لعل من أهم الحروب التي تواجهها الدولة المصرية حرب الشائعات والأكاذيب وتشويه الرموز الوطنية والتهوين من الانجازات. بل العمل علي تصويرها علي انها اخفاقات. وفي حلقة نقاشية هامة علي ان محاولات هدم الدول قد تجاوزت إطار المخططات إلي نطاق صناعة الهدم. ففي الوقت الذي يسعي فيه العقلاء إلي إقامة الدول يسعي آخرون إلي هدمها وإفشالها حتي صار ذلك صناعة لقوي عالمية مدمرة لها عملاؤها وأدواتها المنفذة من الخونة والعملاء. سواء علي مستوي الافراد أو علي مستوي الجماعات. حتي تجاوز الامر ذلك كله إلي مستوي بعض الدول التي سارت لا تستحي من عمالتها ورعايتها للإرهاب واسهامها في هدم دول اخري. وتقوم الكتائب الإلكترونية للجماعات الارهابية بالعمل علي نشر ثقافة الهدم والتشويه وبث الاكاذيب. غير عابئين بقيم ولا دين ولا أخلاق حيث ينهانا ديننا الحنيف عن عدم التثبت فضلا عن بث الشائعات والأكاذيب. حيث يقول الحق سبحانه: "يا أيها الذين امنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا علي ما فعلتم نادمين". "الحجرات: 6" ويقول نبينا "صلي الله عليه وسلم": "كفي بالمرء إثماً أن يحدث بكل ما سمع". غير أن الأمر اختلط فيه الحابل بالنابل ودخل فيه المتربحون والمستفيدون وغير المحترفين حتي صار بعضهم بقصد أو بلا قصد صفاً إلي صف. وجنباً إلي جنب في مصاف الهدامين. ولحق بهم الباحثون عن الشهرة ولو علي جثة الوطن. أو عل حساب الدين والعرض والأرض والكرامة وكل شيء. فقد أعماهم الطمع. وطمس علي قلوبهم الجشع. وحب الشهرة أو المال. فصاروا يلهثون خلف كل الشائعات والاكاذيب. ويتطلب من الوطنيين المخلصين في المراكز البحثية. والمؤسسات الوطنية. التعاون في إنشاء مؤشر نقترح أن يسمي "مؤشر المصداقية" يعرض مدي مصداقية كل صحيفة. أو موقع. أو برنامج بقدر تحريه وتثبته من الحقائق. أو مدي نبوه عنه أو بثه للشائعات والأكاذيب. حتي يتميز الخبيث من الطيب. ويتنبه الناس إلي خطر المواقع والوسائل العميلة والمشبوهة. فتفقد مع الوقت مصداقيتها. وينصرف الناس عنها إلي الوسائل الاكثر صدقاً وتحرياً للخبر واعتماداً للحقيقة. علي نحو ما حدثني احد كبار الإعلاميين المحترمين بقوله: تعلمت من أساتذتي: لأن يفوتك ألف خبر وخبر خير من ان تنشر خبراً لا مصداقية له. فما أحوجنا إلي هذه المصداقية وهذا الزمن الجميل. زمن القيم. زمن الاخلاق. زمن الحياء. حيث يقول نبينا "صلي الله عليه وسلم": "إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولي: إذا لم تستح فاصنع ما شئت "رواه البخاري". ومما يبعث علي الامل ويستحق التقدير هو اتجاه الهيئة الوطنية للصحافة لإطلاق مرصد لمتابعة قضايا الإرهاب. ومواجهة الشائعات والأكاذيب التي تبثها الجماعات الإرهابية قصد اسقاط الدولة أو افشالها من خلال وضع استراتيجية شاملة لمواجهة الاكاذيب والاخبار غير الصحيحة والشائعات التي تطلقها منصات إعلامية مدعومة أو موجهة من جهات معادية للدولة المصرية.