الطمع صفة أساسية في كل مجرم .. وكلما مرت الايام وتعددت الجرائم دون أن ينكشف امره يتمادى أكثر وأكثر فى جرائمه ويقل حذره وتزداد شراهته لجمع المال الحرام الذي لا يروى أبدا إلى أن يفاجأ بنفسه فى قبضة العدالة .. هنا يبدأ فى اجترار الأحزان ويلوم نفسه على الفرص التى سنحت له للتوقف عن الجريمة .. وهذا ما حدث بالضبط مع أخطر مزورين للأموال تم القبض عليهما مؤخرا بالجيزة.. دعونا نرى كيف بدأت القصة وأين انتهت .. بلاغات عديدة تلقاها المقدم ضياء رفعت رئيس مباحث مركز كرداسة تصل إلى 30 بلاغاً من اهالى المنطقة تفيد بتداول كميات كبيرة من العملات المزورة فئة 200 جنيه مع أهالى المنطقة ولم يعرفوا مصدرها بعد أن أصبحت فى يد الجميع. على الفور قام رئيس المباحث بعمل التحريات اللازمة حول الواقعة التى دلت بعد سماع أقوال أحد شهود العيان أن رجلا مسناً وشاباً يترددان على المحال التجارية الكبيرة لشراء بعض مستلزماتهم ولم يكن معهم إلا عملات فئة 200 جنيه فقط وقال أحد شهود العيان ومقدم البلاغ أنه تم اكتشاف الامرعندما كان متواجدا لحظة وجود المتهمين موظف يعمل بأحد البنوك وبعد انصراف المتهمين ارتاب فيهم وطلب من البائع ورقة فئة 200 جنيه التى كانت مع المتهمين .. ووقتها اخبره أن هذه النقود مزورة. وبعد أن اجمع جميع مقدمى البلاغات على اوصاف المتهمين قام رئيس المباحث بالاستعانة برسام جنائى فى محاولة لتحديد اوصاف الجناه ربما يكونون من المسجلين جنائيا. وبعد تحديد اوصافهم لم يعد متبقيا سوى القبض عليهم. قام رئيس المباحث بإخطار اللواء محمود فاروق مدير مباحث الجيزة الذي امر بتشكيل فريق بحث بقيادة العميد وجدى عبد النعيم مفتش مباحث قطاع شمال الجيزة لضبط المتهمين . تم وضع خطة محكمة عن طريق تأمين مداخل ومخارج كرداسة ووضع الأكمنة الليلية وبعد يومين من تنفيذ خطة البحث امكن التوصل إلى المتهمين ووقتها امر مفتش المباحث بمراقبتهما للقبض عليهما وهما متلبسين بالمضبوطات وامكن التوصل إلى مكان سكنهما وتبين أنهما يقيمان فى شقة غرب ترعة المنصورية وبعد عمل التحريات اللازمة وسماع اقوال الجيران تبين صدق البلاغات وبعد إصدار إذن النيابة تم مداهمة منزل المتهمين في ساعة متأخرة من الليل وبالقبض عليهما تبين أن المتهم الاول يدعى احمد محمد عوض 52عاما سائق والثانى محمد صلاح 28 عاما عامل وبتفتيش المنزل عثر على مبلغ 110 ألف جنيه و67 الف دولار امريكى مزيفين وجهاز كمبيوتر وطباعة ليزر ومجموعة من الاوراق البيضاء فى حجم العملات ومقص. وداخل قسم شرطة كرداسة اعترف المتهم الاول بأنه هو الذي اقترح الفكرة على صديقه العامل بعد اقتباسها من احد الافلام الاجنبية وقتها قام بشراء جهاز كمبيوتر للبحث من خلال الانترنت عن هذا المجال وكيفية تزويرالعملات المحلية والاجنبية وبعد اكتساب المتهم الخبرة الكافية قرر التطبيق العملى وقام بشراء المعدات اللازمة من أوراق وطباعة واحبار وماكينة تقطيع وخلافه وكانت مهمة المتهم الثاني ترويج هذه العملات على المحال التجارية الكبيرة بالمنطقة لكنه سرعان ما تم اكتشافه لكنه اثناء القبض عليه تمكن من الهرب ومن وقتها قرر المتهم الاول أن يتوجه معه لترويج العملات وقتها اعتقدوا انهم لن يتم فضح امرهما لكن القدر كان اقوى منهما . تم تحرير محضر بالواقعة حمل رقم 6292 / 2013 وفى النهاية امر اللواء عبدالموجود لطفى مساعد وزير الداخلية مدير امن الجيزة بالتحفظ على المضبوطات وإحالة المتهمين إلى النيابة التى امرت بحبسهما 4 ايام على ذمة التحقيقات بعد أن وجهت لهما تهمة التزوير والغش.