كل الناس مازالوا يتكلمون عن المصيبة التي اصابت بالغدر مصر كلها . والمصريون كلهم . المسلمون منهم قبل المسيحيين . مازالت الجريمة المنكرة التي وقعت في الإسكندرية ليلة صلاة عيد الميلاد المجيد . عندما تمكن إرهابي انتحاري مدسوس . من تفجير عبوة متفجرات كبيرة محلية الصنع . قتلت 21 شهيداً وشهيدة . كانوا قد انتهوا من صلاة عيد الميلاد . وأصابت 96 مصاباً آخرين . مازالت هذه الجريمة النكراء تؤلم مصر كلها. وضح من ملابسات الحادث ومن الوهلة الأولي . أن هدف الجناة من هذا الانفجار المروع . ليس قتل واصابة المسيحيين فقط . فقد كان من بين المصابين مسلمون . ومنهم ثمانية من رجال الأمن. الذين كانوا مكلفين تلك الليلة بحفظ الأمن . والحرص علي سلامة المصلين المسيحيين ! الهدف لم يكن مسيحيا خالصا . الهدف كان مصر كلها والمصريون جميعاًً . وأيضاً النظام المصري الذي حافظ من البداية علي مصالح مصر ومصالح المصريين أولاً وأخيراً وفوق أي اعتبار . هذا النظام الذي حمي مصر من أخطار كبيرة . كان يراد لنا دائماً من آخرين . أن ننساق وراء مزاعم وهمية تخفي مهالك مرعبة . هناك من خطط ودبر وحاول تنفيذ . أي مؤامرة كي تعود مصر من جديد إلي " دوامة الحرب " . أي حرب والسلام ! وهناك في الخارج من استهدف شباب مصر . وهم أملها وثروتها الحقيقية . وهناك أيضاً من خطط ولايزال يخطط ويسعي .لإحداث فتنة طائفية في مصر . تحت مزاعم حقيقية وبعضها غير حقيقي! والحمد لله أن الرئيس حسني مبارك . باحساسه الوطني بجسامة الجريمة . والذي دفعه إلي إصدار بيان عاجل للأمة المصرية . يقدم فيه تعازيه ومواساته لضحايا الحادث . وتأكيده علي أن هذه الجريمة عمل ارهابي تختفي خلفه اصابع خارجية . وكأن الرئيس مبارك قد أدرك ومن اللحظة الأولي ردود أفعال ومشاعر أفراد الشعب المصري كله . فقد تأثر وبشدة المسلمون من بشاعة الجريمة . وشعروا بالحزن الحقيقي علي الضحايا . الرئيس يعرف تماماً أنه لا يوجد مسلم حقيقي يتمني الأذية لمسيحي . ليس هذا طبع في المصريين . الذين عاشوا سنوات طويلة معاً في حياة مشتركة ومصير مشترك . مع اخوانهم المصريين المسيحيين . لهذا كان بيان الرئيس مبارك عن الحادث . مثل " البلسم " علي كل المصريين . علي المسيحيين وعلي المسلمين . عّبر الرئيس مبارك في بيانه عن مشاعر كل مصري . فالمصريون كلهم . المسيحيون قبل المسلمين . يدركون في وجدانهم . أن هذا الحادث ليس حادثاً طائفياً . وانما هو جريمة كبيرة في حق مصر كلها والمصريين كلهم . وأراح الرئيس مبارك قلوبنا عندما قال بمنتهي الحزم أن مصر سوف تقطع يد الإرهاب . وأن دماء الضحايا المصريين لن تضيع هدراً . وقال الرئيس مبارك سوف نطارد مخططي الحادث ومدبريه والمتورطين في ارتكابه . نعم .. دم أولاد مصر لن يضيع ومصر لن تتهاون مع الإرهاب . ومهما خططوا ودبروا .. مهما كانوا .. " عايزين ايه من مصر " سوف تبقي مصر أمام أي مشكلة . هي صاحبة الكلمة الأخيرة . الكلمة الأولي .. والكلمة الأخيرة . الحل الوحيد في كلمة واحدة هو .. مصر ! عند الشدائد .. لابد أن يقف المصريون .. كل مصري .. علي قلب رجل واحد . هو .. المصري !