نظم مركز صالح كامل الاقتصادي بجامعة الأزهر ذكري تأبين الر احل المفكر الإسلامي الدكتور محمد شوقي الفنجري ، رئيس الجمعية الخيرية الإسلامية، حيث حضر الذكري عدد من رموز الفكر والإعلام الذين كانت تربطهم علاقات بالراحل من خلال متابعة مسيرته الخيرية في دعم العمل الوقفي ، والارتقاء به في مجالات اجتماعية عديدة ، حتى أطلق عليه البعض رائد العمل الاجتماعي تحدث د. محمد الدسوقي الأستاذ بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة مبينا أن الراحل الدكتور الفنجري من قيادات العمل الإسلامي والاجتماعي في العصر الحاضر، أسهم في إثراء المكتبة الإسلامية بالعديد من المؤلفات والأبحاث لبيان ارتباط نظرية الإسلام بالقيم والمبادئ التي تلائم الفطرة الإنسانية ، فقد ربط المنهج الاقتصادي الإسلامي بكافة منظومة المعاصرة الحديثة في علم التنمية الاقتصادية بما يؤكد ريادة الفكر الإسلامي في مجالات العمل العام ، وأهمية السعي للوصول إلي تمتع الإنسان بحد الكفاية ،وليس بحد الكفاف ، باعتبار أن الضمان الاجتماعي مسئولية الدولة والأفراد القادرين . أضاف: أن الراحل لديه من الإسهامات الفكرية الأخرى التي أوضح خلالها عظمة التناول الفكري الإسلامي ، الذي أفاد منه الغرب ، ونسبه بعض مفكريهم إلي أنفسهم ، مثلما حدث مع المفكر الإنجليزي فرانسيس بيكون حيث نسب إليه البعض المنهج العلمي المعاصر، رغم أنه منهج إسلامي في الأصل ، انتقل إلي أوروبا من خلال الأندلس وصقلية ، ولكون الأوربيين جردوه من منهج الربانية وأهدافه السامية إلي المادية الخالصة ، فكان التخبط النفسي والاضطراب الوجداني ، الذي تعانيه مجتمعاتنا المعاصرة أشار الدكتور الدسوقي إلي أهمية الضمان الاجتماعي في فكر الراحل الدكتور الفنجري، والذي كان يقتدي فيه بكلمة عمر بن عبد الخطاب، بسد الحاجات ما اتسع بعضنا لبعض سبيلا فإن عجزنا في شيء حتى نستوي في الكفاف ، وهو ما عبر عنه أبو ذر الغفاري بقوله : عجبت لمن لم يجد القوت في بيته ، كيف لا يخرج علي الناس شاهرا سيفه ، وعبر عنه الأمام الشافعي في عبارته الفقهية الدقيقة بأن للفقراء أحقية استحقاق رفي المال ، حتى صار بمنزلة المال المشترك ، بين صاحبه والفقير أوضح الدكتور يوسف إبراهيم رئيس مركز صالح كامل الاقتصادي مبينا منهج الدكتور شوقي الفنجري في العمل الاجتماعي الخيري الذي يسمي علميا بالوقف ، وقد وضع يده علي عدد من الإشكاليات التي تعوق العمل الخيري منذ البداية ، بتوفير التمويل اللازم لإقامة لإعانة المحتاجين ، فرصد الوقفيات بموجب أول وقفية وقدرها مائة ألف جنيه ، وتنامت أموال الوقف حتى بلغت ملايين الجنيهات ، وهذا يؤكد أهمية التعاون الاجتماعي بين الأفراد في كافة المجال الداعم للقضاء علي الفقر ، والحاجة ، ولذلك وجدنا مئات التوجهات التي يسعي إليها نشاط الراحل في مجالات العمل العام ، والدعم العلمي المستشار حامد عبد الدايم رئيس محكمة الاستئناف الأسبق، ورئيس جمعية المساعي المشكورة أوضح أن الراحل كان علامة من علامات الخير العام ، حيث قرر أن يسهم في تحمل مسئوليته تجاه مجتمعه وقومه ، بما يقدمه من وعي عام بأهمية العمل الخيري العام في مجالات البر والإحسان ، لذلك رأينا من يسير علي دربه من أهل الخير كثيرون ، لكنهم لم يبلغوا منزلته، فاقتصرت جهود هم علي رصد المبالغ المالية ، التي تصاب بالانتهاء بعد فترات قليلة ،نظرا لقيمة العملة المتأرجحة صعودا وهبوطا، لكن رؤية الراحل كانت أعمق من ذلك كثيرا حيث رأي رصد ألأموال الوقفية التي تجدد من ذاتها وقيمتها كلما مر بها الوقت