تتطور الأوضاع في سوريا بشكل سريع منذ بداية الأزمة وتحولت البلد إلي أرض معارك استراتيجية تتصارع فيها القوي العظمي الممثلة في روسياوالولاياتالمتحدة وذلك رغم المحادثات والمفاوضات العديدة للوصول إلي حلول سلمية. بعد ساعات من إعلان موسكو منح السلطات السورية منظومة الدفاع الجوي "إس- 300" بعد إسقاط الطائرة العسكرية الروسية "إيل -20" في سوريا الأسبوع الماضي من قبل إسرائيل اعترضت أمس طائرة تابعة لسلاح الجو الروسي مقاتلة أمريكية في سماء سوريا. ذكرت مجلة "ديفينس بلوج" العسكرية الروسية ان الصور التي نُشرت علي شبكة الإنترنت تبين أن الطائرة الأمريكية التي اعترضتها مقاتلة "سو-35 إس" الروسية أثناء تحليقها في سماء سوريا هي مقاتلة "إف- 22". تم التقاط الصور بواسطة جهاز مراقبة الطيران المسمي ب OLS-35 الذي يحتوي علي الكاشف الحراري ومعين المدي الليزري ويصلح هذا الجهاز لكشف الطائرات الخفية "الشبحية" مثل طائرة "إف- 22" حيث انه صمم لتحديد موقع الطائرة في دائرة يبلغ نصف قطرها 50 كيلو مترا. ووصفت المجلة الواقعة أنها دليل علي عجز مقاتلة "إف- 22" الأمريكية أمام مقاتلة "سو-35 إس" الروسية فيما كان خبراء عسكرون أمريكيون قد أعلنوا في وقت سابق أن العسكريين الروس كشفوا كل أسرار مقاتلة الجيل الخامس الأمريكية إف-22 في سماء سوريا وتمكنوا من إعداد إجراءات اعتراض طائرات من هذا النوع. وحول إرسال روسيا منظومة الدفاع "إف- 22" أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن هذا القرار سيؤدي إلي الإستقرار في المنطقة وليس إلي التصعيد وسيضمن سلامة الجنود الروس. أضافت الخارجية أن واشنطن تتخابث عندما تقول أن تصدير روسيا لهذه المنظومات يهدد أمنها وأشار إلي أن موسكو لا تري في إرسال المنظومة أمرا استثنائيا فأي دولة تملك الحق في تقديم المساعدة العسكرية التقنية لشركائها. كان مستشار الرئيس الأمريكي لشئون الأمن القومي جون بولتون قد أعلن في وقت سابق أن قرار روسيا إمداد سوريا بمنظومة الدفاع الجوي "إس- 300" يعد عملا تصعيديا. من جانبه صرح نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف بأن روسيا مستعدة لمناقشة كل المسائل المتعلقة بسوريا بما فيها تسليم المنظومة الدفاعية مع الولاياتالمتحدة لكنه طلب من الأمريكيين التخلي عن سياسة الإملاء ومحاولات عرض موقفهم الخاص وكأنه الموقف الصحيح الوحيد. كان وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو قد أشار إلي أنه سيجري تزويد الوحدات السورية المضادة للطائرات بأنظمة تعقب وتوجيه روسية وذلك بهدف تعزيز سلامة الجيش الروسي. وقال انه بسبب قدرتها العالية علي عرقلة التشويش وسرعتها المتفوقة في إطلاق الصواريخ. ستسهم هذه المنظومة بشكل ملموس في تعزيز القدرات القتالية للدفاعات الجوية السورية. علي صعيد آخر صرحت المفوضة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني أن الشيء الأكثر أهمية بالنسبة للاتحاد الأوروبي هو رعاية الشعب السوري داخل سوريا وخارجها أضافت أن الاتحاد الأوروبي سيشارك في عملية إعادة إعمار سوريا. إذا كان هناك عملية سياسية. تري موجيريني بؤرة أمل في حال تطور الوضع في إدلب وفقا لاتفاقية روسيا وتركيا مؤكدة أن وقتها ستكون لجنة صياغة الدستور قادرة علي بدء العمل علي إطلاق العملية السياسية ومشاركة المجتمع الدولي.