الملاذ الامن للفلاحين يلجأون اليها للمشورة وتوفير المستلزمات الزراعية في علاقة حميمية تجمع بين الطرفين الا ان الكثير من المزارعين بمحافظة المنوفية يرون الآن تلك النظرة وقد تبدلت فتحولت الجمعية الزراعية الي تاجر جشع ويري محمد علام - مزارع - ان الجمعية الزراعية لم تعد تهتم بالقيام بالدور المنوط بها في النواحي الاجتماعية والاقتصادية لتوجيه الدعم اللازم للفلاح ازاء المشكلات الانتاجية التي يتعرض لها في حين اقتصر دور البعض منها علي استنزاف موارد المزارعين واصبحنا نعاني الويلات للحصول علي الخدمات التي يجب علي الجمعية ان تحرص علي توفيرها من بذور وتقاوي واسمدة.. واضاف صبحي محمود- مزارع- ان الجمعية الزراعية كانت في الماضي القريب بمثابة المؤسسة التي تقوم علي رعاية مصالح الفلاحين وتوفر لهم مستلزمات الإنتاج الجيدة كما كان المرشدون الزراعيون يمارسون دورهم في توعية المزارعين حول طبيعة المحصول الذي يقوم بزراعته لتحقيق اعلي انتاجية ممكنة من باب الحرص علي مصالح الفلاحين ثم القيام بمتابعة شاملة للمحصول في الارض منذ زراعته حتي موسم الحصاد.. وتابع قائلا:نعلم جميعا كما كان يروي لنا اباؤنا واجدادنا انه كان للجمعيات الزراعية دور واضح في تسويق المحاصيل الزراعية وعلي رأسها محصول القطن وفول الصويا والدور السابق للجمعيات كان دورا ملحوظاً وواضحاً لتنمية الثروة الحيوانية والداجنة والزراعية فكانت هي بحق نعم الملاذ للفلاح عند الأزمات التي تواجهه ليس ذلك فحسب بل امتد دور الجمعية الزراعية - كما سمعنا - الي تنظيم مناوبات الري والاشراف علي عمليات تطهير المجاري المائية ومن ثم القيام بمقاومة الآفات وتحسين الثروة الحيوانية والداجنة. وقال صبحي السيد- فلاح- ان الجمعيات الزراعية زمان كانت تحرص علي التواصل الاجتماعي مع الفلاحين بالقرية فكانت تقوم بمايشبه دور النادي الاجتماعي في الستينيات وكما قال لنا اجدادنا انه في وقت من الاوقات كان التليفزيون الوحيد الموجود في القرية يوجد بالجمعية،الزراعية كما كان لها دور مهم في خدمة الأرض، فالآلات الزراعية مثل الجرار كانت موجودة في الجمعية بإيجار رمزي حرصا علي مشاعر المزارعين ومراعاة لحالتهم الاقتصادية ليس ذلك فحسب بل كان للجمعية دور هام جدا في اقراض الفلاحين بتوفير حزمة من القروض الصغيرة والاولوية للاكثر احتياجا والجميل انها كانت قروضا بدون فوائد فكانت الجمعية في المحصلة النهائية تمارس دورا انمائيا شديد الخصوصية بالقرية والعمل علي تطويرها وتحسين الاحوال الاقتصادية للفلاحين. واشار محمد زناتي - موظف - انه للاسف الشديد انحسر دور الجمعية الزراعية حاليا في السعي وبكل قوة لتعذيب الفلاح واشعاره بالمهانة والمذلة فهي تقتصر علي مجرد إصدار الحيازات الزراعية وتحصيل الرسوم علي الفلاحين،ومنها علي سبيل المثال تحصيل رسوم التأمينات الزراعية التي يستفيد منها العاملون بوزارة الزراعة وليس الفلاح البسيط المطحون والذي يكتوي يوميا بنار الغلاء الفاحش والارتفاع الجنوني للاسعار في نفس الوقت تحول التعاون للاتجار في السلع المعمرة بأسعار أضعاف ثمنها معتمداً علي سلامة نية الفلاحين!! واضاف محمود عبد الخالق-تاجر خضروات - قمت بتأجير أرضي التي أمتلكها لعدم قدرتي علي توفير مستلزمات الإنتاج والأيدي العاملة وعدم وجود مؤسسة تقوم علي رعاية شأن الفلاح خاصة بعد تكرار الخسائر التي تعرضت لها خلال عملي في الارض وقد ظهر ذلك بجلاء اثناء الازمات التي تعرضت لها فلم اجد الدور الذي كنت انتظره للجمعية الزراعية لتوفير عوامل الدعم والمساندة عكس ما كنت أتخيل تماما لذلك قمت بالتوجه للعمل بالتجارة وهجرت ارضي وقمت علي الفور بتأجيرها للآخرين لأخرج من تلك الدائرة المفرغة ومنعا للمزيد من الخسائر المادية والمعنوية وأضاف ابراهيم البي - مزارع- تركت أرضي وسافرت للعمل باحدي الدول العربية الشقيقة لعدم مقدرتي علي زراعة أرضي والسبب تعرضي لمديونيات بنك التنمية وغياب دور الجمعية الزراعية في توفير مستلزمات الإنتاج والمبيدات الحشرية وتركتنا في تلك الحالة فريسة سهلة لتجار السوق السوداء.الذين تعاملوا مع المزارعين بلا رحمة. واشار صبحي السيد - موظف - الي أن الجمعية الزراعية يقع عليها نوع من انواع الظلم الان لانها تنفذ سياسة عامة ليس للقائمين عليها يد فيها وهناك جمعيات زراعية تتوخي المصداقية في تعاملها مع المزارعين الا ان أهم ما يواجهنا من صعوبات تتمثل في مشكلة الاسمدة والشتلات وكذا مشاكل الري والمصارف التي أصابها الجفاف طوال العام وتلك المشاكل كانت لا تشغل بال الفلاح لان مسئولي الجمعيات الزراعية قديما كان شغلهم الشاغل الاهتمام بالفلاح وحل مشاكله والان تحول موظف الجمعيات الزراعية إلي سيف علي رقبة الفلاح بعد ان تفرغ لتحرير المحاضر ضده بصورة مجحفة. ويطالب محمد عبيد - فلاح: بعودة دور الجمعيات الزراعية كما كان في السابق بتوفير الأسمدة والمعدات الزراعية وتطهير جميع المصارف بصفة دورية حيث اصبحت ممتلئة بمخلفات الحيوانات النافقة التي تعاني قصوراً كبيراً في كثير من القري حتي تحولت المصارف الزراعية إلي مستنقع من الأمراض فاضطر المزارع إلي اللجوء الي استخدام مياه الصرف الصحي في ري المحاصيل الزراعية والتي تضر بالصحة العامة للمواطن البسيط.