هل تنجح مؤتمرات المرأة فيما فشلت فيه كثير من الجهود والاتصالات الدبلوماسية في إذابة جبال الجليد الوهمية والمصطنعة أحيانا بين مصر وإيران.. ويحل التقارب الحقيقي وتعود العلاقات بين البلدين المسلمين بما يحقق مصالح وأهداف الأمة الإسلامية وتجاوز المحنة الحضارية التي نمر بها جميعا؟! أقول هذا بمناسبة وصلات الغزل التي أبداها الرئيس الإيراني أحمدي نجاد في افتتاح المؤتمر الوزاري للمرأة بمنظمة المؤتمر الإسلامي في طهران منذ يومين.. حيث تسلمت إيران رئاسة المؤتمر من مصر..نجاد وجه شكرا خاصا لمصر بعد الترحيب الخاص قبل إلقاء خطابه بالدكتورة فرخندة حسن رئيسة وفد مصر.. وأشاد الرئيس الإيراني بالدور الذي قامت به مصر خلال فترة رئاستها للمؤتمر الوزاري الثاني للمرأة والذي يعقد كل عامين تحت مظلة منظمة المؤتمر الإسلامي..الإشادة الإيرانية الثانية جاءت علي لسان ممثلة إيران مريم مجتهد زادة مستشار رئيس الجمهورية ورئيس مركز شئون المرأة والأسرة التي تسلمت رئاسة الدورة من الدكتورة فرخندة حسن وألقت كلمة ترحيب بضيوف المؤتمر موجهة الشكر لمصر علي جهودها الداعمة لدور المرأة داخل المنظمة الذي تنعم الدول الأعضاء داخلها بقواسم مشتركة..أكدت علي ضرورة تضافر الجهود للتغلب علي التحديات والمشكلات التي تواجه المرأة في الدول الإسلامية حيث إن هذه المشاكل تحتاج لحلول تنسجم مع الواقع لتعزيز مكانتها في المجتمع والأسرة لتحقيق مستقبل أفضل لكليهما الأمين العام للمنظمة الإسلامية.. التركي الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلي أشاد في كلمته للمؤتمر بالدور الذي قامت به مصر خلال الفترة الماضية للنهوض بالمرأة التي تمثل نصف تعداد الأمة الإسلامية ووضعها لخطة عمل تحدد ملامح العمل المستقبلي في إطار إنشاء إدارة خاصة للمرأة داخل المنظمة..وأهاب بالمجتمع الدولي لمساعدة الدول الأعضاء بالمنظمة لبلوغ الأهداف الإنمائية التي حددتها المواثيق الدولية وذلك لتحسين وضعية المرأة في الدول ال57 الأعضاء في المنظمة وتصحيح التصورات الخاطئة عنها في الغرب..مثل هذه التصريحات الصادرة عن القيادات الإيرانية لا يمكن النظر إليها في إطار بروتوكولي أو مجاملة ولكنها تعكس ما وراءها من رغبات.. وهو ما لا يجب أن ننكره أو نتغافل عنه علي أي مستوي..آن الأوان أن ننتبه إلي ما يراد لنا والخطط التي تريد وتسعي جاهدة لتقطيع الأوصال الإسلامية وتستخدم أنواعا مختلفة وجبارة من الفزاعات لإثارة الخوف والقلاقل وتعميق النزاع والشقاق الدائم بين الدول الإسلامية علي وجه التحديد. لقد نجحت قوي إقليمية ودولية معروفة في إثارة العداء.. وإخراج إيران من المعادلة الإسلامية وخصم قوتها من الرصيد الإسلامي.. نقول ذلك ونحن واعون للمخططات المضادة وما قد تسوله النفس للبعض من رغبة في السيطرة والاختراق وبسط نفوذ من نوع ما تحت أي مسميات لكن رغم كل هذا فإنه لا يصلح لأن يكون سببا في الوقوف في خندق الأعداء والمتربصين بالإسلام والمسلمين علي الصعيدين الداخلي والخارجي. السؤال الآن.. هل تنجح مؤتمرات المرأة في فك العقدة الإيرانية وإعطائنا بصيص أمل أو خيط من نوع يبدد ظلام النفق الطويل.. بركاتك يا أم هاشم؟!! [email protected]