مازالت هناك الكثير من الأمراض يقف الأطباء أمامها عاجزين لا يستطيعون فعل شيء. وهنا ليس أمام المريض سوي ان يستسلم لقضاء الله وقدره وينتظر الموت ولا يوجد أصعب من انتطار الموت. قد يأتي اليوم أو غداً لكنه في النهاية سيأتي.. تزيد قساوة ومرارة المرض عندما يعلم المريض بأن له علاجاً ولكنه باهظ لعله يجد من يساعده من قبل الحكومة أو أهل الخير وعندما لا يجد فهنا الموت يكون مسألة وقت وليس أمامه سوي التضرع إلي الله بأن يشفيه. في قرية منية سلمنت. بلبيس بمحافظة الشرقية. يقطن صلاح أحمد محمد عبدالرحمن خليل. رجل رقيق الحال يعمل أرزقياً أي باليومية ويعمل بكل جهده مع طلوع الشمس إلي مغاربها حتي يعود لأسرته كبيرة العدد وأولاده الذين يدرسون في مراحل تعليمية مختلفة بالزاد الذي يكفي بالكاد يومهم ليذهب إلي النوم. ولكن هيهات من كثرة المجهود الشاق الذي عمله أثناء يومه ليجد صعوبة بالغة في ارتياح عضلات جسمه وفي النهاية يخلد إلي النوم. يقول صلاح: أبلغ من العمر 50 عاما وعشت حياتي كلها وأنا أعمل بكل طاقتي لأعود في نهاية اليوم لأجد ابتسامة أولادي التي تشع لي البهجة والأمل وكلمات زوجتي التي كانت تبث لي القوة والمثابرة وتجعلني لا أشعر بأي تعب وكنت أعيش سعيدا مستورا أنا وأسرتي. ولكن القدر كان له رأي آخر حيث تبدلت حياتي تماما وتحولت إلي جحيم. أضاف: أثناء عملي شعرت بدوار وعدم اتزان ووقعت دون أن أشعر بأي شيء وحملني أصدقائي للعودة إلي المنزل علي أن أذهب للطبيب وعندما شعرت بتحسن طفيف نزلت للعمل من أجل أسرتي وأصرت زوجتي بأن تنزل هي إلي العمل حتي أستعيد صحتي. ولكنني رفضت لأني أعلم تماما بأنها مريضة ولا تستطيع فعل أي مجهود شاق.. حاولت جاهدا أن أعمل مثل ذي قبل. ولكن لم أستطع وهنا اضطررت للذهاب إلي الطبيب لأن حالتي الصحية كانت تسوء يوما بعد يوم. مضيفا: بعد عمل الفحوصات والتحاليل والإشعات أقر الأطباء بأنني أعاني من ورم علي الكبد مع تجلط بالوريد البابي الموصل للكبد وكانت الصدمة الكبري ولابد من العلاج بالمواد المشعة عن طريق القسطرة الشريانية تحت الأشعة التداخلية وإجراء عملية جراحية في أقرب وقت في المركز الطبي العالمي تتكلف مبلغ 205 آلاف جنيه.. ووقفت مكتوف الأيدي عاجزا فإنني لا أحتكم علي شيء نمن حطام الدنيا وليس معي 205 جنيهات من أين لي بهذا المبلغ الذي يفوق طاقة البشر؟ قال صلاح: ليس أمامي سوي المجالس الطبية بوزارة الصحة لاستخراج قرار علاج علي نفقة الدولة وهذا هو الباب الوحيد أمامي.. فوجئت بالصدمة الكبري التي زلزلت كياني وجعلتني أشعر بالآلام أضعافا مضاعفة بأنه لا ينطبق عليّ البروتوكول أي ليس من حقي العلاج علي نفقة الدولة.. أي بروتوكول الذي يجعلني أنتظر الموت وعلاجي أمام عيني. ولكن من أجل البروتوكول لا أستطيع تناوله.. حياتي أصبحت جحيما واستدنت من "طوب الأرض" وظروفي الصحية تتدهور يوما بعد يوم ولا أجد من يمد لي يد العون وظروفي الأسرية أصبحت صعبة للغاية. أناشد الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء بالنظر لي بعين العطف ومساعدتي وإنقاذ حياتي وإصدار أوامره بعلاجي علي نفقة الدولة قبل فوات الأوان. كما أناشد أهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة بمساعدتي في تسديد ديوني قبل أن أرحل عن الدنيا ولم أسدد ديوني.