شنت الصحف الإثيوبية حربا علي مصر أمس بسبب عدم رضاها عن بدء تحويل مجري النيل الازرق في اطار مشروع بناء سد النهضة المتوقع انه يؤثر علي حصة مصر من مياه النيل. وتباري عدد من الكتاب الاثيويين في الهجوم علي مصر، واتهامها بأنها تريد تجريد اثيوبيا من حقها في استخدام النهر لاطلاق عملية تنمية هي في أمس الحاجة اليها. واتهم الكاتب دانيال بريهان مصر بالغطرسة، وقال في مقال بعنوان »هل يمكن لمصر ان تشتري واقع النيل الجديد» نشرته صحيفة «أديس فورشن» ان القاهرة تتعامل مع سد النهضة وهي تسقط من حسابها ان اثيوبيا هي الأب الحقيقي لنهر النيل. واضاف ان المصريين عندما يتحدثون عن النيل يشيرون اليه وكأنهم صانعون أو كأنه ملكهم وحدهم. وأوضح بريهان أن المصريين يجب ان يدركوا أن النيل ملك الجميع وأن إثيوبيا هي الأب الحقيقي للنهر. ووسط مظاهر البهجة التي تعم أثيوبيا احتفالا ببدء تحويل مجري النيل الأزرق في إطار مشروع بناء سد النهضة الأثيوبي، ونقلتها الصحف في الأثيوبية أمس، ذكرت صحيفة " أثيوبيا نيوز " أنه من المقرر أن توقع كينيا عقدا مع أثيوبيا قيمته 666 مليون دولار مقابل تزويد الأخيرة لها ب400 ميجاوات من الكهرباء التي سيتم توليدها بمجرد تشغيل سد النهضة الأثيوبي. وقالت صحيفة " أثيوبيا نيوز " الأثيوبية إن العقد سيتم توقيعه في وقت لاحق من هذا الأسبوع بعد أن بدأت أديس أبابا قبل يومين بالفعل إجراءات تحويل مجري النيل الأزرق والمضي قدما في بناء السد الذي يثير ثورة غضب المصريين تحسبا لتأثيراته السلبية علي حصتنا مياه النيل . وقالت صحيفة " أثيوبيا أوبزرفر " إن الإثيوبيين يعيشون الآن أحلام الرخاء بعد البدء في إطلاق عملية بناء السد وشعورهم بأن هناك استثمارات عالمية هائلة قادمة لبلادهم، بفعل ما سيتيحه السد من طاقة لازمة لانطلاق نهضة صناعية طال انتظارها . أما صحيفة " أثيوبيا ريبورتر " فقد كشفت عن تحويل مجري النيل الأزرق الذي جري قبل يومين كان هو الخطوة الأصعب في مشروع السد، نظرا لما يثيره من معارضة من جانب بعض دول حوض النيل خاصة مصر والسودان.