علي صفحات الفيس بوك يطلق المصريون علي اليابان كلمة "كوكب" نظراً لتقدمها وحب شعبها للعمل مع تحمل المسئولية وسمو الأخلاق. ولأن تطوير التعليم في العام الدراسي القادم هو الشغل الشاغل لوزارة التربية والتعليم كان الحرص علي التعرف علي التجربة اليابانية في التعليم للاستفادة منها في تطويره بالمرحلة الابتدائية كما تقرر إنشاء مدارس يابانية مصرية تطبق طريقة التعليم المعروفة باسم "الكوتاتسو" في ظل مبادرة شراكة مصرية يابانية تعليمية والمدهش أن إحدي طرق تعليم أطفال اليابان اللغة الانجليزية هي طريقة "زناتي ستايل" ابتكرها الدكتور حسين زناتي ابن محافظة المنيا الذي تعلم في مدارسها وحصل من جامعتها علي ليسانس الآداب قسم اللغة الانجليزية عام 1989 ثم بعد عمله مدرساً في مصر انتقل إلي عدة دول أوروبية منها ألمانيا التي أرسلته إلي بعثة كشفية في برشلونة وهناك التقي بزوجته اليابانية خريجة الجامعة الأمريكية في القاهرة والتي انتقل معها إلي اليابان ليعيش في البداية عدة أشهر بعيداً عنها في قرية بجزيرة أوساكا وبدأ العمل في ورشة للحدادة ومصنع لقطع الأخشاب ليتعلم اللغة اليابانية كما كان يدرس للحصول علي الماجستير في طرق التدريس ثم الدكتوراه في طرق تدريس التكنولوجيا ومع زوجته في مدينة كيتامي منذ ثلاثة عشر عاماً افتتح معهداً لتعليم الأطفال اللغة الانجليزية وكانوا أربعة تلاميذ ثم سرعان ما صاروا ثمانين وهو الآن يعمل مدرساً وخبيراً في التعليم بإدارة كيتامي التعليمية ومشرفاً علي 14 مدرسة يابانية ومدرباً للمدرسين اليابانيين علي طرق التدريس ولأنه مصري ذو شأن وشهرة في اليابان فقد التقي به برنامج "مصر تستطيع" في أولي حلقاته علي قناة "دي إم سي" سجلها في اليابان الكاتب الصحفي أحمد فايق ومعه فريق عمل البرنامج ليقدم نماذج مصرية لعلماء ومهندسين ومخترعين وباحثين يعملون في اليابان ويساهمون في تقدمها في شتي المجالات ولم يكن الدكتور حسين زناتي المصري الوحيد الذي قدمه البرنامج بل كانت اللقاءات الأخري التي شهدتها مع مصريين متميزين مثل المعماري العالمي "إيهاب الوجيه" المهندس المصري الوحيد في شركة هندسية كبري تضم سبعمائة مهندس ياباني تعمل علي إنشاء المشروعات العملاقة في دول العالم. وهو المسئول عن التصميم المعماري فيها وقد قام بتصميم مبني دار الأوبرا الصينية "شينتاو" ومبني وزارة العدل ومشروع مجمع المباني الحكومية وأطول برج في العالم 350 متر في فيتنام وأكبر جزيرة صناعية في إندونيسيا التي سيتم الانتهاء منها بعد عشر سنوات. ومن اليابان أيضاً كان لقاء أحمد فايق يوم الجمعة الماضي مع المهندس عبدالرحمن علاء الدين خريج كلية الحاسبات والمعلومات والمتخصص في البرمجة وأصغر شاب 27 سنة وصل إلي اليابان في عام 2015 ليعمل في شركة يابانية متخصصة في تكنولوجيا الحاسبات والبرمجة وهو واحد من سبعة مهندسين مصريين اشتركوا في اختراع أول سيارة ذاتية القيادة "روبوكار" سيتم تسييرها من المطار إلي الفنادق المخصصة لإقامة ضيوف أولمبياد طوكيو عام "2020" وقد قام ببرمجة "سوفت وير" التشغيل الذاتي للسيارة أما باقي الفريق فقد عمل علي اختراع باقي مكوناتها كالكاميرا التي تلتقط ألوان إشارات المرور وأماكن عبور المشاة والمنحنيات في الشوارع والكهرباء اللازمة للتشغيل وغيرهم وقد تم تجربة السيارة التي سوف يستخدمها اليابانيون أيضاً في التنقل بين مراكز التسوق ومنازلهم ولم يكن برنامج تشغيل هذه السيارة هو الابتكار الوحيد للمهندس عبدالرحمن بل سبقه اختراع ترولي ذاتي الحركة كما كان مشروع تخرجه من الكلية روبوت علي شكل عنكبوت. وهكذا أثبت المصريون أنهم ليسوا أقل كفاءة أو خبرة من اليابانيين بل إنهم قد تميزوا وتفوقوا وأن مصر تستطيع بمثل هؤلاء النجباء أن تكون هي الأخري كوكبا في المستقبل القريب.