توقفت سيارة الترحيلات أمام الباب الخلفي لمحكمة جنايات القاهرة. بسرعة التف حولها البعض من ضباط وجنود حرس المحكمة استعداداً لنزول المساجين القادمين من السجن لحضور جلسات المحاكمة وادخالهم القفص الحديدي. نزل المتهمون تباعاً مكبلين بالقيد الحديدي يتقدمهم الصديقان إسلام "22 سنة" وسيد "21سنة" المتهمان في جريمة اغتصاب فتاة اختطفاها داخل توك توك وتناوبا اغتصابها داخل شقة في عقار تحت الإنشاء بمنطقة عين شمس. علي الجانب الآخر أمام الباب الرئيسي للمحكمة كان البعض من حراس المحكمة والحارس الشخصي لرئيس المحكمة يفسحون الطريق لسيادة المستشار الذي دخل لغرفة المداولة التي سبقه إليها زميلايه المستشاران عضوا اليمين واليسار في الوقت الذي كانت فيه قاعة المحكمة ممتلئة بأقارب المتهمين وأصدقائهم. قبل بدء الجلسة بلحظات أعلن حاجب المحكمة عن بدء الجلسة ونادي بصوت جهوري.. محكمة فوقف الجلوس داخل القاعة وخرجت هيئة المحكمة من غرفة المداولة لتعتلي المنصة وهم يرتدون وشاح العدالة. لحظة صمت انتابت الجميع وهم وقوف حتي أذن لهم رئيس المحكمة بالجلوس وجلسوا. بدأت وقائع الجلسة عندما نادي رئيس المحكمة علي المتهمين "اسلام" و"سيد" بإثبات حضورهما الجلسة ووقف محاميهما لإثبات حضورهما. في تلك اللحظات كان المتهمان داخل القفص يرتدعان خوفاً يستعيدان شريط ذكريات جريمتهما التي ارتكباها قبل عدة أشهر عندما كان يقود إسلام "التوك توك" الذي اشتراه له والده بواب أحد العقارات بعين شمس ليساعده علي نفقات المعيشة وإلي جواره صديقه "سيد" الذي تربطه به صداقة بدأت قبل حوالي خمسة أشهر من ارتكابهما الجريمة وهما يجلسان علي أحد المقاهي بمنطقة مساكن عين شمس يتبادلان السجائر المحشوة بالبانجو و"يبلعان" الأقراص المخدرة. في مساء تلك الليلة كان الصديقان يتحدثان عن الفتاة "صباح" بنت الجيران التي حباها الله بالجمال وخفة الظل وحكي "سيد" لصديقه إنها فتاة "ماشية علي حل شعرها" ولها علاقات متعددة بشباب المنطقة. شرد خيال الصديقين وهما يحلمان بأن يقضيا معها بعض الوقت. مساء اليوم التالي تتحقق أحلام الصديقين وأثناء سيرهما في أحد الشوارع تصادف مرور "صباح" واحسا بأنهما نالا المراد.. نادي عليها "إسلام" عارضا عليها توصيلها إلي أي مكان تريده فرفضت وظلا يترصدناها حتي وصلت إلي ناصية الشارع فنزل "سيد" وهددها بمطواة وأجبرها علي الركوب داخل التوك توك وانطلقا بها بعيداً عن المنطقة ولم يتوقفا إلا أمام عقار تحت الإنشاء واصطحباها عنوة وتناوبا اغتصابها ولم يتركاها إلا تنزف دماء الشرف وهربا. استجمعت الفتاة بعض قواها وعادت إلي البيت تروي لوالدها تفاصيل ما حدث فاصطحبها الأب وتوجها إلي قسم شرطة عين شمس وأبلغا بالحدوتة. ألقي رجال المباحث القبض عليهما وفي تحقيقات النيابة تضاربت أقوالهما بعدما واجهتهما المجني عليها وحبستهما النيابة وأحالهما المحامي العام لنيابات شرق القاهرة لمحكمة الجنايات بتهمة خطف واغتصاب أنثي. لم يفق الصديقان من ذكرياتهما عن تفاصيل جريمتهما إلا علي صوت رئيس المحكمة وهو يحكم بإحالة أوراقهما لفضيلة المفتي لأخذ الرأي الشرعي في إعدامهما. صرخ المتهمان داخل القفص في الوقت الذي انتهت فيه جلسة المحكمة بمقولة رئيس المحكمة "رفعت الجلسة".