ونكمل ما بدأناه الأسبوع الماضي حول خطورة فيروس "ستاكس نت" حيث يقول لانجنر إن الجهود الدولية ضد فيروس مستوحي من ستاكس نت لن تنجح لأن "الدول المارقة والإرهاربيين وعصابات الجريمة المنظمة والمتسللين لن يوقعوا علي الاتفاقيات". وقال: "يمكن لهؤلاء جميعاً امتلاك واستخدام تلك الأسلحة قريباً. وإذا كانت النسخة الجديدة من ستاكس نت تباع بأقل من مليون دولار في السوق السوداء فسوف تشتريها بعض الدول.. فضلاً عن إرهابيين لديهم تمويل جيد". وكما أن الإنترنت تخدم الدول الصغيرة فإنها تبدو أداة ذات قيمة خاصة لروسيا والصين بما أنها تسمح لهما بالندية مع الولاياتالمتحدة في مجال لا قيمة فيه للتفوق العسكري التقليدي للولايات المتحدة. وستاكس نت مثال قوي لنوع من فيروسات الكمبيوتر أسرع نمواً تصمم لتلبية احتياجات العميل ومهاجمة هدف معين. والجديد في الأمر قوته والدعاية التي أحاطت به من خلال صلة مفترضة بإيران. ومثل هذه الدعاية لفتت إنتباه دول صغيرة مثل كوريا الشمالية ويتوقع أن تهتم بشراء قدرات مماثلة لستاكس نت لتحقق توازناً مع غريمتها الجنوبية التي تدعمها الولاياتالمتحدة التي تتفوق عليها بقدرات الأسلحة التقليدية. وكتب ريتشارد كلارك منسق الأمن القومي الأمريكي السابق في كتابه حرب الإنترنت أن كوريا الشمالية مثل بعض الدول الفقيرة في أفريقيا لديها ميزة خاصة بالإنترنت تتمثل في قلة الأنظمة التي تعتمد علي شبكات رقمية ومن ثم فإن أي هجوم كبير علي الشبكة لن يسبب ضرراً يذكر. ولا تضمن الدولة التي تفكر في استخدام مثل هذا السلاح المدمر في هجوم مفترض عدم افتضاح أمرها وربما تتحلي بالحكمة وتقصر استخدامه في حالة نشوب نزاع شامل. غير أن بعض الجماعات الإرهابية بصفة خاصة تلك التي تجل الاستشهاد لن تساورها أي مخاوف من شن حرب عبر الإنترنت. وقال نيك هارفي وزير القوات المسلحة البريطاني في كلمة ألقاها الشهر الماضي: "ربما تكون مسألة وقت فقط قبل أن يبدأ إرهابيون استغلال الإنترنت بشكل أكثر منهجية وليس فقط كأداة لتنظيمهم الخاص بل كوسيلة للهجوم". وجاء في تقرير عن حرب الإنترنت أعده معهد تشاتام هاوس البريطاني للأبحاث أنه لا توجد أدلة علي امتلاك جماعات إرهابية قدرات لحرب عبر الإنترنت ولكن دراياتها بالإنترنت تتنامي وتستخدم غرف الدردشة لنشر رسالتها وأدوات ذات استخدامات يومية مثل الهاتف الذكي وتحديد المواقع علي الإنترنت والبنية التحتية للإنترنت في التخطيط لهجماتها. ويقول خبراء: إن ما من شك في رغبة القاعدة في استغلال مثل هذا السلاح لتكبيد الغرب خسائر اقتصادية إذا ما اتيحت لها الفرصة. وترتاب قلة في قدرتها علي الحصول علي أموال من ممولين أثرياء لشراء الفيروس من السوق السوداء. وقال تنظيم القاعدة في جزيرة العرب: إن تكلفة إرسال طردين مفخخين من اليمن لأمريكا في الشهر الماضي لم تزد علي 4200 دولار وتم اكتشاف الطردين في دبي وبريطانيا وتسببا في حالة تأهب أمني علي مستوي العالم. وذكر التنظيم في بيان أن استراتيجية مهاجمة العدو بعمليات أصغر لكن أكثر تكراراً هي ما قد يشير إليه البعض باستراتيجية الألف طعنة. الهدف هو أن ينزف العدو حتي الموت. [email protected]