مهما كانت قسوة العقوبات التي فرضتها الدول الأربعة مصر والسعودية والإمارات والبحرين ضد النظام القطري الداعم للإرهاب فإن الأشد قسوة في اعتقادي هو فضح هذا النظام أمام الشعوب العربية وشعوب العالم وكشف الدور القبيح الذي يلعبه في زعزعة استقرار المنطقة وإزالة القناع المزيف الذي كان يرتديه ليسهل تواجده ضمن التحالفات العربية والدولية التي تحارب الإرهاب وجعل منه عميلا مزدوجا للجماعات الإرهابية وللدول التي تحاربها!! ومنذ ان اتخذت الدول الأربعة قراراتها في 5 يونيو الماضي بمقاطعة قطر ونظام الدوحة يصر علي أن يكشف عن المزيد عن حقيقة دوره وأن يتعري أكثر وأكثر أمام الجميع لتري الشعوب العربية سوء عمله وبدلا من أن يحاول النظام حل أزمته مع دول الخليج ومصر بالحوار المباشر والعودة سريعا إلي البيت العربي والتخلي عن سياسته الداعمة للجماعات الإرهابية اختار ان يلقي بنفسه في أحضان الولاياتالمتحدة وبريطانيا ويستقوي بإيران وتركيا وجميعها دول لها أدوار مشبوهة في زعزعة الاستقرار بالمنطقة ولها أجندات ومصالح خاصة تتعارض في كثير منها مع مصالح الشعوب العربية.. وهذا التوجه القطري نحو تلك الدول يؤكد صحة وجهة نظر ورؤية الدول الأربعة "مصر والسعودية والإمارات والبحرين" علي أن النظام القطري أصبح أداة طيعة وسهلة تستخدمها بعض الدول لضرب استقرار المنطقة وتحقيق مصالح وأجندات تتعارض مع مصالح الشعوب العربية والخليجية. لقد أكدت الدول الأربعة منذ بداية الأزمة ان مقاطعة قطر لا يقصد بها حصار الشعب القطري أو معاقبته علي جرم ارتكبه النظام الذي يحكمه وان تلك الدول تعلم جيدا ان ثروات قطر التي يتحكم فيها النظام الحاكم يمكن ان تتغلب علي الآثار السلبية الناتجة عن تلك المقاطعة لكنها أرادت أن تتخذ موقفا حاسما ضد هذا النظام وأن تبعث برسالة هامة للعالم وللشعوب العربية مفادها ان صبر الأشقاء الكبار علي عبث الأخ الصغير المتمرد لا يمكن أن يستمر للأبد وأن السكوت علي خطايا وجرائم ولهو هذا الصغير أصبح يهدد كيان الأسرة العربية بأكملها. وانه قد حان الآن وقت العقاب حتي يتوقف الأخ الصغير عن عبثه طالما ان كل محاولات تأديبه باللين قد فشلت. والمطالب التي وضعتها الدول الأربعة من أجل إنهاء المقاطعة لا علاقة لها بالسيادة لكنها مطالب مشروعة للحفاظ علي الأمن القومي لتلك الدول ولحماية شعوبها من جرائم الجماعات الإرهابية التي لا تعرف دينا ولا وطنا ولا تحترم قدسية الدم والروح الانسانية ويصر النظام القطري عي دعمها وتمويلها بالمال والسلاح كما يصر أيضا علي دعم القنوات الفضائية التي تبث سمومها يوميا لشق الصف العربي وزعزعة الاستقرار في المنطقة. في بعض الأحيان قد يلجأ الطبيب لبتر عضو فاسد في الجسد حتي يحيا المريض وحتي الآن مازالت الدول العربية تحاول تجربة طرق مختلفة للعلاج حتي لا يصل بها الأمر إلي مرحلة البتر.