للمرة الثانية خلال أقل من شهر واحد يفاجيء رجال الرقابة الادارية المحافظات.. مع الساعة السابعة من صباح أمس انطلقت الجولة.. هذه المرة كانت بالمستشفيات والوحدات الصحية بالمدن الكبيرة والقري. وكان الهدف واضحا ومحددا في محاولة للاجابة علي السؤال: مدي التزام تلك المستشفيات والوحدات بالاشتراطات الصحية في دفن نفاياتها ومخلفاتها الخطرة؟! علي أرض الواقع رصد الرجال الحقائق. وكشفوا المستور. مستشفيات بلا محارق للنفايات بالمرة. وأخري متهالكة لا تعمل والبعض يحتاج لصيانة محدودة لكنهم أهملوها فتوقفت عن العمل تماما.. الأغرب أن احدي المحارق مغلقة لعدم توافر السولار اللازم للتشغيل أما الأخطر فكان ما رصده رجال فرع الرقابة الادارية بالدقهلية عن وجود "كراتين" النفايات داخل غرف الرعاية المركزة المكتظة بالمرضي. مكاتب "الجمهورية" من خلال مندوبيها رافقت الرجال ونقلت بالصورة ما جري وكانت الحصيلة. الدقهلية بلا مدافن صحية نفايات "المنصورة الدولي" .. في العناية المركزة الدقهلية ايهاب الجميلي - ايهاب نظيم كشفت حملة الرقابة الادارية بالدقهلية عدم وجود مدفن صحي خاص بالنفايات الطبية الخطرة بالمحافظة والتي يتطلب التخلص منها دفنها لاعماق محددة.. ووجود 10 محارق طبية بمستشفيات المحافظة يعمل منهم 4 محارق فقط وتوقف 6 عن العمل نظرا لوجودهم داخل الكتلة ا لسكنية وشكوي الأهالي من عملها. وكانت الرقابة الادارية بالمنصورة قد شنت أمس حملة علي محارق المستشفيات العامة بالمحافظة شارك فيها مدير ادارة النفايات والتفتيش المالي والاداري بمديرية الصحة ومسئول صحة البيئة ومدير معمل النفايات بجهاز شئون البيئة بهدف الوقوف علي مدي كفاءة وكفاية المحارق الطبية بالمستشفيات العامة بالدقهلية ومدي تغطية المحارق لنطاق المحافظة والوحدات الصحية بها ومدي الحاجة لانشاء محارق أخري جديدة.. بالاضافة الي الوقوف علي مدي اتباع الاشتراطات الصحية للتخلص الآمن من النفايات الطبية الخطرة.. وتوافر الكوادر المؤهلة للتعامل مع المحارق الطبية ومراجعة اجراءات الصيانة للمعدات والتعاقدات الخاصة بها لاتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة حيال المخالفات التي يتم كشفها خلال الحملة. حيث قامت الحملة بالمرور علي مستشفي طلخا المركزي ولاحظت توقف المحرقة عن العمل ووجود كسر بالمدخنة الخاصة بها ووجود بعض النفايات بها.. وعدم وجود سجلات خاصة بالمحرقة والتسجيل في أوراق وسجلات خاصة.. وأكد مسئول المحرقة بالمستشفي ان السجلات مسحوبة بمديرية الصحة بالدقهلية للتفتيش عليها. وان النفايات بالمستشفي يتم التخلص منها عن طريق سيارات مخصصة من مديرية الصحة.. وشكا بعض المرضي بوحدة الغسيل الكلوي بالمستشفي من المحلول الجديد للغسيل الذي يسبب استهلاك كميات كبيرة من المياه بعد استخدامها.. وان المحلول السابق القديم أفضل منه. وفي مستشفي المنصورة الدولي تبين توقف المحرقة عن العمل لوجود المستشفي داخل الكتلة السكنية وأكدت مديرة ادارة النفايات بمديرية الصحة انه تم مخاطبة وزارة الصحة لتوفير مفرمة للمستشفي لتكون بديلا عن المحرقة نظرا لوجود كميات كبيرة من النفايات الطبية وانه تم توفير مفرمة لمستشفي نبروه المركزي تستطيع فرم وتعقيم 50 كيلو خلال نصف ساعة ويمكنها العمل علي فرم 6.1 طن يوميا. وفي مستشفي شبراهور مركز السنبلاوين لاحظت الحملة ان المحرقة تعمل بكاممل طاقتها ولكن يوجد عطل بالمدخنة وكشف مسئول بالحملة من الصحة ان الرماد الناتج من المحرقة يتم التخلص منه بدفنه بمدفن مؤقت تابع للمحافظة خصصته منذ أكثر من عام بمنطقة قلابشو بعد نقله بسيارات مخصصة لذلك علي الرغم من تعاقد المحافظة مع المدفن الصحي بالفيوم ولكن ناتج الكميات المحروقة التي تبلغ من 4 الي 6 أطنان لا تستطيع السيارات حملها لهذه المسافة. كما كشفت الحملة انه يتم التخلص من النفايات الطبية داخل غرف العناية المركزة بمستشفي المنصورة الدولي في كراتين عادية وليست صناديق السوفت بوكس المخصصة لذلك وأكد مسئول العناية المركزة انه نظرا للضغط الشديد في الاستهلاك فلا يتوافر تلك الصناديق باستمرار وتم طلبها من ادارة التموين الطبي بمديرية الصحة. "تسرب" في أبو كبير.. و"ههيا" متهالكة "الأحرار" متوقفة.. لغياب السولار الشرقية روح الفؤاد محمد شنت هيئة الرقابة الادارية بالشرقية حملة مكبرة علي المحارق الطبية بعدد من مراكز المحافظة للتأكد من مدي التزامها باشتراطات مكافحة العدوي ومدي تزويدها بالتقنيات الحديثة لمنع تطاير الرماد وانبعاثات الغازات السامة والتعرف علي وجود سجلات خاصة بالمحرقة ومدي الالتزام بالتسجيل فيها وكذلك مدي توافر الكوادر المؤهلة للتعامل مع المحارق الطبية ومدي الالتزام باجراءات الصيانة لتلك المحارق.. قاد الحملة عضو هيئة الرقابة الادارية وشارك فيها فريق عمل من مسئولي وحدة التخلص من النفايات والتفتيش المالي والاداري بمديرية الصحة وجهاز شئون البيئة. بدأت الحملة جولتها في المحرقة الطبية الكائنة بجوار مستشفي الأحرار التعليمي والتابعة لادارة الزقازيق الصحية حيث فوجيء عضو هيئة الرقابة بتوقف المحرقة عن العمل بدعوي عدم توافر السولار اللازم لتشغيلها وكذلك تراكم كميات كبيرة من النفايات الطبية وانبعاث الروائح الكريهة داخل المحرقة وفي محيطها.. وبمراجعة السجلات الخاصة بالمحرقة اتضح انه لم يتم حرق أي كميات منذ 4 أيام وان الكميية المتراكمة تقدر ب 5 آلاف و886 كيلو من النفايات الخطرة والتي تشكل خطرا داهما علي المواطنين. ثم توجهت الحملة لتفقد المحرقة الطبية بمستشفي ههيا المركزي حيث اكتشف عضو هيئة الرقابة الادارية تهالك المحرقة وحاجتها الملحة الي الصيانة وذلك لتآكل الصاج المسقوفة به وتعطل جزء أساسي من مدخنتها. أوضح المسئول عن المحرقة انه تم اجراء مقايسة لأعمال الصيانة في يونيه الماضي باعتمادات 22 ألفا و900 جنيه وسيتم ادراجها في الموازنة الجديدة. كما قامت الحملة بفحص سجلات تعاقد المحرقة مع الهيئات والمستشفيات الصحية المختلفة والتي بلغ عددها 71 مؤسسة صحية منها 4 حكومية و67 مؤسسة خاصة واتضح ان المحرقة تستقبل كميات من النفايات ما بين 300 الي 600 كيلو يوميا. وبتفقد المنطقة المحيطة بالمحرقة الطبية اتضح خلوها من تراكمات النفايات الطبية وانه يتم حرقها أولا بأول. ثمپتوجهت الحملة الي مستشفي أبو كبير المركزي واتضح ان محرقة النفايات الطبية تعمل بصورة جيدة وذلك لاجراء صيانة لها منذ شهور قليلة وانها تعمل بطاقة قدرها 100 كيلو في الساعة ولاحظت الحملة وجود تسريب من داخل المحرقة واتضح انه ناتج عن عدم احكام غلق الباب الخاص بها.. وبمراجعة الدفاتر الخاصة باستلام النفايات اتضح انها تستلم يوميا كميات تتراوح ما بين 600 كيلو الي 800 كيلو واردة لها من المستشفيات الحكومية والخاصة الكائنة بشمال المحافظة. قبل وصول الحملة: الأقصر تخلصت من "ملفات الموت" بإلقائها في الشارع الأقصر أحمد السعدي عثر أهالي مدينة أرمنت جنوبي غرب الأقصر أمس علي مجموعة أكياس تحتوي علي مخلفات طبية شديدة الخطورة علي مسافات مختلفة بالطريق السريع بالمدينة. من جانبه تقدم أشرف الهلالي ممثل الاتحاد العربي للشباب والبيئة بمحافظة الأقصر ببلاغ للعميد عبدالله عاشور رئيس مركز ومدينة أرمنت حول واقعة قيام إحدي الشركات المخولة بإعدام المخلفات الطبية الخطرة نتاج العمل بالعيادات الطبية بإلقاء المخلفات الطبية في الطريق العام. مما يشكل تهديداً لصحة المواطنين. قال الهلالي إن التخلص من المخلفات الطبية وفقاً للمعايير الصحية يعتمد علي 3 طرق هي الردم حيث يتم اختيار مكان بعيد عن السكان وردم النفايات فيه بحرص شديد لئلا يتسرب أي منها للخارج أو بواسطة الحرق وفي هذه الحالة يتم اختيار مكان معين من قبل الجهات المختصة ومن ثم توضع النفايات فيه ليتم حرقها أو الخلص الحراري وفي هذه الطريقة يتم تسليط الأشعة علي النفايات من أجل التخلص منها. وتعتبر هذه الطريقة من أكثر الطرق تقدماً في هذا المجال كما تعد من أفضلها. أكد الهلالي أن هذه النفايات تعد من أخطر أنواع النفايات علي البيئة وعلي صحة الإنسان لأن فيها بكتيريا وفيروسات وفطريات وغيرها من مسببات الأمراض كون مصدرها المريض نفسه لذا فهي من أكثر المسببات التي تقف وراء ظهور الأمراض والأوبئة السريعة الانتشار والتي تفتك بأرواح الناس.