حتي بلوغه التاسعة من عمره لم يكن يعرف "صابر" شيئاً عن دنياه.. من أبوه. وكيف أتي للحياة؟. حتي اسمه.. لا يعرف من الذي اختاره له وعندما بدأ يعي ويفهم القليل حاول سؤال والدته عمن اسماه "صابر" فأخبرته انها اختارت له الاسم ليكون صبوراً علي "بلاوي" الدنيا. تسع سنوات هي عمر وليدها "صابر" كانت الأم تخفي عنه حقيقة مولده. وكيف إنها انجبته من شاب طائش من أولاد الجيران احتال عليها بكلامه المعسول وارتبطت معه عاطفيا وهي في العشرين من عمرها وكانا يلتقيان في الحدائق والمتنزهات يصب في أذنيها كلام الحب ويطربها بكلمات الغرام حتي جاءهما اليوم الموعود عندما استغل سفر والديه لقريتهما بإحدي محافظات الوجه البحري وظل وحيداً في بيته واستدعاها للبيت بزعم الحديث في أمر زواجهما وتتويج علاقتهما بالزواج. عششش الحب في قلب "أمال" ولبت طلب حبيب القلب "عصام".. وانتظرها في بيته بعد أن خطط لها كيفية الصعود لشقته دون أن يراها أحد في الشارع أو الجيران في العقار. طلب منها أن تتوجه إلي سوق الخضار لتشتري أي أصناف من الخضار وتضعها في كيس بلاستيك تحمله وتصعد به إلي شقته وكأنها ذاهبة إلي شقة أحد الجيران حتي لا يشك أحد في دخولها العقار. نفذت "أمال" خطة "عصام" وفي الموعد المحدد صعدت سلالم العقار وهي تلتفت يمينا ويساراً وقلبها يرتجف رعبا ونبضاتها تتسارع ولم تهدأ إلا عندما وجدت نفسها في الطابق الثالث أمام باب شقته الذي تركه مفتوحا لتدخل بسرعة وهي تقف خلف الباب ليغلقه خلفهما. فور دخولها وقبل ان تهدأ من خوفها احتضنها حضناً طالت مدته حتي هدأت وبدأت تلتقط انفاسها ثم اصطحبها إلي أحد المقاعد يداعب خصلات شعرها ويتحسس مفاتن جسدها حتي خارت قواها ووجدت نفسها في حاجة إليه أكثر منه. عندما اطمأن "صابر" أن الفريسة استسلمت اصطحبها إلي غرفة نومها وعاشرها معاشرة الأزواج افقدها خلالها عذريتها ولم تشهر بنفسها إلا عندما فوجئت بدماء الشرف تنزف منها. فاقت من غيبوبة الحب علي الدماء.. سألته عن فعلته أخبرها أنها حبيبته وزوجته التي سوف يتزوجها ويتقدم لخطبتها فور عودة والديه من قريتهما. لم تشكك "أمال" في كلام "عصام" ظنته صادق القول.. وظلا يمارسان الحب عدة ساعات وتواعدا علي تكرار اللقاء قبل عودة والديه من بلدتهم. طالت زيارة الأسرة لقريتهما لمدة أسبوع كان خلالها العاشقان يلتقيان يوميا يقضيان عدة ساعات.. ولم تتوقف لقاءاتهما إلا بعودة والديه في قريتهما. مضت الشهور واكتفي العاشقان بالحديث تليفونيا.. واللقاء في أحد المتنزهات متي سمحت له ظروف عمله كبائع في أحد المحلات التجارية. بعد ثلاثة أشهر فوجئت أمام بتوقف لطمث.. وشعرت بآلام في البطن يصاحبها بعض القئ أخفت عن اسرتها آلامها ولم تبح بها إلا للعاشق "عصام".. اخبرته إنها اعراض حمل وعليه أن يسرع في إتمام الزواج الذي وعدها فبدأ يتهرب منها وكثيرا يرفض الرد علي مكالمتها التليفونية. في الشهر السابع من الحمل فاجأتها آلام المخاض فاختلت بنفسها ووضعت حملها في بيت إحدي صديقاتها التي كانت تعرف حكايتها. تركت "آمال" بيت أسرتها واصطحبت رضيعها وغادرت المنطقة واختفت عن الاهل الذين أبلغوا بغيابها وكلها أمل في أن يستقيظ ضمير "عصام" ويعترف بطفلها لكنه لم يفعلها. بعد عدة أشهر من ولادته سجلته في دفاتر المواليد.. نسبته لعشيقها واستخرجت شهادة ميلاد باسمه.. وبدأت تتبع اساليب الأنثي عندما تريد الانتقام من الرجل. هددته بالفضيحة فلم يكن أمام عصام سوي الاحتيال عليها ووافق علي زواجهما العرفي وبعد عدة أشهر مزق ورقة العرفي واختفي مرة أخري. لجأت الأم إلي محكمة الاسرة لإثبات حقها ونسب طفلها الذي جاء للحياة ثمرة سفاح. ليس لديها ما تقدمه للمحكمة من مستندات و"توتة توتة" خلصت الحدوتة.