»من منطلق ان نشر علوم الدين الاسلامي الصحيح أمانة في عنق الازهر الشريف وإمامه وعلمائه للرد علي أقوال وأفعال المغالطين ومدعي العلم وتفنيد الحجج الواهية التي يقدمونها درءاً للمفسدة. أعلن الدكتور أحمد الطيب شيخ الازهر عن بدء بث قناة الازهر الفضائية مع بداية شهر رمضان القادم ويجري حاليا وضع الترتيبات التنفيذية لبدء عمل القناة من خلال لجنة يرأسها د. علي جمعة مفتي الجمهورية السابق لتقدم منهجا جديدا للدعوة والافتاء يعتمد علي المنهج الوسطي للأزهر ولا يعرف التطرف أو التجاوز.. فماذا يحتاج المسلمون في كل مكان من هذه القناة المتخصصة الجديدة لنصرة الاسلام ورسوله صلي الله عليه وسلم وخدمة المسلمين وتصحيح صورة الاسلام للآخرين ولتكون هذ القناة منفذ نور للبشرية وطاقة أمل في عالم تسوده المودة والاحترام». وسطية الأزهر يقول د. محمد الشحات الجندي -عضو مجمع البحوث الاسلامية وعضو اللجنة المشكلة لاخراج هذه القناة إلي النور ان اطلاق قناة الازهر اول رمضان القادم استهلال جيد حيث يحتاج الانسان في هذا الشهر الي العوامل التي تهيئ له العبادة والتواصل مع الناس من خلال مناخ مناسب يساعده علي ان يكون أكثر التزاما وتعد هذه القناة تصديا للتحديات ووسيلة لمكافحة فوضي الفتاوي وتحمل رسالة الاسلام الوسطي دون مغالاة فالإسلام يسر والانسان عادة يتصرف بطبيعته وعلي سبيل المثال يعلم ان الكذب حرام ويستجيب للموعظة بالحسني كما ان الاسلام لا يعرف الجمود وما يحدث الآن هو خلل فالقنوات الدينية الفضائية الاخري نموذج إما متشددة أو تدعو للاكتئاب والاسلام دين يتعامل مع الحياة ولا يريد ان يعيش الناس في صومعة ويتركون الآخرين يعيثون في الارض فسادا ولكي تكون مسلما حقا ينبغي ان تخرج للحياة وتقدم نموذجا يقتنع به الناس وقناة الازهر تهدف إلي تقديم ذلك من منطلق ما أمرنا به الرسول صليّ الله عليه وسلم «يسروا ولا تعسروا» وسيعلن شيخ الازهر من خلال مؤتمر صحفي قريب كل التفاصيل الخاصة عن القناة وهي حاليا في اطار الترتيب والتحضير ولم يتحدد اسم القناة حتي الآن وانما تم فتح حساب بنكي رقم 601010 لمن يريد ان يساهم في تقديم الاسلام بصورته الصحيحة ولا يستخدمه لاغراض سياسية أو دعائية.. وستعتمد القناة علي الازهريين في تقديم برامجها التي تهدف إلي تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الاسلام والتعايش السلمي والمواطنة وتفنيد الادعاءات الباطلة ضد الاسلام مثل تهميش المرأة وكراهية الحضارة الغربية وان الدين يقوم علي الارهاب وتنظيم عملية الافتاء علي الشاشة فالافتاء صناعة ومهنة وتعتمد علي التخصص وفي مرحلة لاحقة ستتم ترجمة برامج القناة لعدة لغات ولتكن الانجليزية والفرنسية والألمانية الاكثر انتشارا ليستفيد منها المسلمون الاجانب وغير المسلمين للوقوف علي الدين الاسلامي الصحيح. دعم القناة ويقول الشيخ عمر البسطويسي من علماء الازهر: ان ظهور قناة دينية يبثها الازهر الشريف امنية لا يتمناها المصريون فقط بل العالم الاسلامي كله لانها ستعرض مفهوم الدين الصحيح الوسطي لا تشدد ولا مغالاة بالاضافة لتوضيح الكثير من المفاهيم الخاطئة عند كثير من المسلمين اما لعدم العلم بها أو الفهم الخاطئ لها.. لذا لدعم ظهور هذه القناة ادعو واشجع الناس علي التبرع لها في الحساب المخصص لذلك باعتبار ذلك من قبيل الصدقات النافعة للانسان في حياته وبعد مماته.. وايضا تقديم جزء من زكاة المال تحت بند في سبيل الله لان هذه القناة تساهم بشكل مباشر او غير مباشر في وصول الاسلام إلي مناطق كثيرة من العالم ربما لم يصل اليها وتعليم الناس أمور دينهم خاصة لو ترجمت البرامج إلي اللغات الاكثر انتشارا في العالم. رؤية إعلامية وتضيف د. ماجي الحلواني استاذ الاعلام: لابد من تحديد اهداف القناة وما تريد بناءه في اذهان الجماهير آخذين في الاعتبار المنافسة الممتدة بين القنوات في عالم مفتوح وعلينا اجراء تقييمات نصف سنوية وسنوية لمعرفة نسبة المتابعة ودرجة الاهتمام وجوانب الاثارة فيها لاجراء التعديلات التي تعيد جوانب الجذب للمشاهد، وان تعتمد علي المدخل الديني المعتدل الذي يحض علي التسامح والحكمة والتعقل والتفكير يقول تعالي: «ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة» وجادلهم بالتي هي احسن وقوله تعالي «ولتكن منكم أمة يدعون إلي الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر»، كما علي القناة التركيز علي برامج الاطفال لترسيخ قيم الخير والعدل والتسامح وطلب العلم بصورة ابتكارية لتكون قادرين علي بناء جيل معتدل دينيا واخلاقيا وقادرا علي المواءمة ما بين المحافظة علي القيم الخلاقة والواردة في حضارتنا وتراثنا وبين متطلبات المعاصرة التي ان ضبط ايقامها لن يكون هناك تناقض بل تكامل وفعل مؤثر في الاخرين. كما ان اكثر البرامج التي نستطيع من خلالها بناء ما نريد من اطر دينية معتدلة هي برامج المرأة بحكم كونها العنصر الاكثر مقدرة علي التأثير في ابنائها واعطاء عناية خاصة لما يمكن ان تلعبه الفنون والاداب في تعليم ونشر الثقافة الدينية المعتدلة التي تمضي علي الوسطية بما لها من قدرات خاصة علي مخاطبة وجدان البشر دون مواعظ مباشرة. قضايا معاصرة وتقول د. نجوي كامل الاستاذ بكلية الاعلام: نحتاج من هذه القناة تقديم القدوة سواء في عمل درامي او تسجيلي للتعريف بالسلف الصالح من خلال شخصيات في التاريخ الاسلامي خاصة ان كثيرا من الناس لا يعلم عنهم شيئا.. وان توجه هذه الاعمال إلي كل الاعمار خاصة الشباب.. ولابد من برامج للرد علي المغالين وكل ما يوجه ضد الاسلام بالادلة والبراهين.. وان تركز علي السلوكيات ليس بالوعظ فقط بل من خلال تقديم سيرة الرسول صليّ الله عليه وسلم ومواقفه في جميع جوانب الحياة والتقصير في اتباعها يجعلنا نهاجم من خلال تصرفات ليست لها علاقة بجوهر الدين.. والاهم ايضا الرد علي الفتاوي التي تجعل الناس تكره الحياة ومثال ذلك فتوي تحريم خروج الناس إلي الحدائق في شم النسيم وأكل بعض الاطعمة.. خاصة ان الحياة المعاصرة طرحت فيها قضايا جيدة لم تكن موجودة من قبل والاجتهاد في كونها حلالا او حراما بوسطية وعدم مغالاة هو ما نحتاج إليه. آداب المهنة ويضيف د. حسن عماد عميد كلية الاعلام جامعة القاهرة: بصفة عامة انا لا احبذ بث قناة علي اساس ديني المضمون بل تتضمن القنوات العادية لبرامج دينية متخصصة.. ولكن نظرا للاوضاع الحالية في مصر والعالم ارحب بوجود قناة فضائية دينية للازهر تقدم ما يلائم طبيعة الشعب المصري الذي لا يميل إلي التشدد والمبالغة وتكون فرصة للرد علي القنوات الدينية الموجودة علي الساحة وتتميز بالمغالاة في عرض الدين.. ولذلك أهم الملاحظات التي انصح بها ان يكون القائمون للعمل بها من معدي البرامج والمخرجين والمذيعين علي مهنية وحرفية عالية وهذا يعني عدم قصر العاملين بها علي الازهريين فقط الذين ربما يفتقد البعض منهم للأسس والمعايير الاعلامية. واهمها الدقة في نقل المعلومات وعدم تجزئتها لاهداف خاصة ونسبة المعلومات الي مصادرها الاصلية والتأكد من المعلومة من اكثر من مصدر وإذا كانت هناك قضايا خلافية يدعي اليها جميع الاطراف لعرض الرأي والرأي الاخر بموضوعية..