يجري فريق العمل بالمتحف الكبير حاليا الاستعدادات لنقل تمثال الملك رمسيس الثاني الموجود داخل المتحف بمسافة 300 متر إلي مكانه النهائي في البهو الرئيسي ليكون أول من يراه السائح عند زيارته لواحد من أكبر متاحف الآثار في العالم وذلك عقب موافقة مجلس الوزراء علي إجراءات النقل استعدادا للافتتاح الجزئي للمتحف ابريل القادم وتتولي المقاولون العرب نقل التمثال بعد أن تم تحديد المسار الأمثل لنقل التمثال ضمن سيناريو العرض المتحفي باستخدام رافعات خاصة وبمنظومة ناقلات ميكانيكية دقيقة لتحافظ علي اتزانه في حالة رأسية طوال مرحلة النقل. ويعتبر تمثال رمسيس الثاني أول قطعة أثرية يتم نقلها من بين 150 ألف قطعة للمتحف المصري الكبير منذ 25 أغسطس عام 2006 وكان وصوله للمتحف يمثل بداية العمل يوما تاريخيا شاهده ملايين الناس من جميع انحاء العالم بنقله من ميدان رمسيس إلي مقره الحالي بالمتحف الكبير لحمايته من التلوث البيئي لحركة القطارات والسيارات ولحمايته من الاهتزازات التي يسببها مترو الأنفاق واستعرض دراسات الوقوف علي الطريقة الأمثل علي الطريقة المحورية وأثبتت نجاحها بعد أن جعلت التمثال محملا علي مركز ثقله وعمل تجربة لمحاكاة عملية النقل باستخدام كتلة خرسانية تزن 83 طنا وذلك لضمان سلامة نقل التمثال كما قام فريق عمل متكامل من المرممين والمهندسين بإجراء الترميمات اللازمة قبل النقل بمعاونة المقاولون العرب وتم الترميم علي سبع مراحل استغرقت 18 شهراً وتضمنت الترميم ثم التغطية بطبقة من الشاش الطبي ووضع طبقة من السيليكون وتم طبقة من الفوم ثم تركيب القاعدة الحديدية وتثبيت التمثال علي القواعد الجانبية وأخيراً إزالة القاعدة الخرسانية ليرفع علي السيارات الخاصة بنقل التمثال وقطع التمثال مسافة 30 كيلو مترا عند عملية النقل بسرعة 5 كيلو مترات كل ساعة ووصل محمولا داخل سلة معدنية مرفوعة فوق مقطورتين تجرهما سيارة مخصصة للحمولات الثقيلة إلي مكانه بالمتحف المصري الكبير وقدرت تكاليف الرحلة ب 6 ملايين جنيه في ذلك الوقت. ويبلغ وزن تمثال رمسيس بدون القاعدة حوالي 83 طناً وارتفاعه 11.35 مترا وحجم كتلته 20 مترا مكعبا وكان قد عثر عليه عام 1888 في ميت رهينة "50 كيلو مترا جنوب غرب القاهرة" وعبارة عن خمسة أجزاء تم نقلها عام 1954 بناء علي قرار من مجلس قيادة الثورة إلي ميدان باب الحديد بواسطة شركة ألمانية وقام المرمم المصري الراحل أحمد عثمان بتجميع التمثال واستكمال القدم والساق الناقصتين وترميم التاج الملكي ليشتهر ميدان باب الحديد باسم رمسيس.
