بأن مصر تعتز بالفن القبطي أقدم الفنون المسيحية في العالم. جاء ذلك في تصريحات صحفية للوزير علي هامش الاحتفالية الثقافية الفنية التي أقيمت أمس الأول وشهدها جمع من رموز الفكر والثقافة ورجال السلك الدبلوماسي المعتمدين بينهم السفيرة الأمريكية في القاهرة التي لم يجمعها حديث مباشر أثناء الاحتفالية وظهر للجميع تجاهل وزير الثقافة لها بعد ما أثاره موقع "ويكليكس" الإلكتروني مؤخرا حول مخاطبتها للخارجية الأمريكية بضرورة العمل علي سقوط فاروق حسني في انتخابات اليونسكو بسبب عدائه لإسرائيل. شهد الاحتفالية أيضا د. علي جمعة المفتي الذي حرص علي التجول في كافة أرجاء المعرض والاستماع إلي الشرح التفصيلي حوله. وحرص علي الاستجابة لكل طلبات وسائل الإعلام التي احتشدت في القصر لتغطية الحدث الفريد.. كما احتشد القصر بعدد كبير من رجال الدين المسيحي يتقدمهم القمص تداوس آثامينا والقس توماس الأنبا بولس. أضاف الوزير أن مصر غنية بشكل كبير بتراثها. وقوامه فن فرعوني وقبطي وإسلامي. واليوم نحن نقدم كنوز المتحف القبطي. رغم أن هناك الآلاف من القطع المعروضة فيه. فالمخازن تمتلئ بقطع فنية نادرة لذلك فكرنا في تنظيم معرض له عنوان ويعبر عن "تيمة" معينة. فمثل هذه المعارض هي التي تعلم وتعطي فرصة للناس لكي تري المعروضات وتقرأ وتتثقف. قال الوزير إن المعرض يظهر عظمة التراث المصري القديم. سواء كان فرعونيا أو قبطيا أو إسلاميا. مشيرا إلي أنه يلقي الضوء علي الفن القبطي الرائع من القرن السابع وحتي القرن الثامن عشر. وردا علي سؤال حول ترميم الآثار القبطية قال الوزير. نحن لا نفرق بين الآثار علي أساس ديني أو عقائدي. فنحن نهتم بالآثار القبطية علي قدم المساواة كما نهتم بالآثار الفرعونية والإسلامية. مشيرا إلي أن مصر رممت وترمم العشرات من الكنائس والأديرة الأثرية. وآخرها الكنيسة المعلقة التي لا مثيل لها في العالم. ومن جانبه قال المفتي إننا اليوم في احتفالية تزيل الغبار عن مرحلة من تاريخ مصر المختلف. سواء كانت فرعونية أو قبطية أو إسلامية. مشيرا إلي أن الحلقة القبطية هي حلقة من تاريخ مصر الطويل. وقال إن المتحف يتيح ما يتيحه المعرض من فكر وثقافة وتعلم ونموذج معرفي. مشيرا إلي أن الإنسان يمثل أمامنا في هذه الحلقة القبطية التي تصرخ وتقول: مصر هكذا تكون. وسوف تظل. وقال الدكتور زاهي حواس أمين عام المجلس الأعلي للآثار إن المعرض يعطي فرصة لكي نتعرف علي روائع من الفن القبطي لم تكن معروفة من قبل. ورغم أنني لست متخصصا في الفن القبطي إلا أنني أستمتع بكل ما رأيت عن هذه الفترة المهمة من تاريخ مصر. مشيرا إلي أن المعرض سوف يخرج في جولة إلي فيينا وإسبانيا. يعود بعدها ليعرض في الإسكندرية ثم أسوان. وردا علي سؤال قال د. زاهي: إننا كمسلمين ننظم معارض مسيحية. وكمسيحيين ننظم معارض إسلامية. فنحن نتعامل مع آثارنا. فرعونية أو مسيحية أو إسلامية علي قدم المساواة. مشيرا إلي أن هذا المعرض سوف يعقبه معرض للفن الإسلامي وثالث للفن الفرعوني. لكي نظهر للعالم عظمة وتنوع الحضارة المصرية وثراءها. ويضم المعرض أكثر من 200 قطعة أثرية تم اختيارها من مجموعات متحفية عديدة. وسيتم عرضها معا لأول مرة. وتمثل تلك القطع الأثرية كنوزا تم إزاحة الستار عنها واكتشافها من جديد بإخراجها من مواقع تخزينها في المتحف القبطي. إلي جانب قطع أثرية من كل من: المتحف القومي. والمتحف اليوناني الروماني. ومتحف مكتبة الإسكندريةالجديدة. ومتحف بني سويف. ومتحف العريش. وبعض منها يعرض في متحف الفن الإسلامي وسيعرض بمتحف الحضارة المصرية بالفسطاط.