شهدت مصر خلال الآونة الأخيرة فصلاً جديداً من فصول الحراك السياسي تجسَّد في فعاليات التجديد النصفي لمجلس الشوري وانتخابات مجلس الشعب ولم يتبق إلا الفصل الثالث من فصول المشهد السياسي المصري بانتخاب رئيس الجمهورية العام القادم. فبعد أن انتهت هوجة انتخابات مجلسي الشعب والشوري وهما الجزء الأكبر من أجزاء العمل العام من حيث صنع السياسات وإقرارها في دولة بحجم مصر يقف الواحد منا ليسأل نفسه ماذا نريد من مجالسنا النيابية وماذا نريد أن يفعل وأن يقدم ممثلونا الذين تكبدنا الكثير من المعاناة وتحملنا الكثير من المشاق من أجل اختيارهم. أول ما نرغبه ونتمناه أن يحافظوا علي منظومة القيم في سلوكياتهم وجل أفعالهم وأن يكونوا مجلساً راقياً يركز علي مضمون القضايا الهامة التي تؤرق المواطن وتجعل سبل الحياة اليوم صعبة. ويسوقنا هذا الكلام إلي طرح بعض القضايا التي تشغل بال العامة وتدخل في الشأن العام للمجتمع المصري وأهمها في تصوري التأمين الصحي وتعميم مظلته لتشمل جميع طوائف المجتمع وفئاته دون حاجة إلي واسطة أو محسوبية. ثانياً: رفع معاش الضمان الاجتماعي ليكفل حداً معقولاً من المعيشة الكريمة للمواطن. ثالثاً: الارتقاء بمستوي البنية التحتية من رصف وتعبيد طرق وخدمات أخري بالأقاليم المختلفة مع الإسراع في توفير اعتمادات ردم المصارف غير الصحية والضارة للبيئة والتي تتخلل المدن والقري. رابعاً: توفير برامج التنمية المستدامة وإعلاء قيم العمل التطوعي بتفعيل أنشطة الجمعيات الأهلية والمنظمات غير الحكومية حتي تقوم بدور فعال في التنمية وفق آليات محددة وأهداف عامة. خامساً: انتهاج أساليب وسياسات جيولوجية ترعي دول الجوار ذات البعد الأمني والاستراتيجي لمصر في الجنوب مع دول حوض النيل والشمال مع الاتحاد الأوروبي. سادساً: إعادة النظر في حال المواطن في مختلف القطاعات ومحاولة القضاء علي الفساد بتوفير برامج تكفل الشفافية والنزاهة مع تفعيل القانون تجنباً لأي تجاوزات من شأنها الإضرار بمصلحة المواطن والوطن. سابعاً: ضرورة النظر بعين الاعتبار للمجلس القومي لتطوير العشوائيات التي استشرت في محافظاتنا ومدننا وأخلَّت بالنسق المعماري والحضاري لمصر. ثامناً: الحفاظ علي قيمة المواطن المصري والإعلاء من شأنه في الداخل أو في تعامل سفارتنا مع مشكلاته بالخارج مع محاولة إيجاد سبل جاذبة للشباب حتي نحد من الهجرات غير الشرعية. وليس هذا كل شيء ولكن يحدونا أمل كبير في أن نجد مجلساً واعياً ونافذة رحبة ترعي الله في المواطن وفي الوطن وتعمل جاهدة علي إرساء قوانين تكفل النزاهة والراحة لكل فرد وأن يسعي كل عضو لأن يلعب دوره الرقابي والتشريعي بعيداً عن المصالح الخاصة وتطبيق مباديء الشفافية علي العضو قبل غيره حتي يكون نموذجاً يحتذي في السلوك الحسن والالتزام بالقانون.