نحن نتابع أولا بأول. ومن خلال البيانات التي تصدرها القيادة العامة للقوات المسلحة. النجاحات التي تحققها عملية "سيناء 2018" العسكرية الشاملة. والتي تهدف الي القضاء علي الإرهاب. واقتلاعه من جذوره. علي أننا نستطيع أن نستخلص من هذه العملية. بتوقيتها. وحجمها. وتواصلها. عديدا من الأهداف المهمة الأخري التي تحققها. والرسائل القوية البليغة التي توجهها. سواء للداخل أو الخارج. والتي لا تظهر بالطبع في البيانات العسكرية. ويمكن أن نستعرض عددا من هذه الأهداف والرسائل فيما يلي: أولا.. سيناء لن تكون أبدا الا جزءا عزيزا وغاليا من مصر. ولن يستوطنها ويعمرها ويعيش فيها غير المصريين. هذه رسالة واضحة لمروجي مخططات طرح سيناء. أو جزء منها. كوطن بديل. ضمن تسوية شاملة للقضية الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي. أو الحالمين بتحويل سيناء. أو جزء منها إلي "ولاية" ضمن دولة الخلافة الارهابية. وعلي هؤلاء وأولئك أن يدركوا ذلك جيدا من خلال تزامن إطلاق عملية "سيناء 2018" مع تزايد الترويج لمخططاتهم وأحلامهم. ثانيا.. "سيناء 2018" ليست فقط لتطهير هذه البقعة. ومصر كلها. من إرهاب قائم. لكنها أيضا إنذار عملي شديد اللهجة لإرهاب محتمل قادم. أو كان يتأهب للقدوم. إن تزامن إطلاق هذه العملية. مع ما نشر من تسريبات. بل تصريحات علنية. عن قيام الدول التي تعمل كمقاولي إرهاب. باتاحة ممرات آمنة وعابرة للحدود. لفلول ارهابيي داعش وغيرها للانتقال من سوريا والعراق إلي ليبيا والتسلل إلي مصر. يقول للارهابيين القادمين ولمقاوليهم: هذا مصيركم.. وهو إنذار كفيل بأن يجعل الجميع يفكرون ألف مرة قبل الإقدام علي أي عمل يمس أمن مصر والمصريين. ثالثا.. سيناء 2018. تأكيد عملي ميداني. علي أن سيناء كلها عند اللزوم وليس فقط منطقة منها. يمكن أن تتحول إلي مسرح عمليات عسكرية شاملة. بكل الأسلحة. وبأي عدد تحتاجه من القوات. وإلي أي فترة زمنية يستلزمها تحقيق أهداف العملية. الرسالة الهدف هنا هي: عندما يكون الأمن القومي المصري معرضا للخطر في سيناء. فلا يوجد شيء اسمه مناطق منزوعة السلاح في سيناء. أو منخفضة التسليح. أو لا تدخلها سوي الشرطة المدنية. وهذا مفهوم جديد. ويجري تعزيزه يوما بعد يوم. لمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية. رابعا.. مصر لن تبقي ولن تعود أبدا رهينة للإرهاب والإرهابيين. هذه رسالة مهمة أيضا. وهدف عزيز من أهداف سيناء 2018. لقد حول الإرهاب كل المواقع الحيوية في مدن وشوارع مصر إلي ما يشبه الثكنات العسكرية. حيث تحوطها الحواجز الحديدية والأسوار العالية الأسمنتية. لحمايتها وحماية العاملين داخلها من العمليات الإرهابية المباغتة. ودفع الإرهاب المصريين إلي احتمال الحياة في ظل الطواريء. وما تستلزمه من بعض القيود والاجراءات الاستثنائية لتسهيل عمل الأمن في حماية الوطن والمواطنين. وللأسف. فإن بعض المتشدقين في الداخل والخارج بالدفاع عن الحريات العامة. وعن حقوق الانسان بدلا من أن يدركوا أن الإرهاب هو السبب في هذا الوضع. ولولاه لبقيت حياة المصريين عادية. ولما لجأت الدولة إلي الطواريء أو غيرها. ويضع أيديهم في يد الدولة لمواجهته. فإنهم يلقون اللوم كل يوم علي الدولة. ويؤثرون سلبا علي معنويات من يقاتلون الإرهاب ويدفعون حياتهم ثمنا لأمن البلاد والعباد. إن نجاح سيناء 2018 يمكن أن يكون بداية لتحرير الوطن والمواطنين من القيود التي فرضت بسبب الإرهاب. خامسا.. لقد كلفت مواجهة الإرهاب علي مدي السنوات القليلة الماضية. مصر والمصريين ثمنا باهظا. سواء من التضحيات البشرية. أو من الأعباء المالية التي استلزمها تأمين الوطن والمواطنين. ومع الانجازات الهائلة التي تحققت في مجال التنمية وبناء مصر الجديدة خلال السنوات الأربع الأخيرة. وهي الفترة الرئاسية الأولي للرئيس السيسي. ثم اكتشافات الغاز الكبيرة في المياه الاقتصادية المصرية شرق البحر المتوسط. فإن كلفة تأمين ذلك كله والدفاع عنه ضد الهجمات الإرهابية. كانت مرشحة لأن تتضاعف. لذلك. كانت "سيناء 2018" ضرورية وملحة في هذا التوقيت. لتوجيه أقسي ضربة للإرهاب القائم. وللإرهاب المحتمل القادم. حماية لما تحقق من انجازات. وما ظهر وسيظهر من اكتشافات. سادسا.. في وقت واحد.. جيش مصر يحارب الإرهاب في سيناء بكل الأسلحة التي تستلزمها المعركة.. سلاح الطيران المصري يحمي حدود مصر الغربية ضد أي محاولات لتسلل المقاتلين أو تدفق الأسلحة من الاتجاه الاسترايتجي الغربي.. سلاح الحدود مع سلاح الطيران يؤمنان الجبهة الجنوبية مع السودان.. جزء من سلاح البحرية يجري مناورات مشتركة مع البحرية الفرنسية جنوبالبحر الأحمر.. وجزء آخر من البحرية المصرية يقف في مياه شرق البحر المتوسط. علي أهبة الاستعداد للتصدي لأي تهديد لحقل غاز "ظهر" المصري ولحقوق مصر الاقتصادية في ثروات مياهها. هذا مغزي يدركه جيدا العسكريون والخبراء الاستراتيجيون في العالم كله. ويجري بحثه ودراسته الآن في معاهدهم المتخصصة في الدول الكبري. وفي القوي الاقليمية المعادية والمنافسة لمصر. سابعا.. عندما تنتهي عملية "سيناء 2018" وتتوج بإذن الله بالنصر المبين. سيسجل التاريخ للجيش المصري أنه الجيش الوحيد في العالم. الذي قام منفردا. وبدون غطاء من تحالف دولي. أو مشاركة من أي قوات أجنبية علي الأرض. بتوجيه أكبر ضربة لكل تنظيمات وعناصر الإرهاب. وحقق في فترة زمنية قصيرة. ما عجزت عن تحقيقه قوات عشرات الدول المتحالفة في معاركها ضد الإرهاب علي أراضي دول أخري خلال سنوات لم تنته حتي الآن. وسوف يشهد العالم كله للجيش المصري بأنه يستحق المركز الأول في تصنيف الجيوش بمعيار ما اكتسبه من خبرات قتالية ميدانية ضد الإرهاب. سواء في حروب الصحراء كما هو الحال في سيناء بكل تضاريسها. أو في المناطق المأهولة بالسكان. مع عدم الاضرار بالمدنيين.