هي زوجة.. عاشت مع زوجها سنوات طويلة حتي اصبح أولادهما في الجامعة وعلي وشك التخرج والارتباط بالنصف الاخر فوجئت في أحد الايام انه عاد من عمله وقد تغيرت ملامح وجهه وبدأ يفتعل خلافات ويتشاجر معها بسبب أشياء تافهة وقد انزلق لسانه امام ابنائهما بقوله ياليتني سمعت كلامك ولم أتزوج من خارج مجموعتنا.. وهو ما سخر منه الابناء وقد أوضحت لي الزوجة أن زوجها ينتمي لمجموعة من زملاء العمل عادة ما يتناولون اسرار حياتهما الزوجية وكيف يتعاملوا مع نصفهم الاخر ويتناولون كذلك عيوبه واخلاقه وتصرفاته.. ويقترحون الاسلوب الذي يجب أن يتعاملون به معه في مواجهة أي خلافات أو مشاكل تحدث بينهما أو تواجهما في الحياة.. لذا فكثيرا ما يأتي زوجها مغموماً.. إذا ما حدثهم عما حدث بينه وبينها من خلافات أو تصرفات استنكروا فيها تصرفه معها كزوجة.. فيأتي غاضبا.. ثائرا يحول حياتها وحياة الابناء لجحيم.. خاصة إذا كان الاستنكار من زميلة وليس من زميل.. وهو ما جعلها تفكر في الاتصال بهذه الزميلة ومعاتبتها علي ذلك؟! قلت لها: إن كثيرا من الازواج والزوجات يحلو لهم الحديث عن حياتهما الزوجية أمام الآخرين ويظهرون أنفسهم علي أنهم ضحايا ويمد لهم الاخرون يد المساعدة واعطاء النصيحة ولا يدركون ان العلاقات الزوجية مختلفة في طبيعتها وطبيعة الازواج والزوجات.. وما يربط بينهما من حب واحترام وثقة وحوار وكثيرا ما تكون مثل هذه النصائح طريقا لخراب البيوت وهو ما يتطلب الانتباه له وعدم افشاء أسرار الحياة الزوجية وما يقع بين الزوجين من خلافات حتي لا يتدخل الآخرون وتزيد فجوة الخلافات بينهما.. لهذا يجب أن تتجاهلي هذه الزميلة ولا تحاولي الاتصال بها فربما كانت ترغب في الزواج منه وتجد في غضبك الآن فرصة لزيادة فجوة الخلاف بينكما. إن مثل هذا الزوج.. هو انسان ضعيف الشخصية يتأثر بكلام الآخرين.. ودورك أن تمتصي غضبه ولا تتركي له الفرصة لإثارة غضبك وعصبيتك وكوني هادئة.. وتتحاوري معه وتدريجيا حاولي أن تغيري من تصرفاته وتؤكدي له خطأ ما يصرح به عن حياته الزوجية للآخرين وأن تصرفه هذا يقلب حياتكما إلي نكد وكآبة وأبناؤكما يمكنهم أن يساعدوك في ذلك وياحبذا لو أمكنك التعرف علي زملائه والتعامل معهم للتعرف علي نقاط الضعف عندهم والعمل علي مواجهتهم بها كوسيلة للتغيير من سلوكهم. [email protected]