نعرف.. بل متأكدون أن ما تحمله هذة السطور من حقائق سوف يكيد الغيظ في قلوب الجبناء.. ويخمد قلوبهم المريضه.. ويقتل محاولاتهم اليائسه في أثارة الفتنه بين ابناء شعب مصر.. فعلي الرغم من محاولات الايادي الغادرة في زعزعه الامان.. وتفرقه شعب تربي علي الدين والعادات والتقاليد.. الا ان محاولاتهم باءت كلها بالفشل.. حتي في احلج الظروف.. والأوقات العصيبه.. والازمات المفتعله.. ليجد هؤلاء الجبناء أنفسهم أمام شعب من جسد واحد.. لا يفرق فيه بين دم ودم اخر.. والدليل هو ما فعله أهالي الاسكندريه.. من مسلمين وأقباط علي حد سواء.. بعد وقوع الحادث الاليم بلحظات قليله.. الكل تدافع بشكل عفوي.. وفي حركه كانت أشبه بمظاهرة من نوع خاص.. أمام مستشفي شرق بالاسكندريه.. مطالبين بالتبرع بدمائهم من أجل انقاذ ضحايا الارهاب الغادر.. .. وليس غريبا أيضا ان يأتي مصريون من حافظات أخري.. تبعد عشرات أومئات الكيلومترات عن مدينه الأسكندريه ليتبرعوا هم الاخرين.. لأنقاذ أرواح بريئه.. وليؤكدوا بدمائهم أنهم شعب واحد.. وأن ايه نقطه دماء تسيل من دم اي مواطن مصري.. بمثابه جرح في جسد واحد.. ولابد من تضميدة.. ليعود كما كان.. وليحارب سويا من جديد تلك المحاولات الفاشله.. لزعزعه امن وأمان مصر.. "أخبار الحوادث" من خلال هذا التحقيق.. تعرض ليس بالاوراق الرسميه فقط.. ولا بالتقارير الطبيه ما فعله أهالي الاسكندريه.. من مسلمين وأقباط تبرعوا بدمائهم بعد الحادث مباشرة.. وأنما ايضا بالصورة التي لا تكذب ابدا.. يخطيء من يظن ان هناك فرق بين مسلم وقبطي يعيش علي ارض مصر.. ويخطيء ايضا من يدعي ان هناك فتنه مشتعله بين المسلمين والاقباط في ارجاء محافظات مصر.. أو بالتحديد في مدينه الاسكندريه.. والتي شهدت مؤخرا الحادث المأسوي الذي راح فيه العشرات من ابناء هذا الوطن.. سواء كانوا قتلي أو جرحي.. بعد طعنه غادرة من ايادي خبيثه.. لا تريد سوي ان تعبث بأمن أومان هذا البلد.. وصف وحكايات! بعد وقوع الانفجار مباشرة.. والذي هز اركان المدينه الهادئه.. في ليله كان الجميع فيها يحتفلون بأعياد الميلاد.. وبعد أثارة الذعر والفزع بين الاهالي.. بسبب الصوت الهائل للأنفجار.. وتناثر اجساد القتلي والجرحي أمام كنيسه القديسن بالاسكندريه.. كان هناك العشرات بل المئات من المسلمين والاقباط ملتفين حول الضحايا في مكان الحادث البشع.. وبشهامه اولاد البلد حاول بعضهم تضميد جراح المصابين.. بينما كان هناك اخرين يتصلون برجال الشرطه والاسعاف لانقاذ الضحايا.. لكن في نفس الوقت كان هناك مشهد أخر لا يقل أثارة عما سبقه.. وهو عندما تدافع العشرات والمئات من اهالي المدينه الي اقرب مستشفي من مكان الحادث- مستشفي شرق- مطالبين التبرع بدمائهم من أجل انقاذ الضحايا.. وحسب ما تشير اليه الاوراق الرسميه داخل مستشفي شرق.. فأن المتبرعين كانوا من الاقباط والمسلمين الي حد سواء.. وتدافعهم حول المستشفي كان بمثابه مظاهرة ساخنه ليست لها هدف سوي الخير.. وانقاذ ارواح بريئه تحتاج لنقطه دماء لحياة جديدة.. وتكرر نفس المشهد أمام سيارة تابعه لوزارة الصحه كانت تقف بالقرب من مسرح الحادث لتستقبل هي الاخري عشرات من المتبرعين.. ونفس المشهد تكرر مرات أخري امام عدة مستشفيات في مدينه الاسكندريه.. نسيج واحد! وحسب ما اشار به الدكتور محمد صقر وهو أحد المسؤلين ببنك الدم بمستشفي شرق: كان يوجد بالمستشفي العديد من الاطباء.. لكن فور وقوع الحادث تم استدعاء كل الاطباء للحضور.. لتعمل المستشفي بكل طاقتها بعد وقوع الحادث بلحظات.. وبخصوص بنك الدم كانت الامور تسير فيه علي ما يرام.. خاصه وان المستشفي تحتوي علي الكثير من الاحتياطي تحسبا لأي ظروف.. وعلي الرغم من عدم شكوانا.. الا اننا فوجئنا بتدافع الاهالي سواء كانوا مسلمين أو اقباط.. مطالبين بالتبرع بدمائهم.. لدرجه ان المستشفي حصلت علي أكثر من 400 كيس دم في أقل من 12 ساعه.. ولدرجه اننا اعلنا للجماهير اكثر من مرة وجود الكثير من الاحتياطي لاكياس الدم داخل المستشفي الا انهم اصروا علي اقتحام المستشفي من أجل التبرع.. ويكمل الدكتور صقر كلامه قائلا: المثير اننا لم نكن المستشفي الوحيد الذي يستقبل حالات التبرع.. بل تدافع الاهالي الي العديد من المستشفيات الاخري وعربات وزارة الصحه.. 24 ساعه فصل! أما الدكتور عصام عبد الوهاب وهو من ضمن العاملين ايضا ببنك الدم بمستشفي شرق قال: ومنذ ليله الحادث وبنك الدم يعمل طيله ال 24 ساعه من اجل فصل الدم.. وتحديد الفصيله لتجهيزة لأي وقت ولأي عمليات جراحيه.. أما الاكثر اثارة من كل هذا.. هو اننا لم نستخدم أكثر من 50 كيس دم من اجمالي ما وصلنا.. وهذا غير الدعم الذي جائنا من مستشفيات اخري.. ويشير الطبيب الي احد الثلاجات التي بداخلها اكياس الدم ثم يفتحها ويشير الي أكياس الدم الموجودة بطريقه عفويه.. ويقول لنا: هذة هي دماء المصرين من اقباط ومسلمين.. كلها في ثلاجه واحدة.. من اجل هدف نبيل.. وهو ما يعكس صورة الحياة داخل المجتمع المصري.. وحاله السلام بين كل الاطياف.. وهو ما يؤكد ايضا ان الحادث لم يكون ابدا بسبب فتنه طائفيه.. كما تدعي بعض النفوس الضعيفه والمريضه.. وكما يقول الاهالي الذين جائوا من اجل التبرع.. ان منفذ العمليه هذا لا ينتمي الي دين.. ولا يحمل سوي قلب ضعيف ومريض.. كما ان عقله أصابه الجنون بسبب اعتقادة ان حادث كهذا من الممكن ان يهز قوة الوحدة الوطنيه بين ابناء شعب مصر.. أشفاق! الي هنا وانتهت سطور التحقيق.. لكن ابدا لم تنتهي بطولات هذا الشعب.. بطيبته أحيانا وفطرته احيانا اخري.. وبجدعه وشهامه اهل البلد والتي لا تفرق بيم مسلم ومسيحي يعيش علي ارض بلد السلام والامان.. ولتكن تلك السطور السابقه بمثابه رساله الي أصحاب القلوب المريضه.. والايادي الخبيثه بأن خطتهم لم تنجح ابدا.. وان شعب مصر بأقباطه ومسلميه سيعيشون سويا وابدا في سلام دون ان يعكر صفو وحدهم أي محاولات دنيئه..