يخطئ من يتصور ان الحرب ضد الفساد قاصرة علي مواطن إهدار المال العام.. أو اختلاس عهدة.. وانما هناك فاسدون يتخفون في مسوح الرهبان وعباءة المثالية ومنصات الواعظين والمرشدين. .. ومن هؤلاء مافيا الكتب الخارجية وامبراطورية الدروس الخصوصية.. وعلي الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني ان يبدأ منظومة تطوير التعليم وتأسيس نظام جديد للتعليم.. والغاء بعبع الثانوية العامة بشكلها الحالي ووضع نظام جديد للقبول بالجامعات والغاء الشهادة الابتدائية وجعلها سنة نقل عادية وتطوير المناهج وتدريب المعلمين. *** كل هذه الخطوات - نظريا - شيء طيب لكن اذا كان الهدف من الغاء سنة سادسة لشهادة توفير عدة ملايين من الجنيهات تهدر في اعمال التصحيح والكنترول والامتحانات والمراقبة.. فان هناك مليارات من دخل الاسرة تهدر علي شراء الكتب الخارجية.. ومليارات الجنيهات تنفقها الدولة علي طباعة الكتب المدرسية ويتسلمها الطالب ولا يفتحها أحد أو يستفيد منها طالب.. لانها طلاسم وغير مفهومة ومؤلفها هو ذاته في بعض الاحيان مؤلف الكتاب الخارجي البسيط الواضح المتوسع في الشرح والملخص للنقاط المهمة ومواطن الاسئلة والاجابة عليها. ويحقق الملايين من الجنيهات من عائد الكتاب الخارجي.. فلماذا يصر مؤلف الكتاب المدرسي علي الغموض وعدم الشرح في كتب الوزارة بينما يبدع في العرض والشرح في الكتاب الخارجي. والذي يعود الي الكتاب الخارجي الشهير المتخصص في المرحلة الابتدائية.. يجد ان مؤلف هذا الكتاب هو خبير الوزارة الذي يؤلف نفس الكتاب المدرسي.. فتجده غامضاً بلا معلومات ولاشرح او تفصيل في كتاب الوزارة بينما يشرح ويفسر ويفصل كل صغيرة وكبيرة في الكتاب الخارجي.. يتقاضي راتبه من الوزارة وهو خبير فيها واستمد شهرته منها وهو اول من يطلع علي مناهج الوزارة وهو ايضا اولي من يسربها للمطابع الخارجية كمؤلف للكتاب الخارجي ويحرص علي نزوله في الاسواق والمكتبات قبل الكتاب المدرسي من اجل زيادة التوزيع وجني ملايين الارباح. *** وقبل ان يبدأ د. طارق شوقي وزير التعليم تطوير المنظومة يجب ان تكون البداية بتطهير الوزارة من مسربي المناهج الجديدة للمطابع الخارجية وحظر تأليف الكتب الخارجية علي خبراء ومستشاري الوزارة او حتي مدرسيها لان مافيا الكتب الخارجية ومافيا الدروس الخصوصية يلتهمون المليارات من ميزانية الاسرة المصرية دون حسيب أو رقيب.