يحاول العلماء اليوم معرفة أسرار التأمل والخشوع. والخشوع في الصلاة هو أمر نفتقده اليوم. فنادراً ما نجد مؤمناً يطبقه في صلاته. ولذلك نجد تفكير المؤمن مشتت وغير مركز. والخشوع في الصلاة والدعاء وقراءة القرآن يقوّي الذاكرة ويزيد من قدرة الإنسان علي الحفظ. ولذلك مدح الله أولئك المؤمنين بقوله: "قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ" المؤمنون 1:.2 الدعاء ينشط الدماغ! هناك أمر عظيم نجد معظم الناس غافلين عنه ألا وهو الدعاء. فقد كان جميع الأنبياء يدعون ربهم ليل نهار. وكان الدعاء هو الوسيلة لمواجهة صعوبات الحياة. وبما أننا نتحدث عن قوة الإدراك لدي الإنسان وهذه القوة هي بيد الله تعالي. فإن الله هو من يهب لك هذه الميزة ولكن بشرط أن تخلص في دعائه وتكثر الدعاء ولا تمل. وربما يكون أقوي أنواع الدعاء أن تدعو الله بأسمائه الحسني. يقول تعالي: "وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَي فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" الأعراف. "180" حفظ القرآن يقي من الأمراض أكدت دراسة جديدة بأنه كلما ارتفع مقدار حفظ القرآن الكريم ارتفع مستوي الصحة النفسية وتكونت عينة الدراسة التي أجراها الأستاذ الدكتور صالح بن إبراهيم الصنيع أستاذ علم النفس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض من مجموعتين: مجموعة طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز في جدة وعددهم 170 طالباً وطالبةً. ومجموعة طلاب وطالبات معهد الإمام الشاطبي للدراسات القرآنية التابع للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في جدة وعددهم 170 طالباً وطالبةً. وقد حدد الباحث تعريف الصحة النفسية بأنها: الحالة التي يتم فيها التوافق النفسي للفرد من خلال أربعة أبعاد رئيسة هي: البعد الديني أو الروحي والبعد النفسي والبعد الاجتماعي والبعد الجسمي. ولقياسها استخدم الباحث مقياس الصحة النفسية من إعداد سليمان الدويرعات. وهو مكون من 60 عبارة وحصل علي معامل ثبات جيد. وتوصلت الدراسة إلي وجود علاقة موجبة بين ارتفاع مقدار الحفظ وارتفاع مستوي الصحة النفسية لدي عينتي الدراسة. وأن الطلاب الذين يفوقون نظراءهم في مقدار الحفظ كانوا أعلي منهم في مستوي الصحة النفسية بفروق واضحة. هناك أكثر من 70 دراسة أجنبية وإسلامية جميعها تؤكد علي أهمية الدين في رفع المستوي النفسي للإنسان واستقراره وضمان الطمأنينة له. كما توصلت دراسات أجريت في السعودية إلي نتيجة تؤكد دور القرآن الكريم في تنمية المهارات الأساسية لدي طلاب المرحلة الابتدائية. والأثر الإيجابي لحفظ القرآن الكريم علي التحصيل الدراسي لطلاب الجامعة. وبينت الدراسة صورة واضحة للعلاقة بين التدين بمظاهره المختلفة. ومن أهمها حفظ القرآن الكريم. وآثاره في الصحة النفسية للأفراد وعلي شخصياتهم. وتمتعهم بمستوي عال من الصحة النفسية. وبُعدهم عن مظاهر الاختلال النفسي قياساً مع الأفراد الذين لا يلتزمون بتعاليم الدين أو لا يحفظون شيئاً من آيات القرآن الكريم أو يكون حفظهم لعدد يسير من الآيات والسور القصيرة. أوصت الدراسة بالاهتمام بحفظ القرآن الكريم كاملاً لدي الدارسين والدارسات في مؤسسات التعليم العالي للأثر الإيجابي لهذا الحفظ علي كثير من مناحي حياتهم وتحصيلهم العلمي. والامتثال لأوامره ونواهيه. وذلك لأنه من أهم أسباب الوصول إلي مستوي عال من الصحة النفسية. كما أوصت بضرورة اهتمام المعلمين والمعلمات برفع مقدار الحفظ لدي طلابهم وطالباتهم حتي لو كان خارج إطار المقرر الدراسي بحيث يكون إضافياً لما له من أثر إيجابي علي تحصيلهم وصحتهم النفسية. تعليق علي هذه الدراسة إن كل من يحفظ شيئاً من كتاب الله ويداوم علي الاستماع إلي القرآن يشعر بتغيير كبير في حياته. وأقول: إن حفظ القرآن يؤثر علي الصحة الجسدية أيضاً. حيث ثبُت لدي من خلال التجربة والمشاهدة أن حفظ القرآن يرفع النظام المناعي لدي الإنسان ويساعده علي الوقاية من الأمراض. ويمكن أن أعدد لكم بعض فوائد حفظ القرآن كما رأيتها وعشتها أنا وغيري: 1- صفاء الذهن. 2- قوة الذاكرة. 3- الطمأنينة والاستقرار النفسي. 4- الفرح والسعادة الغامرة التي لا توصف. 5- التخلص من الخوف والحزن والقلق... 6- قوة اللغة العربية والمنطق والتمكن من الخطابة. 7- القدرة علي بناء علاقات اجتماعية أفضل وكسب ثقة الناس. 8- التخلص من الأمراض المزمنة التي يعاني منها الإنسان. 9- تطوير المدارك والقدرة علي الاستيعاب والفهم. 10- الإحساس بالقوة والهدوء النفسي والثبات. ولذلك قال تعالي: "بَلْ هُوَ آَيَاتى بَيِّنَاتى فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ" العنكبوت: "49" فهذه بعض الفوائد المادية الدنيوية. ولكن هناك فوائد أكبر بكثير في الآخرة. وهي الفرح بلقاء الله تعالي. والفوز بالرضوان والنعيم المقيم. والقرب من الحبيب الأعظم صلي الله عليه وسلم. فهل هناك أجمل من أن تكون مع الله ورسوله يوم القيامة؟!