28 نوفمبر 1978 هو اول يوم لى في مدرسة اخبار اليوم حيث سمح لى ناظر المدرسة بان اجتاز اول اختبار لى واجلس في آخر الصف مع المبتدئيين فى مدرسة على ومصطفى امين ... وفى أول يوم جمعة وفى عز العمل التنفيذى و تشطيب صفحات اخبار اليوم فوجئت بالراحل الاستاذ كرم يطلب من أستاذ الأجيال عثمان لطفى أن أصعد لمقابلة مصطفى أمين وكم كانت المفاجأة ...أنا الذى لم أتجاوز الأربعة أيام أقابل مصطفى بيه و سألت نفسى لماذا هل هو غير راض عنى أم أن هناك خطأ ما قد ارتكبته .. لم أطل الحوار مع نفسى وذهبت إلى الدور التاسع ليستقبلنى الأستاذ كرم بابتسامته الهادئة والتى طمأنتنى تماماً وناولنى بروفة لقصة لا التى كانت أخبار اليوم تنشرها فى حلقات كل يوم سبت وأشار لى بأن القصة تحتاج إلى اختصار فعلى أن أسأل مصطفى بيه عن مكان الاختصار . دخلت المكتب وكان مصطفى بيه يكتب فكرة فأشار لى بالجلوس والانتظار ... وبعد دقائق سألنى عن السبب فأشرت له إلى الاختصار المطلوب فقال لى اقرأء وشوف أى مكان يمكن الوقوف عنده ... فاتبعت التعليمات وقرأت وعند فاصل للحوار توقفت وأشرت اليه بعلامة فقال لى نفذ ... وكان هذا هو الاختبار الأول مع الأستاذ ... امتد بعدها الحوار عنى وعن كلية الاعلام و فى آخر الحوار أهدى لى كتاب سنة أولى حب ووقعه بإهداء منه ... ونزلت إلى صالة التوضيب وأنا أتصبب من العرق فقد كنت أخشى أن يكون أول وآخر لقاء ولكنه كان لقاء الاختبار وكشف الهيئة كما قيل لى بعدها ... من بعد ذلك كان اللقاء الاسبوعى بالأستاذ وكنا نتحين الفرص للقاء أستاذنا ولو حتى على البوابة كل صباح . هذا هو مصطفى أمين صاحب الجائزة وهذه هى أخبار اليوم التى علمتنا أن لا فرق بين صغير ولا كبير إلا بقدر حبه لأخبار اليوم .. فمن أقل ساعى فى أخبار اليوم إلى أكبر أستاذ ورئيس تحرير كانت هذه هى الروح التى نتعامل بها ونفضلها وتحكم كل علاقاتنا .. وظلت الأجيال تباعاً تحفظ عهد الأستاذ وقيم الالفة على أمين أصحاب المدرسة الشعبية فى الصحافة المصرية وأساتذة كل أقطاب الصحافة المصرية . لم أكن أتخيل أن أكون مسؤلاً عن تقديم جائزة الأستاذين وهو شرف لكل تلميذ وشرف لكل حاصل على الجائزة وشرف لنا أن تقوم صفوة من أساتذتنا باختيار الفائزين من أجيال مصطفى وعلى أمين فسلام لهم وتحية لكل أحباب على ومصطفى امين . وسلام لكل من وضع لبنة فى صرح أخبار اليوم وعلم تلميذاً حرفاً وأرشد طالب علم إلى طريق صحيح وهم كثيرون والأسماء تملأ عنان السماء فهم أساتذتنا ورواد هذا الفن الصحفى الجميل الذى عشقناه وضحينا من أجله بالكثير من الجهد والعرق وفى المقابل لم تبخل علينا أخبار اليوم بأن نحمل اسمها وكفى به شرفاً ... تحية لأستاذنا العظيم مصطفى أمين فى ذكراه وتحية لكل تلميذ من تلاميذته علمنا حرفاً ووضع قدمنا على الطريق الصحيح .