توهم أبرهة الحبشي أو "الأشرم" أن العرب يحجون إلي بيت الله الحرام "قبل الإسلام" فقط لوجود بناء عتيق مقدس هو الكعبة المشرفة.. فقام ببناء كنيسة ضخمة.. ودعا الناس للحج إليها. ليصرفهم عن البيت الحرام.. ومن ثم تعود عليه منافع الحج كلها.. ويكون سيداً للمنطقة.. ولا تكون للعرب ميزة أو قيمة. بعد هذا كله.. باءت محاولته بالفشل.. ولم يتوجه شخص واحد إلي كنيسته التي سماها "الكعبة".. فأكله الغيظ.. واستمر في خطته وتنفيذها. في وقت كان الكفر والجاهلية يسيطران علي الجزيرة العربية.. وفكر أن ذلك لا يتم إلا بهدم الكعبة المشرفة.. وبذلك لا يجد العرب مكاناً يحجون إليه. فجهز جيشاً جراراً.. استخدم فيه لأول مرة في التاريخ الفيلة في عملية الهدم. وأيضاً القتال.. وهو ما ذكره القرآن الكريم في قصة أصحاب الفيل. الذين جعل الله كيدهم في تضليل. ورده إلي نحورهم.. وأرسل عليهم طيراً أبابيل. ترميهم بالحجارة الصغيرة فتخترق رءوسهم وأجسادهم.. وبرك الفيلم ولم يتحرك نحو الكعبة.. وانتهت خطته بالوبال عليه وعلي جيشه. وحمي الله بيته الحرام بجند ضعيفة هي الطيور.. ولم يجعل لأهل مكة الكفار حينئذي فضلاً في إنقاذ الكعبة. كان هذا في الجاهلية.. وللعجب نراه يتكرر الآن في العصور الحديثة.. وبكل أسف ممن ينتسبون إلي الإسلام.. فها هي إيران منذ سنوات تبني نماذج مشابهة للكعبة.. ويطوفون حولها ويقدسونها.. بل إن الشيعة يزعمون في اعتقادهم أن "العتبات" أفضل من الكعبة.. وأن زيارتها أفضل من زيارة البيت الحرام. ومن الحج. وها هي الدويلة المارقة تدخل علي نفس المنهج.. وتصطنع الأزمات.. فقد طالبت قطر منذ أيام.. بتدويل "الحرمين" أي تشكيل جهة دولية للإشراف عليهما.. بحجة أن السعودية ترفض حج القطريين وتمنعهم هذا العام.. وتستمر الدوحة في مغالطاتها المفضوحة.. وتزيف الحقائق.. لأنها هي التي منعت مواطنيها من التقدم للحج هذا العام.. والحقيقة أن السعودية منعت استقبال الطائرات الخاصة وشركة الطيران القطرية فقط.. لكن هذا كله ليس مستغرباً لأن قطر تسير علي درب "صديقتها" إيران. التي تصطنع لنفسها كعبة خاصة!! قطر تضع نفسها كل يوم في مزيد من الأزمات والمشاكل. ويعلن أمراؤها عن وجوههم القبيحة التي تعمل ضد العرب والإسلام والمسلمين.