35% امرأة معيلة في مصر معني ذلك أن أكثر من 25 ألف زوج خرج ولم يعد. وهؤلاء الرجال يهربون من اعالة زوجاتهم والعدد الوفير من الأولاد عنده.. خرج بعد أن قهرت لامبالاته رجولته وتغلبت أنانيته علي نخوته. ولم يعد حتي وهو يعلم جيدا ان أسرته مهددة بالتشرد والضياع وللأسف انه ليس رجلا واحدا وانما آلاف من الأزواج الذين فروا فجأة ودون سابق انذار.. الفرار من الحياة الزوجية وعبء الانفاق علي الأسرة وتركهم لمصير مجهول. وهؤلاء الأزواج والاباء مع هذا أهون من غيرهم. فنحن نقرأ يوميا عن آباء يقتلون أبناءهم لأنهم يجدون صعوبة في الانفاق عليهم أو تهربا من المسئولية ويكون مصيره السجن المؤبد لبقية حياته. احدي الأمهات اشتكت لي بأن زوجها هجر البيت لأنها أنجبت ثلاث بنات وكان ينتظر انجاب الولد فازدادت عصبيته وتغيرت أخلاقه بعد انجاب البنت الثالثة وهجر المنزل ولم تسمع عنه أي أخبار بعدها تقدمت الي مشروع "كفالة وكرامة" وهو يكفل المرأة المعيلة لتحافظ علي أبنائها وتدخلهم المدارس وقد تلجأ الأم المعيلة للعمل أيضا مع هذا الراتب الذي لا يتعدي 350 جنيهاً للأبناء.. وكثير من الأمهات المعيلات استطعن ان يتخرج أبناؤهن من الجامعة. ورأينا أمثلة كثيرة من الأمهات اللاتي نلن شهادات الأم المثالية. وهناك أمثلة أخري لعدم انفاق الزوج علي البيت فقد يذهب ليقضي وقته علي المقهي ليشرب الشيشة وغيرها. ويعود ليضرب زوجته لينال ما كسبته من عملها لينفقه علي مزاجه الشخصي. لقد رأيت أمثلة من هذه النوعية من الزواج أثناء اقامتي في أمريكا ثلاث سنوات فقد كانت معاونة المنزل التي تحضر لابنتي لتنظيف المنزل "ألبانية" وحكت لي انها بعملها استطاعت ان تربي بناتها وامتلكت سيارة وزوجها عاطل في المنزل ولكنها لا تسمح له الا بالأكل فقط أما السجائر أو الخمور لمزاجه الشخصي فهي ممنوعة.. وهذا هو الفرق بين النساء في الخارج اللاتي لا ينفق أزواجهن علي البيت.. والنساء المصريات المقهورات اللاتي يرضين بالانفاق حتي علي مزاج الزوج.. ويتحملن الاهانات والضرب من أجل أولادهن.. علي فكرة الشغالة الألبانية "أيك" وهذا هو اسمها كانت تتقاضي 100 دولار في اليوم! وهناك أيضاً إعانة هجر تحصل عليها الزوجة التي تركها أو هجرها الزوج من وزارة التضامن وقد ازدادت هذه الحالات في السنوات الأخيرة بنسبة 30%. بينما كانت في السنوات السابقة لا تزيد علي 15%.. بالطبع هذا العدد لا يشكل كل حالات الهجر وإنما فقط النسبة التي تقرر لها الإعانة بالفعل. بخلاف من لا تتقدم للحصول علي الإعانة لأنها لا تستحقها من أبناء الطبقة المتوسطة أو الراقية. يمكن أن تكون هذه الظاهرة منتشرة بين هذه الطبقات ولكن تنحصر آثارها علي المشكلات الاجتماعية والنفسية وليست الاقتصادية أو المادية. كما في الطبقات الفقيرة وتمثل قضايا الهجر أكثر من 25% من قضايا الطلاق. ويبدأ اعتبار الزوج هاجرا لزوجته لو استمر غيابه أكثر من 6 شهور وهي لا تعلم عنه شيئاً ولا يقوم بالإنفاق عليها يمكن بعد ذلك أن تلجأ إلي مكتب تسوية المنازعات بمحاكم الأسرة وفي حالة توصلها للزوج تقوم برفع دعوي نفقة وتستطيع الزوجة أن تثبت للقاضي من خلال شهادة الشهود وعندما يطمئن القاضي يحدث الطلاق. هذا هو حال المرأة المعيلة في مصر التي لا ينفق عليها الزوج أو قد يكون موجوداً واعتمد علي ما تكسبه الزوجة من عملها. في النهاية هو الحاضر الغائب أو خرج ولم يعد.