أيام لا يعلمها إلا الله، تلك التي نعيشها في مصر الآن! مصيبة كبيرة أصابت شعب مصر، مسلميه ومسيحييه جميعا وعلي حد سواء في حادث كنيسة الاسكندرية الملعون. الذي أدمي قلوب المصريين. ولأنه حتي المصائب السوداء قد يكون لها بعض وجوه الخير. فالحادث كشف عن طبيعة الإنسان المصري، وأصالته وتحضره. لأن المسلمين جميعا في مصر تأثروا وكأن المصاب مصابهم. والمواد المتفجرة الغادرة. ضربتهم قبل أن تضرب أخوانهم المسيحيين. شهدت مصر طوال الأسبوع الماضي. ولم تزل تشهد مظاهرة وحدة وحب بين عنصريها المسلم والمسيحي. مظاهرة حقيقية صادقة. لم تخرج بقرار من أحد. ولم يحرضها أحد. مظاهرات قام بها مصريون مسلمون. في كل أنحاء مصر. يعربون فيها بكل وضوح. أن الاسلام بريء من الإرهاب. وأنه لا يوجد مسلم مصري حقيقي يتمني الأذي. لشقيقه المصري المسيحي. كل مسلم مصري حقيقي شعر بالحزن والأسف. وقدم تعازيه الصادقة لصديقه أو جاره المصري المسيحي. آلاف من الشباب المسلمين المصريين. أزالوا صورهم الشخصية من علي صفحات »الفيس بوك« ووضعوا بدلا منها. صورة الهلال يحتضن الصليب! آلاف من المسلمين المصريين تطوعوا من تلقاء أنفسهم للتبرع بالدم لإنقاذ اخوانهم المسيحيين ضحايا الحادث. وآلاف آخرين من المسلمين سارعوا وبكل حب وإخلاص، للذهاب إلي الكنائس ليلة الخميس الماضي، وصنعوا من أجسادهم دروعا بشرية، تحيط بالكنائس لتحرسها وتحميها، بينما يؤدي أخوانهم المسيحيين في الداخل صلاة ليلة العيد المجيد! لكن حادث الاسكندرية كشف أيضا. أن هناك مخططات سرية مسمومة، لضرب الشعب المصري كله، وأن هناك من يرقد في الذرة لمصر، ويستغل أية فرصة مثل حادث الاسكندرية، لترويج المزيد من السموم والسهام الغادرة. وكل ذلك بهدف واضح في نفوسهم ومن أساليبهم الحقيرة! خفافيش الظلام والحقد وعملاء الطابور الخامس استغلوا طوال الأسبوع حادث كنيسة الاسكندرية في محاولة لترويج اشاعات الفتنة والفزع. في نفوس كل المصريين. وليس المسيحيين وحدهم. خفافيش الظلام تصورت أنها فرصة لأن »البلد يولع« بالمزيد من الشائعات الكاذبة! وبدأ كثير من المصريين، مسيحيين ومسلمين يتلقون رسالات غريبة علي أجهزة الموبايل »التليفون المحمول« تروج لشائعات عن احتمال حدوث تفجيرات أخري، مشابهة لتفجيرات كنيسة الاسكندرية. ولكن في أماكن أخري غير دينية، أماكن جماهيرية تتردد عليها الآلاف من المصريين مسلمين ومسيحيين لا فرق! وتمكنت »أخبار الحوادث« من العثور علي نص إحدي هذه الرسائل السامة التي يتلقاها الناس علي تليفوناتهم المحمولة. يقول نص الرسالة: »يا جماعة.. لقد تلقيت هذه الرسالة من أحد أصدقائي. من فضلكم ابتعدوا عن »سيتي ستار« و»كارفور« إن عم صديقي يعمل في مؤسسة كبيرة للأمن المصري. تلقت الكثير من التهديدات علي هذين المكانين. وتضيف الرسالة المسمومة في نهايتها: »من فضلكم حذروا عائلاتكم وأصدقاءكم. لأن الحكاية خطيرة فعلا، وهذه الرسالة »مش هزار« لكنها حقيقة! هدف الرسالة المسمومة واضح. انهم يريدون اثارة حالة ذعر وفزع بين الناس، المسألة أكبر من حكاية إحداث فتنة طائفية. الهدف هو مصر نفسها، بكل من يعيشون علي أرضها، مسلمون أو مسيحيون لا يهم. خفافيش الظلام تريد لمصر أن »تولع« يريدون أن تمتليء البلد كلها بالاشاعات. يريدون إحداث حالة خوف عامة، وذعر يسري في جسد المجتمع وعقله، خفافيش الظلام يريدون لمصر الخراب. وأجهزة الأمن المصرية المختلفة ليست بعيدة عن كل هذه المحاولات الدنيئة، بل تعلمها وترصدها وتسعي خلف من يدبرونها. لكن الضمان الحقيقي ضد هذه المؤامرات هو الشعب المصري نفسه. رفضنا الحقيقي لهذه الاشاعات يكون بعدم الاهتمام بها، وعدم تداولها، فهذا بالضبط ما يريده صانعو الاشاعات، أن نهتم وأن نتكلم حول كلماتهم المسمومة.. وأن نعيش دائماً في حالة قلق. وأنا أكرر تعبير السامة المسمومة، لأن كل هذه الاشاعات »سم« بالفعل! المصريون وحدهم قادرون علي تجاوز هذه الطلقات الطائشة، لأنه لا يوجد مصري حقيقي يريد أن »البلد تولع«.. وهذا ما يريدونه لنا. لكنه.. عشم ابليس في الجنة!