قال الفنان اشرف عبدالباقي انه يعمل لمدة 16 ساعة متواصلة دون كلل او ملل وان اتقان ما يعمل هو سر نجاحه مشيراً إلي ان "مسرح مصر" فكرته والتي بذل فيها جهداً كبيراً حتي تري النور وهي فكرة تحاول ان تعيد مسرح القطاع الخاص وليحقق النجاح الجماهيري ويشاهده الملايين عبر الفضائيات. واشار خلال حواره مع الجمهورية الاسبوعي إلي ان ايرادات مسرح مصر بالرغم من النجاح الجماهيري المنقطع النظير الا انها لاتغطي تكاليف ايجار قاعة العرض واجور العاملين وان تغطية التكاليف تكون عبر البث الفضائي مشيراً إلي ان سعر تذكرة مسرح مصر حالياً هي اقل من تذكرة مسرح القطاع الخاص قبل ان يتوقف. في البداية سألناه: * ما هي حكاية ميلاد مسرح مصر. وهل هي فكرتك؟ وكيف خرجت إلي النور؟ ** بالتأكيد مسرح مصر فكرتي وبداية الحكاية انني عاشق للمسرح وطوال مشواري الفني اعمل بأبو الفنون فالمسرح حالة من العشق والوله الشديد به. وقد فكرت في هذا المشروع لان المسرح الخاص توقف تماماً تقريباً في عام 2003 باستثناء بعض الاعمال القليلة وكان السؤال الذي ابحث له عن اجابة كيف يعود المسرح الخاص إلي الحياة مرة اخري وتعود الجماهير اليه علي شرط ان يكون مذاعة اسبوعيا علي شاشة التليفزيون وعرضت فكرتي علي عدد كبير من المنتجين ولكن معظمهم خاف من التعاون معي لان الفكرة كانت جديدة وتحتمل النجاح والفشل وفي اثناء البحث علي جهة للانتاج كنت اجوب جميع المسارح والمسرح الجامعي واختار بنفسي افراد فرقة مسرح مصر واقوم بتسجيل من يصلح منهم لحين ضربة البداية. وبالفعل اخترت مجموعة من الشباب واستعنت بهم في البداية في مسلسل "رجل وست ستات" حتي برزت الفكرة وتمحورت في رأسي فقررت ان ابدأ بشكل عملي في تنفيذ مسرح مصر. وكان عندي مكان لمسرح صغير يستوعب "40" كرسي وقدمت عرضين كبروفة او حلقات "بايلوت" وبدأت من خلال هذين العرضين في اقناع المنتجين بالفكرة ولاقت اعجاب عدد منهم وطالبوا بمسرح كبير لنبدأ علي الفور وكانت التجربة الاولي هي "تياترو مصر" وعرضناه لمدة عامين وبعدها كان مسرح مصر وحالياً وصلنا للعرض رقم "94" ومستمرون ان شاء الله في تقديم عروضنا. ارتجال ** شن المسرحيون هجوماً عنيفاً علي مسرح مصر واعتبروه يفتقد لقواعد المسرح المتعارف عليها وما هو الا مجرد افيهات واسكتشات فما تعليقك؟ * أولاً: انا لم امنع احداً من تقديم المسرح. ثانيا اذا كان مصدر النقد من متخصص فأهلا وسهلا به. فأنا احترم كل وجهات النظر. اما ان يكون النقد لمجرد النقد ودون دراية بكافة المعلومات عن الموضوع فهذا ما يحزنني. فمسرح الارتجال او كوميديا الارتجال ظهر في العشرينات من القرن الماضي وليس بدعة ولم اخترعه انا وكان من ابطالها نجيب الريحاني وعلي الكسار وحمام العطار واسماعيل يس من بعدهم. وقدمت من سنة 1986 إلي 2003 "14" عملاً مسرحياً. وفي مسرحية "خشب الورد". كان هناك مشهد بيني وبين عبدالمنعم مدبولي وكان مدته "10" دقائق فقط ولكن مع الارتجال والافيهات بيننا استمر المشهد لمدة "45ش دقيقة وبنجاح وضحك متواصل فأنا كنت ارتجل مع نجم الكوميديا الكبير عبدالمنعم مدبولي وبالرغم من ان مؤلف العمل هو الكاتب الكبير علي سالم ووافق الجميع علي ذلك ولم يقل احد ان ذلك اسفاف. * ولكن المقصود هنا ليس الارتجال فقط وانما خروج مسرح مصر علي الشكل التقليدي للمسرح من وجود حدث له بداية ونهاية؟ * ام كلثوم كانت تقدم الاغنية في ثلاث ساعات والمسرحيات القديمة كانت مدتها اربع ساعات فهل الجمهور الحالي يستطيع ان يشاهد عرضاً مسرحياً من ثلاثة فصول لمدة اربع ساعات وهل الجيل الحالي يستطيع ان يفعل ذلك وسط كل هذه الضغوط الحياتية وسرعة عجلة الحياة لذلك كان القالب الجديد الذي يناسب ويتوافق مع الجيل الجديد وهو ان تقدم عرضاً مسرحياً من فصل واحد مدته ساعة. * من وجهة نظرك لماذا اختفي مسرح القطاع الخاص باستثناء بعض محاولات فردية؟ ** عملت بالمسرح الخاص من 1986 حتي 2003 ووقتهاكان هناك اقبال منقطع النظير علي العروض المسرحية الخاصة ففي عام 86 كان هناك 24 عرضاً مسرحياً ووصلنا إلي عرضين فقط في 2003 وكانت اخر مسرحية لنا هي "لما بابا ينام" مع علاء ولي الدين والتي انتهت بوفاته ولكن قبل توقف هذا العرض كنا نعاني من قلة الجمهور واصبح كبار النجوم مثل عادل امام وسمير غانم ومحمد صبحي يعرضون يوماً او يومين من كل اسبوع بعدما كنا نعرض طوال الاسبوع وكانت الاجازة يوما واحدا فقط وفي الصيف كانت تنتقل العروض إلي الاسكندرية وكان المسرح الخاص يرفع لافتة كامل العدد وكل ذلك اختفي لعدة اسباب وهي ظهور الموبايل عام 1996 والذي استحوذ علي وقت واموال الناس واصبح وسيلة ترفية جديدة وهذا اخذ من نصيب المسرح علاوة علي ظهور موضة المولات والفسح بها وقضاء يوم كامل للفسح والشراء والغذاء والدخول إلي السينما في المول في نهاية اليوم وذلك ايضاً اخذ من نصيب المسرح فهذا اليوم يكلف الاسر مبالغ كبيرة. * وما سر الاقبال الكبير من الجمهور علي حضور عروض مسرح مصر؟ ** نقدم مسرحاً خالياً من الاسفاف والابتذال وجمهورنا هو كل الاسر المصرية. فأنت تستطيع ان تشاهد العروض مع اولادك بدون احراج. كما ان سعر التذكرة ثابت منذ عام 2003 يترواح من 250 إلي 300 جنيه ومسرح مصر سعر التذكرة من 250 إلي 150 جنيها فالعرض التليفزيوني هو ما يغطي تكاليف المشروع ولذلك فالعروض محجوزة لمدة شهور. مسرح زمان * وما الفرق بين المشاهد للمسرح زمان والآن؟ * لابد ان يكون هناك اختلاف بين الماضي والحاضر وهذه هي سنة الحياة وتطورها. كما ان الفن هو مرآة للواقع وتاريخ لمدي هذا التطور وايضاً لايمكن لعمل فني ان يهدم قيم واخلاق مجتمع فنحن شاهدنا جميعاً مسرحية "مدرسة المشاغبين" وحفظناها ولكننا لم نجرؤ ان ندخل الفصل ونفعل مثلما فعلوا مع المدرسين لان تلك المسألة تعود إلي التربية والتنشئة منذ الصغر ونفس ما يقال علي مدرسة المشاغبين يقال علي اعمال الفنان محمد رمضان وانها تعلم الشباب البلطجة مع العلم انه لم يبتكر شخصية جديدة لانها موجودة بالفعل في المجتمع لذلك فهي ليست من بنات افكاره او خياله وكل من سيشاهد افلامه بالطبع لن يفعل مثله الا من لديه الاستعداد وسوف يفعل ذلك سواء شاهد هذه الافلام او لم يشاهدها وهو ما يؤكد ان الاساس هو التربية والتنشئة منذ الصغر. * هل مفردات المسرح القديمة مثل الكمبوشة والملقن موجودة في مسرح مصر ام انتهت إلي الابد؟ ** كانت اول تجربة مسرحية لي اعمل بها في ظل وجود الملقن كانت مسرحية "بالو" الموسم الاول وانا حالياً استعملها في اول يوم عرض فقط من اجل ترتيب دخول الفنانين إلي المسرح. ايرادات * هل ايرادات عروض مسرح مصر الجماهيرية تغطي اجور الممثلين وتكاليف المسرح والانتاج وخلافه باعتبارك المنتج الحالي لهذه العروض؟ ** ايرادات العروض لاتغطي ايجار المسرح وبدون البيع والعرض الحصري في القناة الفضائية لم استطع دفع اجور الفنانين ومصاريف الانتاج ولكن عندي هدف اثمن واعظم ان يشاهد الملايين هذه العروض من خلال البث الفضائي وهو ما حدث بالفعل. فأبطال مسرح مصر اصبحوا ابطالاً ليس للعرض الجماهيري وانما للعروض التليفزيونية وليست المسرحية فقط. * ماذا لو عرض عليك حالياً تقديم عمل مسرحي للدولة؟ * لن اوافق. فأنا لم اعمل من قبل في مسرح الدولة علاوة علي ان الروتين هو المعوق الاكبر لمسرح الدولة وانا لا استطيع ان اعمل وسط كل هذه المعوقات خاصة وانني قبل الالتحاق بالفن كنت اعمل بقطاع المقاولات وكان مع القطاع الخاص والمرة الوحيدة التي عملت فيها مع القطاع العام لم احصل حتي الآن علي اجري بسبب الروتين. * وماذا تفضل العمل في المسرح ام الدراما ام السينما؟ * * احب "الشغل" جداً واحترمه واقدره واعتبر نفسي راجل شغيل "بتاع شغل" وبمعني ادق اناراجل صنايعي واحب ان اعمل كل حاجة بإيدي وانا مع اتقان العمل لأن هذا هو سر النجاح سواء كنت ما تقدمه سينما ام مسرح ام دراما ام تقديم برامج فأنا اعمل يومياً لمدة 16 ساعة دون تعب او ملل وسأظل اعمل حتي آخر يوم في عمري. * ولماذا توقفت تجربة مسرح العرائس التي قدمتها من قبل؟ ** لم نتوقف وحالياً نجهز لمسرحية جديدة خاصة بالعرائس لان مسرحية العام الماضي عرضت وشاهدها الجمهور والمسرحية الجيدة نخاطب فيها الاطفال من 3 إلي 12 سنة وانا لا استطيع تقديم اكثر من مسرحية خاصة بالعرائس لان تحريك العرائس امر صعب ومجهد ويختلف نهائيا عن عروض المسرح العادي كما انها تنفذ باصوات نجوم مسرح مصر. موسم جديد * وبالنسبة للموسم المسرحي الجديد لمسرح مصر والذي سوف يبدأ عروضه تليفزيونياً في اول يناير ما هو الجديد خلال هذا الموسم؟ * نصل هذا العام للعرض المسرحي رقم 94 ولذلك فالامر اصبح صعباً للغاية لاننا نحتاج إلي تقديم افكار جديدة وكوميديا مبتكرة لم نقدمها من قبل وهذا الموسم سيشهد افكارا لمسرحيات مختلفة عما تم تقديمه من قبل وايضاً افيهات جديدة. * وماذا لم يحقق نجوم مسرح مصر نفس النجاح الذي حققوه معك عندما قدمو اعمالاً فنية اخري؟ ** اقدر واعذر اي فنان وممثل من شباب مسرح مصر فهم يمتلكون الموهبة ولكن تنقصهم الخبرة وهم سوف يكتسبونها مع الايام لذلك فأنا واثق انهم خلال الفترات القادمة سيحققون نجاحاً منقطع النظير وانا لست من المؤيدين لمقولة انهم لو خرجوا من عباءة اشرف عبدالباقي لن يحققوا نفس النجاح لانهم نجوم المستقبل وسوف يقدمون اعمالاً كبيرة وناجحة. * هل من الممكن ضم وجوه جديدة لمسرح مصر حالياً؟ ** باب مسرح مصر مفتوح لاي موهبة جديدة في اي وقت ولكن حالياً الموسم ده انتهي ونحن تقريبا صورنا كل المسرحيات. السينما * واين اشرف عبدالباقي من السينما؟ ** عرضت علّي عدة اعمال خلال الفترة الماضية ولكنها لاتناسبني علاوة علي ان عملي بالمسرح مستغرق كل وقتي. فليس لدي حالياً اي وقت لقراءة اي سيناريو ولكنني لا امانع ان اكون ضيف شرف مع اي زميل يحتاجني في اي عمل وايضاً لايمكن ان اتاخر عن اي ممثل بمسرح مصر فهذا هو اجبي نحوهم. * وهل كنت نتوقع نجاح مسلسلك الجديد الكوميدي "عائلة زيزو" والذي يعرض حالياً؟ ** تمنيت ان يحقق المسلسل النجاح وينال اعجاب الجمهور والمسلسل تجربة جميلة مع المخرجة شيرين عادل وكانت اولي تجاربها معي كمخرجة مسلسل "حكايات زوج معاصر" عام 2003 وهي التي عرضت علي الورق وعملنا معاً ونجحناً معاً فكانت عائلة زيزو والذي قدمنا فيه الكوميديا التي افضلها وهي الكوميديا الاجتماعية الراقية ذات الرسالة الهادفة وبعيداً عن مسلسلات المخدرات والبلطجة. * وما امنياتك لمسرح مصر في المستقبل؟ ** اتمني الاستمرارية والنجاح لانه اصبح عائلتي. وابطاله تزوجوا من بعض ورزقهم الله بالذرية والتي اتمني ان يستكملوا هم ايضاً مشوار آبائهم ودائماً ما اقول لابطاله جهزوا اولادكم للامضاء علي بطولات جديدة كأبناء عاملين وهذا افيه نستخدمه دوماً فيما بيننا دليلاً علي الترابط. * وما رأيك في مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الحالية؟ ** اتمني عودة المهرجان كما كان سواء علي مستوي الافلام المشاركة او التنظيم.