مازالت قصص مجلات الشباب المصورة إحد المصادر التي تنهل منها السينما لمخاطبة تلك الفئة من الجمهور هذه القصص معروفة باسم "الكوميكس" تسرد المغامرات عن طريق الصور المرسومة المتتالية مثل مجلات "ماجد" و"تان تان" ولكنها موجهة للفئة العمرية بين السادسة عشرة والعشرين ومنها شخصية "وولفرين" خارقة القوة الذي يدافع عن نفسه في لحظات الغضب بخروج 3 سكاكين حادة من قبضة يده وقدمتها السينما في سلسلة X men الشهيرة. الفيلم الجديد في هذه السلسلة بعنوان "لوجان" يختلف تماماً عن باقي السلسلة ومعروف أن مبتكر شخصية وولفرين هو الكاتب سكوت فرانك أدخل كاتبي السيناريو مايكل جرين وديفيد كيلي إضافات جعلت أحداث القصة تدور عام 2029 في المستقبل القريب وأصبح البشر الذين يمتلكون قدرات خاصة "الوولفرين" محاصرين من قوات نظامية قوية وغاشمة قضت علي الكثير منهم ولم يتبق سوي "لوجان" وقام بدوره الممثل الاسترالي الرائع هيوجاكمان ووالده تشارلز العجوز "باتريك ستيوارت" وأثناء رحلة الهروب من النظام يعثرون علي الطفلة لورا التي تبلغ 10 سنوات تقريباً "دافين كين" وهي تنتمي لأصحاب القدرات الخاصة "الوولفرين" حتي أن لوجان يعتقد أنها ابنته وهي تناديه قبل نهاية الفيلم بأبي. يقدم الفيلم رحلة هروب آخر الأبطال الخارقين من الوولفرين إلي خارج الولاياتالمتحدة كانوا في البداية يريدون الخروج من الحدود الشمالية مع كندا ولكن الخطة تتغير ويتجهون إلي حدود المكسيك من أجل إنقاذ مجموعة من الأولاد والبنات أصدقاء لورا لكي يعيشون في بلد آخر بعيداً عن قوات النظام الغاشمة. المخرج جيمس مانجولد أبدي تأثراً واضحاً بفيلم "ماد ماكس" الذي شاهدناه قبل عامين وحصل علي 6 جوائز أوسكار في النواحي التقنية "مونتاج ومؤشرات صوتية وأزياء وماكياج" لذلك سيطرت علي فيلم "لوجان" درجات البني والغبار والصحراء الممتدة والتي تعطي الانطباع بأن تفجيراً نووياً قد حدث قضي علي الأخضر واليابس وهذا يفسر حزن لوجان طوال أحداث الفيلم بعد أن جار عليه الزمان ورغم قوته الخارقة يعيش متخفياً يتق شر القوات الغاشمة ويسعي لتهريب شباب الوولفرين من البلاد. في فيلم "سوبر مان يواجه باتمان" العام الماضي ثارت ضجة وسط محبي سوبرمان بعد أن مات في نهاية أحداث الفيلم ومرة أخري يستلهم المخرج جيمس مانجولد نهاية سوبرمان ويموت لوجان رغم قدراته الخارقة وفي ذلك إشارة واضحة إلي قدرة قوات النظام الجديد علي سحق أصحاب القدرات الخاصة وهي نظرة توحي بالتشاؤم من المستقبل القريب الذي ينتظر الأبطال الذين ألهبوا خيال الشباب طوال 17 عاماً هي عمر هذه السلسلة من القصص المصورة. تميز الفيلم بالأداء التمثيلي المتقن لأبطاله الثلاثة جاكمان وستيوارت والفتاة لورا إلي جانب اجتهاد بويد هولبروك في دور "بيرس" وتميزت العناصر الفنية الأخري كما هي عادة تلك السلسلة من الأفلام التي تخاطب الشباب.