بعد أسابيع من فضيحة صحيفة "لوموند" الفرنسية. بترويج قصة مفتعلة حول الصين تزعم بأنها وضعت أجهزة تنصت في جدران المبني الذي شيدته كهدية للاتحاد الأفريقي خلال عام 2012. ويعتبر هذا المبني رمزاً للتعاون الصيني الأفريقي. توالت ردود الأفعال الأفريقية الغاضبة التي ترفض وتستنكر هذه الافتراءات.. السبب أن الصحيفة ذكرت أن اكتشاف الواقعة تم منذ عام. ولكنها نشرته قبل افتتاح القمة ال30 للاتحاد الأفريقي بيوم واحد في أواخر يناير الماضي. مما يؤكد سوء النية. وتُهمة التلفيق. ويكشف مدي تراجع مصداقية وسائل الإعلام الغربية. وبعضها فقد السيطرة والمهنية. لأنها لا تستطيع تهدئة قلقها بشأن العلاقات الصينية الأفريقية المتنامية. الواضح أن بعض ما يتردد في كبري وسائل الإعلام العالمية يحمل شبهة التلفيق والافتراء وسوء النية. ويكشف النقاب عن "قلق بعض الدول" بشأن العلاقات الصينية الأفريقية المزدهرة. وتعرضت صحيفة "لوموند" لانتقادات من جانب العديد من مسئولي الاتحاد الأفريقي. ومن بينهم رئيس الاتحاد بول كاجامي ورئيس مفوضية الاتحاد موسي فكي. بالإضافة إلي الرئيس البوروندي بيير نكورونزيزا. الذي قال: إن ما تم نشره كان تقريراً فبركته بعض وسائل الإعلام الغربية. بهدف دق "إسفين" بين الدول الأفريقية والصين. ووصف رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسي فكي المزاعم المتداولة إعلامياً بشأن تجسس الصين علي المنظمة الكائنة بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا. أنها محض ادعاءات كاذبة. وقال فكي خلال زيارته إلي بكين: إنه لا مصلحة للصين في التجسس علي الاتحاد الأفريقي الذي لا يتعامل مع أسرار أو أمور عسكرية. كما أكد وزير الخارجية الصيني وانج يي أن المقر الذي بنته الصين هو رمز للتعاون الصيني الأفريقي. داعياً إلي تعزيز التعاون الصيني الأفريقي.. وقال رئيس المفوضية الأفريقية في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الصيني وانج يي "لا أري مصلحة للصين في التجسس علي الاتحاد الأفريقي". وقال فكي إن العلاقات بين الصين وأفريقيا راسخة. ونحن في طور مناقشة تعزيز هذا التعاون. الذي لن تقوي "أي مناورة" علي إخراجه عن مساره. وكان رئيس المفوضية الأفريقية في زيارة إلي بكين لمناقشة تعزيز العلاقات بين الاتحاد الأفريقي والصين. وافتتاح ممثلية دائمة للاتحاد الأفريقي في العاصمة الصينية. أشار فكي إلي تحسن العلاقات وقدم أمثلة عن أن الصين ترسل مساعدات بقيمة 100 مليون دولار لأفريقيا. وتساعد علي تطوير قوة عسكرية أفريقية مشتركة لمكافحة الإرهاب. ومن جانبه. أعرب الرئيس الكونغولي دينيس ساسو نجيسو عن سخريته مما تردد مؤخراً عن تنصب الصين علي مبني الاتحاد الأفريقي. وقال الرئيس الكونغولي: إن الجميع أعربوا عن تقديرهم للصين لقيامها بتشييد هذا المبني. وسنستمر في أداء التحية لها علي ذلك. ومن هنا تثار التساؤلات. ما سبب وحقيقة وصحة الحملات الغربية ضد الصين في أفريقيا؟!.. وما طبيعة الدور الصيني علي الأراضي الأفريقية؟!! تنامي العلاقات الأفريقية الصينية. يسبب صداعاً للغرب. السبب أن أفريقيا تعتبر البقرة الحلوب التي تم استحلابها لعقود ماضية تارة من خلال الاستعمار. أو من خلال القروض المشروطة والمرتفعة الفائدة للتسليح أو الاستثمار. المشكلة أن أفريقيا فتحت ذراعيها للصين. حتي أصبحت أكبر شريك تجاري للقارة السمراء.. النتيجة أن الغرب ووسائل إعلامه الجهنمية. تتفنن في تشويه صورته. وتعمل بخبث علي ترديد الانتقادات والمخاوف بمطامع الصين في أفريقيا. وأنها هجمة "استعمارية" جديدة. تركز علي استغلال موارد القارة الطبيعية. السبب أن الحكومات الأفريقية استجابت بحماس بالشراكة والاستثمارات الصينية. وتحول الوجود الصيني بشكل عام. والأنشطة التجارية الصينية المزدهرة علي وجه الخصوص من الشك في أغراضها وأهدافها. إلي الاقتناع والتمسك بوجودها علي المستويين الرسمي والشعبي. الملفت أن النموذج التنموي الصيني حقق نجاحات كبيرة وسريعة في وقت قصير وترغب الدول النامية في محاكاته. وكسبت الصين سمعة جيدة وجاذبية ملفتة وانبهاراً منقطع النظير من طريقة مساعدة الأفارقة. ووجدت ترحيباً شعبياً ورسمياً بالشراكة الاقتصادية معها. ويسود جو من الثقة والطمأنينة بين الطرفين. الواقع أن نظرة المواطن الأفريقي البسيط للصين إيجابية. وبعضهم يري أن الدول الغربية تنتقد النموذج الجديد الذي تقدمه الاستثمارات الصينية في حين أنها تتمني أن تفعل ما تفعله الصين في القارة. وحقيقة الاستثمارات الصينية في مشاريع البنية التحتية كبيرة وضخمة. إنها تقدم دعماً قوياً للدول الأفريقية في تطوير نموها الاقتصادي. وكسبت الصين سمعة جيدة في مساعدة الأفارقة. ووجدت ترحيباً شعبياً ورسمياً بالشراكة الاقتصادية معها. ويسود جو من الثقة والطمأنينة بين الطرفين.. السبب أن الصين تبنت سياسة الشراكة الاستراتيجية مع الدول الأفريقية بغض النظر عن ماهية أنظمة الحكم الموجودة في السلطة. كما أنها تحترم خصوصياتهم الثقافية والاجتماعية. وتتعامل معهم من باب الاحترام والتواضع. وليس من باب الاستعلاء والإملاءات والتدخل في شئونهم أو الضغوط. والتهديدات العسكرية. الأمر الذي جعلها تلقي قبولاً عند كافة الدول الأفريقية. لهذا المصدر الجديد للاستثمار والمساعدات. وتشير النتائج التي توصلنا إليها حول كيفية تصور الصين في أفريقيا إلي أن بكين قد اكتسبت حسن النية الحسنة في أفريقيا. ولكنها بصدد تطوير قضايا عميقة وتواجه تحديات غير مؤكدة وعقبات متزايدة. ووفقاً ل"أفروباروميتر" وهي شبكة بحثية يقودها باحثون في أفريقيا أجرت دراسات استقصائية في 36 بلداً أفريقياً عام 2017. اعتقد 63 في المائة من المستطلعين أن التأثير الاقتصادي والسياسي للصين في بلادهم كان إيجابياً. في حين أن استثمارات الصين في البنية التحتية والتنمية في أفريقيا تحظي بتقدير كبير. كما يقول المثل الصيني: "إن الحقيقة بطبيعة الحال هي التي تسكن قلب الإنسان الحر".. وفقط الأفارقة هم فقط الذين يعرفون ما إذا كان التعاون الصيني الأفريقي سيجلب لهم فوائد.