ورغم أهمية المحطتين اللتين يتوقف عندهما وزير الاتصالات والوفد المرافق له.. إلا أن الأنظار ستكون أكثر تركيزاً علي رحلته إلي أوغندا إحدي دول حوض النيل حيث يعلق المراقبون السياسيون والاقتصاديون آمالاً عريضة علي هذه الزيارة في إذابة جبال الجليد التي ظهرت في الآونة الأخيرة بين مصر ودول حوض النيل وأعاقت التوصل إلي اتفاق نهائي بين مصر وهذه الدول حول توزيع حصص مياه النيل في المرحلة القادمة.. ولذلك يأمل المراقبون والمحللون أن تنجح الجهود التكنولوجية التي سيقوم بها وزير الاتصالات في أوغندا فيما فشل فيه السياسيون والمائيون والعمل علي تمهيد الطريق أمام تسوية مائية شاملة توقعها مصر بالأحرف النهائية قريباً مع دول حوض النيل وحتي نغلق هذه الصفحة إلي الأبد. يذهب د.طارق كامل إلي أوغندا ويحمل في حقيبته آليات جديدة وعملية لتفعيل المبادرة المصرية لتنمية مجتمع المعلومات بدول حوض النيل والتي سيتم تنفيذها بالتعاون مع وزارتي الخارجية والتعاون الدولي بالإضافة إلي مشاركة القطاع الخاص المصري حيث لا تقتصر مجالات الدعم للجانب الأوغندي فقط علي الدعم الفني والتدريب بل تتضمن تنفيذ مشروعات معنية بالبنية الأساسية لقطاع الاتصالات أيضاً. يبحث د.طارق كامل مع كبار المسئولين في أوغندا وعلي رأسهم رئيس الوزراء ووزير الاتصالات وقيادات الهيئات الأوغندية مجالات التعاون التي تتبناها المبادرة المصرية وتركز علي العديد من المجالات المرتبطة بتكنولوجيا المعلومات ومنها الاستفادة من الخبرة المصرية في إنشاء مركز إقليمي للتدريب في دولتين من دول حوض النيل أحداهما ناطقة بالإنجليزية والأخري ناطقة بالفرنسية وخبراتها في إنشاء نماذج مصغرة لمشروع القري الذكية "مبان ذكية" في دول حوض النيل. كما تتضمن مجالات التعاون تنمية الاستثمارات والبيئة التنظيمية وتنمية القدرات البشرية المتعلقة بإدارة الطيف الترددي والمساهمة في تطوير الأطر التنظيمية والتشريعية لسياسات تنظيم الاتصالات في دول حوض النيل حيث تهدف المبادرة المصرية إلي نقل الخبرات المصرية إلي الأشقاء الأفارقة في حوض النيل والاستفادة من التجربة المصرية المتميزة في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إلي دول الجوار الأفريقي من دول حوض النيل.. وأيضاً فتح حوار متواصل مع هذه الدول وتفهم المشكلات التقنية التي تعترضها ومساعدتها في التصدي لها والمساهمة كذلك في تقليص الفجوة الرقمية بين دول الحوض واستخدام الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للتنمية الاجتماعية والاقتصادية تحقيقاً لفكرة التكامل مع دول الحوض وترسيخ مبدأ المصلحة المشتركة في هذا المجال. كشف د.طارق كامل عن التوصل لإتفاق مع الجانب الأوغندي علي توقيع 9 خطابات نوايا أسفرت عنها زيارة وفد من خبراء وزارة الاتصالات مؤخراً لأوغندا.. وتمثل هذه الخطابات التسعة بمثابة إطار للعمل المشترك بين الجانبين وتحديداً آليات التنفيذ في المرحلة المقبلة ومن أبرزها مشروع ذاكرة حوض النيل والاستفادة من خبرات مصر في إقامة القري التكنولوجية وتنمية الكوادر البشرية المتعلقة بإدارة الطيف الترددي ومراكز وطنية للاستجابة لطوارئ الاتصالات وتطوير الأطر التنظيمية والتشريعية لسياسات تنظيم الاتصالات. لندن.. الطريق إلي الابداع أما زيارة الدكتور طارق كامل إلي لندن فهي مهمة عمل سريعة تستغرق ثلاثة أيام وتهدف إلي دعم سبل التعاون والتبادل الاقتصادي والتقني بين الشركات المصرية ونظيراتها البريطانية بالإضافة إلي التباحث حول عدد من القضايا المهمة المتعلقة بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وأبعادها الاجتماعية والتنموية علي المستوي الحكومي بين البلدين. وربما نكون أكثر تحديداً عندما نؤكد أن زيارة الدكتور طارق كامل إلي لندن علي رأس وفد رفيع المستوي وبعثة تجارية تضم عدداً من قيادات الشركات تحمل عنواناً رئيسياً هو "الطريق إلي الإبداع التكنولوجي" ويتضح ذلك في مشاركة وزير الاتصالات والوفد المرافق له في فعاليات المنتدي الدولي لتكنولوجيا النانو والتقنيات الحديثة الذي تستضيفه العاصمة البريطانية لندن خلال الفترة من 6 8 ديسمبر بمشاركة 50 دولة يمثلهما أكثر من 350 متخصصاً من المسئولين والباحثين المتميزين في هذا المجال علي مستوي العالم. كما سيقوم وزير الاتصالات والوفد المرافق له علي هامش رحلته إلي لندن بزيارة جامعة كمبريدج البريطانية العريقة وجامعة أمبريال ومركز الإبداع التكنولوجي وريادة الأعمال بالجامعة حيث يبحث الوزير مع قيادات الجامعتين سبل دعم التعاون المشترك مع مصر في إطار استراتيجيتها الجديدة لتحويل مصر إلي مركز متميز للإبداع التكنولوجي وريادة الأعمال في الشرق الأوسط وأفريقيا.