80% من قري بني سويف تعاني زيادة منسوب المياه الجوفية التي تغمر المنازل الريفية خاصة في فصل الشتاء والتي تؤثر علي صحة المواطن وبيئته التي يعيش فيها. الحكومة من جانبها واجهت المشكلة بإنشاء محطات صرف صحي ببعض القري في بني سويف فقامت وفقا للاحصاءات الرسمية بإنشاء 31 مشروع صرف صحي تنفذها الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي وشركة بني سويف وجميعها لم تر النور حتي الآن!! وتلوح في الأفق بادرة أمل للقضاء علي المعاناة بإنشاء أول محطة استرشادية للصرف الصحي تعمل بنظام المعالجة البيولوجية بواسطة الاغشية الحيوية ونجحت تجارب التشغيل وكذا التشغيل الكامل للمشروع في اقل من 10 شهور بل وبدأت المحافظة في نقل التجربة ل 7 قري أخري حتي تتمكن من التوسع في خطتها التي تشمل 160 قرية بالمحافظة. المهندس شريف حبيب محافظ بني سويف الذي رصد التجربة في عدد من الدول قال: خلال زياراتي لقري بني سويف اكتشفت المعاناة التي يعيشها المواطن البسيط من المياه الجوفية وكان لزاما التفكير في حلول غير تقليدية وعلي الفور قررت السير في محورين مهمين أولهما عاجل بإنشاء بيارات لتجميع نواتج الصرف الصحي في 4 أو 3 مواقع بكل قرية والتخلص منها في محطات الصرف الكبيرة في كل مركز ومدينة. وكان المحور الثاني ابتكار حلول غير تقليدية للتخلص من مشكلات الصرف الصحي للقري وكان لابد من مواجهة المشكلة والتعرف عليها فكانت زيارتي لقرية البساتين بمركز بني سويف واستشعرت حماس الأهالي للمعاونة في الحل ورفع الاعباء عن كاهل الحكومة في مشروعات تتكلف من 20 إلي 25 مليون جنيه للمحطة الواحدة.. وقال المحافظ المهندس شريف حبيب: بدأت الفكرة في مارس 2016 بتوقيع اطار تعاون بين شركة المياه والصرف والمركز القومي لبحوث الاسكان ومؤسسة نهضة بني سويف أحد روافد العمل الاهلي في بني سويف وبحضور خبراء في مجال معالجة المياه والتحلية وتم الاتفاق علي انشاء أول محطة تعمل بنظام المعالجة البيولوجية. وأشار المحافظ إلي ان هذا النوع من المحطات يتميز بأنه يقام علي مساحة محدودة من الارض وقلة تكاليفها بأقل 75% عن المحطات العادية علاوة علي العنصر الأهم وهو جودة المياه الناتجة من المعالجة واستخدامها في الزراعة وفقا لاشتراطات الكود المصري الصادر من المركز القومي لبحث الاسكان ونتائج تحليل عينات المياه الصادرة من معامل وزارة الصحة واستخدام الناتج من المواد الصلبة كسماد. وقال ان النظام الجديد للمحطات مطبق في العديد من دول العالم منذ 1965 ويتميز بأن نسبة الاعتماد علي المكونات والآلات من الانتاج المحلي بنسبة 85% وتم بأحدث التقنيات المشابهة للمقامة في امريكاواليابان والنمسا. وأوضح المحافظ: بدأنا الاعمال بالاهالي يقومون بأعمال الحفر ومؤسسة نهضة بني سويف تقوم بالتمويل علاوة علي المواسير والمواتير وتحت اشراف هندسي وفني كامل من شركة المياه والصرف ومتابعة شخصية من المحافظ كل 72 ساعة بالتواجد المستمر علي مدي 10 شهور فقط حتي بدأ التشغيل وهو وقت قياسي وحقق نتائج مذهلة. ويؤكد المحافظ أن التجربة لم تشغلنا عن متابعة موقف المحطات المتوقف استكمالها فقد اوفدت لجنة من الهيئة القومية والتفتيش المالي والمتابعة برئاسة المهندس الواضح ابوجبل وكيل وزارة الاسكان للمرور علي كل المحطات "31 محطة" ومتابعة اسباب التوقف والعمل علي انهاء المحطات التي أوشكت علي الانتهاء. وأكد المهندس شريف حبيب محافظ بني سويف أهمية تضافر كافة الجهود من أجل حل مشكلة الصرف الصحي وارتفاع منسوب المياه الجوفية بالقري وما يترتب علي ذلك من اثار سلبية علي الصحة والبيئة وهو ما يكبد موازنة الدولة الكثير من الاعتمادات التي يمكن ان تنفق في احتياجات تنموية أخري. وأشار المحافظ إلي سباق القري المحرومة من الصرف الصحي لأن تستفيد من تجربة صرف البساتين الناجحة بجميع القري التي تعاني من هذه المشكلة المزمنة وقال انه لتحقيق رغبات الاهالي وحلمهم في الصرف الصحي العاجل والرخيص فقد اتخذنا عدداً من الخطوات اهمها تكوين كيان أو جهاز اداري للمشروع يضم خبراء في التصميم والتشغيل والصيانة والجهات الحكومية المعنية بالاضافة الي إنشاء منطقة تصنيع لهذا النوع من المحطات والذي سيجعل بني سويف مقراً ومركزاً رئيسيا لهذه التكنولوجيا ويوفر تكاليف النقل وتوفير العديد من فرق العمل. وشدد المحافظ إلي انه لنجاح هذا المشروع الحيوي يجب ان نتعاون جميعا حكومة ونوابا ومواطنين وقطاع خاص ومؤسسات مجتمع مدني وجهات مانحة لتوفير الدعم اللازم والتمويل المطلوب سواء المادي أو العيني من أجل تعميم المشروع. خبراء تحلية المياه يقول الدكتور محمد هيكل استشاري محطات المعالجة وتحلية المياه ومستشار مركز بحوث البناء والاسكان ان المحطة الجديدة تم تطبيقها في اليابان منذ 1965 وتطبق حاليا في أمريكا والعديد من الدول العربية والخليجية حيث يوجد منها 200 ألف محطة علي مستوي العالم وتتميز هذه التكنولوجيا بانتاجها مياهاً عالية الجودة تصلح لاستعمالها في الري بالإضافة إلي التكلفة الأقل بكثير من المحطات التقليدية ومساحة الأرض الأقل المطلوبة لتنفيذها. وأشار هيكل إلي ان إحدي دول الخليج استفادت منها في تغذية المناطق الصناعية بالمياه حي استحدثت 4 مناطق صناعية بالاضافة إلي توصيل المياه المعالجة الي المنازل في اغراض عديدة غير الشرب فضلا عن حقن الفائض من المياه المعالجة في باطن الأرض واستخراجها من مكان آخر بعد معالجتها بالمياه الجوفية في عمق الأرض. نقل التجرية وقال الدكتور محمد هيكل انه أمام تنافس القري فقد تم الاتفاق علي ملامح فريق العمل الذي سيقوم بالاشراف علي نقل التجرية ل7 قري أخري بواقع قرية في كل مركز هي منقريش بني سويف - صفط الغربية الواسطي - سيد عبدالقادر ناصر - جز يرة ببا - منشأة الامراء اهناسيا - تلت الفشن القصبة سمسطا وضمت مجموعة العمل شركة المياه والهيئة القومية لمشروعات المياه والصرف الصحي واحدي الجمعيات الاهلية ورئيس الوحدة المحلية وبإشراف كامل من أعضاء مجلس النواب عن دائرة المركز وتم وضع المعايير التي يتم اختيار أولوية القري ومدي احتياجها للمشروع والتي من أهمها ان تكون القرية غير مدرجة بالخطة مع وجود أرض للمحطة وتوافر مصرف يمكن ان تصرف عليه المياه الناتجة من المعالجة وذلك في إطار السعي لوضع خريطة كاملة لجميع القري. وأشار إلي إعداد التقرير التوثيقي للتجربة والجاري إعداده مع الجهات البحثية الرسمية. حيث سيتضمن كافة المعلومات الفنية والاجرائية والاشتراطات والمعايير المتبعة في هذا المجال ومراحل التنفيذ بداية من التصميم وحتي التشغيل والصيانة وتكلفة المشروع ومقارنته بالمشروعات التقليدية في هذا القطاع وغيرها من البيانات والمعلومات التي تساهم في إعطاء صورة متكاملة عن المشروع. المجتمع المدني المهندس عبدالناصر عبدالتواب مدير عام بالتعليم الفني وأحد أبناء قرية البساتين أكد ان المشروع قضي علي أهم مشكلة تعاني منها القرية التي تعيش فيها 3 آلاف أسرة وأصبح موقع المحطة مزاراً سياحياً ومتنزهاً للأهالي. وقال ان من أهم المراحل التي مرت بها أعمال المحطة أعمال الترويج والتسويق للفكرة التنموية التي اصبحت محل دراسات من جميع هيئات المجتمع المدني. الشيخ طه عبدالمجيد إمام مسجد القرية ان محطة الصرف الصحي بقريتنا من المشروعات الرائدة علي مستوي الجمهورية استطعنا من خلال التعاون والتنسيق بين اهالي القرية وجمعية تنمية المجتمع ومؤسسة نهضة بني سويف ان ننفذها وتصبح تجربة نحيي عليها المحافظ والمسئولين ونصدر تجربتنا للقري الأخري لنقضي علي المشكلة ليؤكد الشعب المصري دوما انه شعب عظيم يحقق المعجزات ويحطم الصخر. ويقول حمدي عبدالوهاب اخصائي شئون مالية بالديوان العام انني فشلت علي مدي السنوات الماضية في اقناع وطلب المحافظين في تنفيذ الصرف الصحيو لولا المحافظ الحالي وتفكيره المبدع المنقد الذي اخرج به المشروع مراعيا الظروف الاقتصادية التي تمر بها مصر وبما لا يحمل الدولة اية أعباء مالية. ويقول النائب الشاب محمود ابوعزوز عضو مجلس النواب ان مبادرة المحافظ العظيمة كانت حلما انقذ اهلنا في الريف من الامراض والأوبئة وأنقذ منازلهم من الغرق وتكاليف الكسح اليومية لخزانات البيوت البلدية. مشيرا الي قيامه بعقد سلسلة لقاءات مع شباب القري لطرح الافكار البناءة والترويج لها خاصة ما يخص البنية الاساسية. ويقول النائب الدكتور عبدالرحمن برعي نائب البرلمان بمركز بني سويف ان قري بني سويف عانت الكثير ولم تكن في دائرة اهتمام التنفيذين والشعبيين معا جاء ذلك الآن الوقت لكي تسترد تصدرها للمجتمع بالفكر والعقول الناضجة والايادي البيضاء المساهمة في المشروعات الطموح. أما النائب علي بدر مركز اهناسيا فقد اتخذ موقفا آخر بالتقدم بطلب احاطة عاجل لرئيس الوزراء حول اهدار المال العام في مشروعات الصرف التي لم ينته انشاؤها خلال 10 سنوات مضت وعددها 3 مشروعات علي مستوي المحافظة.