عقب حصول ايهاب علي بكالوريوس التجارة أدرك ان أمامه طريقا طويلا حتي يتمكن من تكوين نفسه والارتباط بسميرة زميلة شقيقته التي يغرق في حبها حتي أذنيه كما كان يدرك أن قدرة والده المحدودة لن تسمح بمساعدته في مصاريف الزواج فلم يعد أمامه مفر من الاتجاه لمكاتب إلحاق العمالة بالخارج باحثا عن عقد عمل في إحدي الدول الخليجية. لم يكن الفراق سهلا ولكن مع الوقت اعتاد علي الغربة ومعاملة أصحاب العمل الصارمة حتي مرت أول سنة التي ادخر خلالها مبلغا صغيرا نسبيا تقدم لسميرة رسميا واشتري لها شبكة لائقة لتظهر مشكلة الشقة وكان ايهاب ينوي الاتجاه لشراء شقة صغيرة بإحدي المدن الجديدة ولكن والدها عرض عليه أن يبني دورا في العقار الذي يسكنونه ليوفر آلاف الجنيهات وفي نفس الوقت يكونوا قريبين من أهلهم فكان عرضا جيدا لإيهاب ولكن والده اعترض بشدة وسأل ايهاب أين ستذهب أمواله إذا لم يوفق في الخطبة أو الزيجة؟ ولكن إيهاب لم يكن يملك خيارا آخر. عاد ايهاب للخليج ليواصل الكفاح حتي جاءه اتصال من والده الذي كان ثائرا بعد حصول والد سميرة علي دفعة من ثمن البناء دون كتابة أي ايصالات تثبت استلامه للمبلغ فبدأ القلق يساور ايهاب فاتصل بخطيبته طالبا منها التدخل لدي والدها وإقناعه بالالتزام باتفاقهم لكنها وقفت في صف أبيها فرضخ إيهاب للأمر الواقع وقال لنفسه ان عليه أن يثق أكثر في خطيبته وأهلها وألا يبدأ بافتراض سوء النية. ولكن بعد فترة فوجيء باتصال من والد سميرة يطلب منه ارسال مبلغ جديد حتي يستصدر عدة تراخيص ويشتري بعض مواد البناء فرد بأنه لا يملك هذا المبلغ بل لم يقبض راتبه منذ شهرين ليجد الرجل يتحدث معه بلهجة عنيفة ويتوعد له ويتهمه بالتلاعب بهم. ليتأكد إيهاب ان كلام والده كان صحيحا وقرر أن يأخذ موقفا صلبا فانتهز أول إجازة لينزل مصر ويكتشف ان والد خطيبته لم يضع حجرا واحدا بحجة عدم ارسال الأموال المطلوبة في الوقت الذي تزداد أسعار مواد البناء يوما بعد يوم فغضب ايهاب بشدة وقرر فسخ الخطبة وطالب سميرة ووالدها برد أمواله وشبكته إلا انهم رفضوا!! شعر إيهاب انه كان ضحية عملية نصب فعاد إلي عمله هاربا من خيبة أمله وحبه الذي انهار بسبب سلبية حبيبته وجشع أبيها وظل في الخليج خمس سنوات دون إجازة واحدة وعندما عاد رفضت والدته فكرة سفره تماما إلا بعد زواجه. ذات يوم استقبل منزلهم زيارة من إحدي صديقات والدته التي اصطحبت معها بناتها الثلاث وأصرت أم ايهاب أن يأتي ويجلس معهم وعقب انصرافهم سألته ان كان أعجب بإحداهن؟ فقال ان مها الابنة الكبري لفتت نظره رغم انها ليست بارعة الجمال ولكنها مثقفة ومتدينة للغاية ليذهب في زيارة مع والدته ووالده لأهلها لخطبتها وكان قرار ايهاب اصطحاب زوجته معه للخليج ليعيشا هناك بعيدا عن تدخلات أهلهما.