قبل 1300 عام كانت مقولة القائد العربي الشهير طارق بن زياد لجنوده "العدو أمامكم والبحر من ورائكم" لتحفيز جنوده علي مواجهة العدو في طريقه إلي فتح شبه الجزيرة الأيبيرية بعد عبور المضيق الذي خلد اسمه مضيق جبل طارق من المغرب إلي جنوب إسبانيا. والآن سيكون علي المغاربة مواجهة اثنين من التحديات الصعبة في آن واحد حيث يترقب الجميع في هذا البلد العربي الشقيق قرار الجمعية العمومية "كونجرس" للاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" المقرر اليوم الأربعاء في العاصمة الروسية موسكو لاختيار البلد المضيف لبطولة كأس العالم 2026 فيما يستعد المنتخب المغربي "أسود أطلس" لمواجهة صعبة مع المنتخب الإيراني بعد غد الجمعة في أولي مباريات الفريقين بمجموعة "الموت" في الدور الأول لبطولة كأس العالم 2018 بروسيا. يجتمع كونجرس الفيفا اليوم في موسكو لتحديد مصير النسخة التاريخية من بطولة كأس العالم والمقررة عام 2026 والتي ستشهد للمرة الأولي في تاريخ المونديال زيادة عدد المنتخبات المشاركة في النهائيات من 32 إلي 48 منتخبا. كانت المغرب قد تقدمت بملف لطلب استضافة هذه النسخة التي قرر الفيفا بقيادة رئيسه السويسري جياني إنفانتينو أن تشهد 48 منتخبا لزيادة عدد المنتخبات المشاركة من كل قارة بشكل أثار ترحيب أكثر من اتحاد قاري خاصة آسيا وأفريقيا ولكن القارة الأفريقية ستترقب اليوم ساعة الحسم لاختيار الملف الفائز والذي قد يمنح القارة السوداء ثاني نسخة في تاريخ استضافة كأس العالم بعدما استضافت جنوب أفريقيا مونديال 2010 بعد فوزها علي المغرب في عملية التصويت الأخيرة. لكن الملف المغربي يواجه هذه المرة منافسا أكثر شراسة بقيادة أبناء العم سام حيث يتنافس مع ملف للتنظيم المشترك يضم ثلاث دول كبيرة هي الولاياتالمتحدةوكنداوالمكسيك. كانت لجان التقييم والتفتيش علي استعدادات الملفين للتنظيم أشارت إلي تفوق واضح في الإمكانيات لصالح الملف الثلاثي ولكن هذا لم يدفع المغرب للانسحاب بل استكملت المغرب حملتها لطلب الاستضافة رغم صعوبة موقفها لاسيما مع الحرب العلنية التي تشنها الولاياتالمتحدة علي الملف المغربي منذ شهور لدرجة دفعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلي الإعلان عن كون المساندة لملف التنظيم المشترك بمثابة دلالة علي من هم الأجدر بالمساندة الأمريكية. الأكثر من هذا شن القائمون علي الملف الثلاثي حملة ضخمة للتأكيد علي أحقية الملف في استضافة هذه النسخة بدلا من الملف المغربي... وكان للناحية المالية نصيب الأسد في هذه الحملة حيث لجأ الملف الثلاثي إلي إغراء الفيفا والمصوتين بأرباح يسيل لها اللعاب من خلال التأكيد علي أن التنظيم في الدول الثلاث سيجني عائدات للفيفا تبلغ 14.3 مليار دولار من هذه البطولة فيما أشار المغرب إلي أن البطولة ستحقق عائدات تبلغ 7.2 مليار دولار وهو نصف المبلغ المطروح من الملف الثلاثي. علي الرغم من تغيير نظام التصويت بعد الفضائح التي حاصرت الفيفا في السنوات الماضية بسبب حصر التصويت سابقا في أعضاء اللجنة التنفيذية بالفيفا والذين أدين أكثر من عضو فيهم إضافة لرئيس الفيفا السابق جوزيف بلاتر بشأن التورط في فضائح فساد . علي الرغم من هذا . يساور الشك القائمين علي الملف المغربي من نجاح النفوذ الأمريكي سياسيا والإغراءات المالية الخاصة بتحقيق أرباح طائلة للفيفا في إقناع معظم مندوبي الاتحادات ال 207 الأعضاء بالفيفا في التصويت لصالح الملف الثلاثي. الجدير بالذكر أن الولاياتالمتحدة سبق لها أن استضافت المونديال في 1994 فيما استضافت المكسيك المونديال في 1970 و1986 بينما لم تنظم كندا المونديال من قبل. في المقابل يخوض المغرب التجربة للمرة الخامسة في التاريخ حيث فشل في أربع محاولات سابقة لاستضافة المونديال وكانت المحاولة الأولي أمام العملاق الأمريكي أيضا حيث تنافس الملفان علي استضافة مونديال 1994 وحصد الملف المغربي سبعة أصوات مقابل عشرة أصوات للملف الأمريكي. تكررت المحاولة المغربية لاستضافة مونديال 1998 لكنه خسر أمام الديك الفرنسي حيث حصل علي سبعة أصوات مجددا مقابل 12 صوتا لفرنسا وكانت التجربة الثالثة هي الأصعب علي المغرب حيث حصل الفريق علي صوتين فقط وخرجت مبكرا من الصراع الذي اشتعل فيما بعد بين جنوب أفريقيا وألمانيا وحصلت الأخيرة عليه لتنظم مونديال 2006 وتجدد الحلم المغربي عندما قرر الفيفا منح القارة الأفريقية حلم الاستضافة في نسخة 2010 لكن التصويت النهائي كان لصالح جنوب أفريقيا برصيد 14 صوتا مقابل عشرة أصوات للمغرب. علي الجانب الآخر سيكون المنتخب المغربي أمام مهمة صعبة في ضربة البداية بالنسبة للفريق في المونديال الروسي حيث ينتقل الفريق اليوم إلي مدينة سان بطرسبرج عاصمة روسيا القيصرية استعدادا للمباراة المرتقبة مع إيران بعد غد الجمعة في أولي مباريات الفريقين بالمجموعة الثانية "مجموعة الموت" التي تضم معهما المنتخبين الإسباني والبرتغالي ويدرك المنتخب المغربي جيدا أنها مباراة لا تقبل القسمة علي 2 ولهذا سيخوضها بشعار "أكون أو لا أكون" فيما تبدو الجماهير المغربية مشتتة بين حلم الفوز باستضافة مونديال 2026 وضربة البداية لأسود أطلس في المونديال الروسي.