رغم أن "الفونج شوي" أو طاقة المكان أحد العلوم القديمة إلا أنه عادت بقوة لتسيطر علي العالم لاعادة الثقة بالنفس والتأثير علي المحيطين واحداث توازن مع الطبيعة واعلاء القيم الروحانية وقد استفادت منها الدول لإعادة ترتيب قيم الولاء لأبنائها. وبعد أن أصبح ظاهرة فريدة داخل مصر وخارجها حرصت مؤسسة دار التحرير للطبع والنشر علي تنظيم ندوة للخبيرة العالمية الدكتورة سها عيد في باكورة تعاونها مع إدارة تنمية الموارد البشرية والتدريب بالمؤسسة لإعلاء قيم التعايش والتناعم مع الطاقة واستغلال أفضل ما توفره الحياة الكونية والطبيعية لاستخدامها في اختيار المنازل والألوان المناسبة وإعادة ترتيب الأثاث داخلها حتي تتحقق البركة والخير في المكان. في البداية تؤكد الدكتورة سها عيد خبيرة علم طاقة المكان وعضو منظمة "الفونج شوي" العالمية lFSA إلي أن البيئة المحيطة بالإنسان سواء في عمله أو مسكنه تؤثر علي فرصه المستقبلية والحياتية سواء بالنجاح والازدهار أو الفشل وضياع الفرص حيث أن طريق النجاح يبدأ من بيئة نظيفة ومتوازنة مع الطبيعة الكونية وانسجام هذه البيئة الصغيرة مع هذا الكون الكبير كما أبدعه الخالق سبحانه وتعالي. وتوضح أن "الفونج شوي" أحد علوم الحضارات القديمة وعرفه الصينيون القدماء وكان مقتصراً علي الملوك والأباطرة كما عرفة الفراعنة وتداوله الكهنة بسرية تامة فكان يعد "سر الأسرار" ومن يمتهن تلك المهن يطلق عليهم "سادة السادة" وانتقل هذا العلم بأسراره عبر الأجيال وتحول إلي مادة للدراسة حول العالم باستثناء الصين التي مازالت تعتبره سرا ممنوع البوح به للعامة ويوجد علي مستوي العالم 223 دارسا ومتخصص لعلم طاقة المكان تجمعهم المنطقة العالمية للفونج شوي بهونج كونج ويحظر عليم الإفصاح علي أي مشروع يشتركون فيه لصالح أي شركة حرصاً علي الميزة التنافسية التي تكتسبها من تطبيق هذا العلم. تشير إلي وجود مسارات للطاقة لاتري بالعين المجردة لكنها تؤثر في الإنسان عن طريق ترددات الألوان وفتحات التهوية وأماكن التقاء الحوائط "الأركان" كذلك الممرات والأبواب المتقابلة يمكنها التأثير علي الإنسان وحالته المزاجية. وتضيف أنه من خلال هذا العلم يتم التعامل علي أساس عناصر الكون الخمسة النار والتراب والماء والمعادن والخشب والألوان التي يتميز بها كل منها ويتم اختيار ما يناسب نشاط المكان الذي يستخدم "الفونج شوي" بحثاً عن الاستقرار وتحقيق الأرباح ومن أشهر الشركات العملاقة التي أعلنت بنفسها عن استخدامها لهذا الفكر عند التأسيس وجلب لها خيراً وفيراً ونجاحاً ملحوظاً مايكرو سوفت ومطاعم ماكدونالدز وغيرها بالإضافة بيوت المشاهير أمثال أوبرا وينفري والرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وتري أن أهم سبل اجتذاب البركة والخير إلي جانب استغلال مسارات الطاقة هي الممارسات الحياتية للفرد يومياً ولعل أبرزها أن الإنسان يجذب ما يريد فإن تفاءل بالخير وجده ويفكر دائما بالأشياء التي تجلب السعادة علي النفس كما أن التسامح والتماس العذر للأخر وحسن الظن والابتسامة من شأنها استبدال الطاقة السلبية بأخري إيجابية. وفي ذات الوقت يجب نبذ الأفكار السيئة التي تسبب مشاعر الحزن والغضب مثل "يلا حسن الختام" و"أنا حظي كده مفيش فايدة" كذلك مشاعر الخوف والقلق من المستقبل والاستسلام للفشل في الخبرات الماضية وعدم الثقة بالنفس. وتؤكد أن هناك قانوناً في علم طاقة المكان يطلق عليه قانون الجذب ويعتبر أن "كل ما يحيط بك يؤثر فيك" لكن للأسف توجد ممارسات سيئة ترفع من معدلات الطاقة السلبية للإنسان دون أن يعلم مثل متابعة الأخبار السيئة قبل النوم والاحتفاظ "بالكراكيب" التي توقف مسارات الطاقة في المنزل وتمنع عنه البركة فيجب إتباع مبدأ "تخلص من القديم ليأتيك الجديد" فيجب التخلص منها بالتبرع أو التهادي كذلك الأفكار والمعتقدات البالية لن يتمكن العقل من استقبال الأفكار الجديدة الا إذا نسف القديمة. وتنصح الدكتورة سها عيد بتصحيح بعض المسارات الطاقة بالمنزل علي رأسها عدم وضع زجاجات المياه في غرف النوم واستخدام الإضاءة البسيطة غير المباشرة وعدم النوم في مواجهة المرايا حيث تضعف نورانية الجسم إلي جانب عدم دهان غرف النوم باللون الأحمر الذي يجذب طاقة قوية جداً يمكن أن تسبب أزمات قلبية أو جلطات مع عدم تكدس الأثاث الذي يعوق مسارات الطاقة والبركة بالمنزل.