برغم انه واحد من المخرجين الذى بدأوا حياتهم السينمائية من خلال السينما التجارية الا انه كان متمردا عليها وقرر ان يسلك طريقا آخر ويكون له رؤيته الخاصة من خلال سينما لاتخضع إلى أى قيود أو معايير تعيق فكرة المستقل وهو ما وجده المخرج احمد عبدالله السيد فى السينما المستقلة التى أصبحت هدفه وأصبحت بالنسبة له متنفسه لتقديم مايراه دون الالتزام بمعايير السوق أو فرض اراء المنتجين عليه. يقول المخرج أحمد عبدالله انه سلك الطريق الذى يراه مناسبا لتوجهاته الفنية خاصة بعد ان أصبح للسينما التجارية ومعاييرها الخاصة التى يصعب على أى مخرج الخروج عنها طالما هناك من يتحكم فيها وهو عنصر الانتاج الذى يبحث ايضاً عن المكاسب المادية بغض النظر عن الرؤية الفنية وهو ما دفعه الى الابتعاد عن هذا المجال وفضل ان يقدم مايراه مناسبا لفكره ورؤيته الفنية من خلال افلام تخاطب الجمهور المتحرر من قيود السينما التجارية وفى نفس الوقت تهتم بتقديم سينما مختلفة عن الرائجة. ويضيف احمد عبدالله قائلا : انه قدم فيلمين “هليوبوليس" و"ميكروفون" ويشرع حاليا فى عرض فيلم “فرش وغطا" وقد حققت أفلامه نجاحا فنيا خاصة عند عرضا فى عدد من المهرجانات الدولية والعربية رغم سوء الحظ الذى صادفه عند عرض فيلمه الأخير “مكيروفون" والذى تزامن مع اندلاع ثورة 25 يناير فتحت المجال للسينما المستقلة فما رأيك فى ذلك؟. فى تصورى ان الثورة ليس لها علاقة مباشرة سوى انها اثرت بالسلب على الناحية المادية وهذا لايعنى اتاحة الفرصة للسينما لان الوضع كما هو عليه وليس هناك أى تغيير. ولكن قلة الانتاج اتاحت الفرصة لعدد من الأفلام المستقلة تظهر الى النور؟. ليس هناك علاقة مباشرة بين السينما المستقلة والانتاج فالسينما المستقلة تعتمد بشكل كبير على ما يقدم او المضمون الذى يقدمه المؤلف والمخرج فمن الممكن ان تقدم فيلما مستقلا دون تكلفة مادية وهناك اعمال كثيرة قدمت بهذا الشكل منها على سبيل المثال أفلام المخرج ابراهيم البطوط ولكن الاهم من الانتاج هو ان هذه الافلام تجد من يشاهدها. وهل ترى أن هذا الأمر تحقق؟. اتصور انه تحقق ولكن بنسبة محددة ومن المؤكد ان هناك جمهورا واعيا يرحب بهذه السينما المختلفة والتى تحاول ان تخاطب فيه الفكر برؤية مختلفة ولكن فى نفس الوقت لاتستطيع ان تحكم على توجهات الجمهور ليس فى السينما او عالم الفن فقط بل فى جميع المجالات. فى تصورك هل مشاركة هذه النوعية من الأفلام فى المهرجانات اتاحت الفرصة للجمهور ان تتعرف عليها؟. لاشك ان المهرجانات احدى النوافذ المهمة والتى لاتخضع لمعايير السوق حتى يشارك الفيلم فى المهرجان فإنها منفذ لسينما العالم كله وتشبه الى حد كبير الموسيقى الالكترونية والتى تعتمد على تقديم مايحلو للمبدع دون قيد. بالنسبة للمعوقات التى كانت تواجه السينما السمتقلة قبل الثورة كيف تراها بعد الثورة؟ ليس هناك أى تغير فى هذا الاتجاه فالعوائق واحدة اهمها التعنت الرقابى بل اراها زادت فى الفترة الاخيرة وخاصة بعد سيطرة التيار الإسلامى على الحكم فأصبح الأمر أكثر تشددا وهذا واجهته فى فيلمى الأخير “فرش وغطا" الذى انتهيت من تصويره واقوم حاليا بمونتاجه حتى يلحق بالعرض فى الصيف حيث رفضت وزارة الاوقاف تصوير احدى مشاهد الفيلم فى مسجد السيدة نفيسة وهو مشهد ليس به مايجعل المسئولين يتشبثوا برأيهم وهو الأمر الذى تسبب فى وقف تصوير الفيلم وقمنا بمخاطبة وزارة الأوقاف وارسلنا اليها التصريح ولكن قوبل بالرفض ايضا مما دفعنا الى التصوير فى أماكن بديلة وكان سبب الرفض هو حرمة التصوير فى المساجد واننا الآن فى عصر يرفض هذا الأمر. تعتمد فى افلامك على المربع بين الروائى والتسجيلى فهل أصبح هذا الأمر منهج تسير عليه؟. أحب أن يكون لى أسلوب الخاص واخترت هذا الأسلوب لانه يعطى مصداقية أكبر لدى المشاهد فإننى اشرك فى أفلامى شخصيات حقيقية بجانب الشخصيات الروائية للتعبير عن حياة هؤلاء الاشخاص الحقيقيين فأريد أن أقدم سينما حقيقية تعبر عن الأشخاص الحقيقيين، وأتصور ان هذا تحقق من خلال فيلمى “هليوبوليس وميكروفون" وهو ما أقدمه ايضا فى فيلم “فرش وغطا". نفهم من ذلك انك لن تتنازل عن السينما المستقلة والأسلوب الذى تتبعه؟. انا اؤمن بهذه النوعية من الأفلام وبهذا الشكل من الانتاج واتخذت قرارا بأن أكمل فى هذا الاتجاه لأننى أحقق اهدافى من خلال هذا الجانب واشبع رغباتى كمؤلف ومخرج. ثلاثة افلام من تأليف واخراجك هل معنى ذلك انك لن تستعين بمؤلف قد يكون له رؤية مختلفة؟. اتصور أنه من الافضل ان اقوم بالعملين معا فهذا يتيح لى الفرصة ان اكون متحررا اكثر ودون ان تقيدنى افكار الغير ولكن فى نفس الأمر ليس لدى مايمنع ان اتعامل مع مؤلفين آخرين لأن هذا يعطى نوعا من الثراء الفكرى ايضاً.