استغل أقطاب حزب "هناك مستقبل" الإسرائيلي شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك" لإشعال ثورة في مختلف المدن الإسرائيلية ضد المتشددين اليهود، إذا مارسوا ضغوطهم علي حكومة نتانياهو، ورفضوا تعديلات قانون التجنيد الجديدة، التي تلزم المتشددين دينياً بأداء الخدمة الإلزامية في الجيش الإسرائيلي أو المؤسسات التابعة له. ووفقاً لما نقلته صحيفة يديعوت احرونوت العبرية عن عضو الكنيست يعقوب پيري من حزب "هناك مستقبل"، فإنه إذا استشعر الحزب أية لعبة سياسية، تحول دون تمرير قانون الخدمة العسكرية، فستتحول اسرائيل إلي بركان من الغضب الثائر. وطالب پيري عبر صفحته علي موقع فيس بوك الإسرائيليين بتدوين رأيهم في مسألة إجبار المتشددين دينيا علي الخدمة الإلزامية في الجيش، وتشير المعطيات التي نشرتها الصحيفة العبرية إلي انه سيتم تمرير مشروع القانون الذي يدور الحديث عنه لوزارة العدل، وفي غضون 21 يوماً سيُطرح القانون علي اللجنة الوزارية للشئون التشريعية ثم إلي الكنيست للمصادقة عليه. ويري المراقبون في تل أبيب أن هناك عقبتين ربما تحولان دون تجنيد المتشددين اليهود، اولهما: اعتراض حزب "إسرائيل بيتنا" بقيادة اڤيجدور ليبرمان علي سن القانون، ثانياً: تهديد وزير الإسكان اوري ارئيل من حزب "البيت اليهودي بالتصويت ضد مشروع القانون، بسبب ما يتضمنه من بنود تفرض علي أبناء مدارس دينية بعينها، تمديد مدة خدمتهم الإلزامية في المؤسسة العسكرية. وبحسب مشروع القانون الجديد، يقاضي جنائياً كل من يبلغ سن السابعة عشر من عمره ولا يتقدم لمكتب التجنيد لأداء الخدمة الإلزامية، وان يتم تقليص مدة الخدمة بالنسبة للذكور لتصل إلي 32 شهراً، وتمديد مدة خدمة الفتيات لتصل إلي 28 شهراً، وان تقلص ميزانية المدارس الدينية التي لا تلتزم بتقديم أبنائها للخدمة العسكرية بموجب التعديلات الجديدة، بالإضافة إلي فرض غرامات مالية علي المؤسسات التعليمية ذاتها حال عدم التزامها بالقانون المزمع سنه. وتشير الصحيفة العبرية في نهاية تقريرها إلي أن رئيس حزب "هناك مستقبل" يائير لاپيد، كان قد دعا ضمن برنامج حزبه إلي ضرورة إجبار المتشددين دينياً "الحريديم" علي أداء الخدمة الإلزامية في الجيش الإسرائيلي، مثلهم في ذلك مثل بقية المستوطنين الشباب، وربما كان لدعوة لاپيد بالغ الأثر في حصول حزبه علي نسبة كبيرة من مقاعد الكنيست بشكل خالف كل التوقعات، كما يعكس ذلك بحسب المراقبين أنفسهم رغبة الإسرائيليين في إشراك المتشددين دينياً في الخدمة الإلزامية. ويبرر اليهود المتشددين رفضهم الخدمة في الجيش الإسرائيلي بعدة أسباب يأتي في طليعتها الصعوبات التي تواجه المتشددين "الحريديم" في الالتزام بتعاليم الشريعة اليهودية خلال الخدمة في الجيش، ثم ما يصفونه بالإغراءات التي تواجه الشاب الحريدي الأعزب خلال أدائه الخدمة الإلزامية، فضلاً عن تعارض سن التجنيد مع دراسات الشاب الحريدي الدينية، كما يري الأصوليون اليهود أن دراسة الشاب الحريدي في المدرسة الدينية تجعله جندياً روحانياً، مهمته الدفاع عن الشعب اليهودي، ولا تقل هذه المهمة بموجب اعتقادهم عن مهمة الجندي التقليدية في ساحة الحرب، ويعتقد الحريديم أن خدمة الشاب المتشدد دينياً في الجيش وتركه الدراسة الدينية، تعادل هروب جندي من وحدة عسكرية لأخري.