" خرجت ولم تعد " .. هذه العبارة ترددت كثيرا خلال الفترة الماضية بعد أن زادت محاضر اختفاء الفتيات والاطفال بصفة خاصة في الآونة الاخيرة .. فلا يكاد يمر يوم إلا ونقرأ خبر خطف أو هروب أو اختفاء فتاة ! آخرحالة لاختفاء فتاة مراهقة كانت في منطقة شبرا الخيمة عندما خرجت ايمان ابنة ال17 عاما لشراء بعض احتياجات المنزل من محل مجاور ولكنها لم تعد وتحولت إلى صورة اعلى محضر غياب التفاصيل داخل السطور القادمة .. " بنتى راحت منى .. مش لقياها .. إلحقوها قبل ما يحصلها حاجة .. مش عارفة أعمل إيه , حد ينجدنى .. " بهذه الكلمات اللاهثة بدأت الأم حديثها لأخبار الحوادث والدموع تنهمر من عينيها فى أسى وحزن وقلبها يتقطع من فراق ابنتها التى كانت أقرب لها من أى شخص .. أقاربها ومعارفها لم يفهموا حتى الآن كيف عاشت الأم بعد اختفاء ابنتها .. تفاصيل مثيرة روتها الأم لنا وهى تناشد المسئولين بتتبع الأرقام المحمولة التى تحدثت منها الفتاة .. البداية ..! تعودت إيمان أشرف حسان 17 سنة على مرافقة والدتها فى كل شىء فلا يمكنها الذهاب الى أى مكان سوى معها فقد تربت فى أحضان والدتها منذ الصغر ولا تعرف أى طريق آخر غير هذا فمنذ أن بدأت حياتها وهى تذهب دائما إلى المدرسة ومنها إلى المنزل ولا تخرج بدون والدتها وهى تعودت أيضا على عدم التأخر نهائيا هذا بالإضافة إلى أنها أنهت مرحلة الإعدادية ولم تكمل دراستها فى الثانوية العامة حتى تستطيع أن تساعد والدتها فى المنزل لكن بعد مرور عامين اختطفت الفتاة التى ارتبطت بوالدتها ارتباطا وثيقا بالرغم من العلاقة المفككة المتواجدة داخل الأسرة فقد انفصلت الأم عن زوجها لوجود الكثير من الخلافات بينهما وأصبحت العلاقة الوحيدة المتواجدة بينهما مقتصرة على قيام الأب بالإنفاق عليهم ومنحهم الأموال اللازمة لسد حاجاتهم طوال الشهر هذا بالإضافة إلى أنه يقوم بزيارتهم من آن لآخر للاطمئنان عليهم ويحاول معرفة إن كانوا يريدون شيئا أو يحتاجون إلى أى شىء .. ولكن للظروف المادية التى تمر بها هذه الأسرة اضطروا آسفين أن يخرجوا أولادهم من المدارس وبدأت منذ هذه اللحظة الفتاة بمساعدة والدتها فى المنزل وقيامها بقضاء احتياجات والدتها فى كل شىء .. لكن الفتاة خرجت فى هذا اليوم ولم تعد مرة أخرى ماذا حدث ؟! وما هى تفاصيل اختفائها هذا ما روته والدتها لنا .. دموع أم ..! انتقلت أخبار الحوادث إلى منطقة شبرا الخيمة وبالتحديد بشارع شعراوى دخلنا الحارة منزل رقم 9 الدور الرابع .. المكان غير آدمى بالمرة أسرة " على قد حالها " زى ما بيقولوا تسكن داخل بيت محاط بالخوص والخشب دخلنا هذا المكان فوجئنا بوجود الفئران الذين يعيشون معهم وكأنهم من أفراد الأسرة وهم يتعاملون معهم بكل بساطة فهذا المكان غير صالح تماما للسكن وبالرغم من ذلك تعيش الأسرة فى هدوء تام وراضية بقضاء الله ومن هنا بدأت الأم تتحدث معنا وتروى لنا تفاصيل اختفاء نجلتها وبدأت الأم كلامها قائلة : والألم يعتصر قلبها " بنتى كانت متعودة تعمل كل حاجة وأنا معاها وعمرها ما سابتنى وراحت فى أى مكان من غيرى كل الموضوع إنها بعد ما خرجت من المرحلة الإعدادية " وأخذت الأم تبكى بحرقة على نجلتها وهى تقول " ياريتنى ما خليتها تنزل وتروح فى مكان كل ذنبى إنى طلبت منها تروح تجيبلى حاجات من تحت لكنها تأخرت علىّ على غير عادتها وانتظرت ساعات كثيرة ولم تحضر فذهبت للبحث عنها فى جميع الشوارع المحيطة المنزل والبعيدة عنه لكن للأسف جميع محاولاتى باءت بالفشل وعدت مرة أخرى إلى المنزل والحزن يملأ قلبى على أمل أن أجدها فى البيت لكن هذا لم يحدث .. فقمت أنا ووالدها بالذهاب إلى قسم شرطة شبرا الخيمة ثانى لتحرير محضرا رقم 12415 / 2012 إدارى قسم ثان باختفاء الفتاة وأنه قد تم خطفها فقد تلقينا اتصالات من رقمين محمولين وكنا نسمع صوت أنفاس الفتاة ولا يوجد صوت آخر وأكدت الأم : " أن قلبها يحدثها بأن ابنتها فى خطر ولا يمكنها أن تتحدث !! وسألناها هل هناك ما يدفع ابنتك الى الهروب .. هل هناك من يعاملها معاملة سيئة إلا أنها بكت بكاءً شديدا وهى تقول أنها أقرب شخص إليها ولا يمكنها التصرف فى أى شىء بدونى كما انها مخطوبة لجارها وزواجهما فى وقت قريب لكنها اختفت ولا نعلم مكانها ولا نعلم لماذا يمكن لأحد أن يقوم بخطفها ؟! .. وبالفعل أبلغنا الشرطة ولكن لم يتم تتبع أرقام الهواتف المحمولة ونحن نناشد المسئولين بالاهتمام بهذا الموضوع فابنتنا لا يمكنها أن تتصرف فى أى شىء بدون علمنا ولا نعرف كيف مر هذا الشهر عليها التى غابت فيه بدون ان تتواجد وسط أهلها ..