خالف الاعلام الرأي المتشدد بأن الاحتفال بعيد الأم بدعة وتقليد ضال لغير المسلمين. فقد نقلت القناة الأولي الاحتفال بيوم المرأة المصرية وعيد الأم الذي حضره الرئيس عبدالفتاح السيسي وكرم فيه الأمهات المثاليات من كل محافظات مصر وأمهات شهداء الجيش والشرطة اللاتي قدمت كل واحدة منهن إبناً شهيداً في سبيل أمن مصر. فضربوا أروع الأمثلة للتضحية والصبر علي فراق فلذات الأكباد والفرحة لأن أبناءهن نالوا الشهادة. كما احتفلت الإذاعة بهذا العيد علي شتي موجاتها وفي التليفزيون تواصل الاحتفال. وقد تابعت برنامج "معكم" علي قناة "سي.بي.سي" الذي دعي مجموعة كبيرة من الأمهات ليحضرن تسجيل الحلقة في هذه المناسبة. وبدأت مني الشاذلي الحلقة بلقاء الإعلامي معتز الدمرداش ابن الفنانة كريمة مختار أشهر من مثلت دور الأم علي الشاشة في السينما والتليفزيون والمسرح. والتي توقيت قبل حلول هذا العيد وتركت محبة في قلوب كل المشاهدين وبالطبع في قلب ابنها الذي بكي تأثراً حين كرم الرئيس السيسي والدته في الاحتفال بيوم المرأة المصرية. وقد انفرد البرنامج بدخول كاميراته لأول مرة منزل الفنانة الراحلة ليتعرف المشاهد علي البيت الذي قضت فيه كل حياتها وكانت ترفض مغادرته لأنه يحمل لها أجمل الذكريات مع زوجها المخرج نورالدمرداش وأولادها. ولارتباطها بجيرانها التي كانت تلقي منهم كل الحب والتقدير. وقد تعلم منها معتز كما قال أن الموت حق والحياة لابد أن تسير وأن العمل عبادة لا يجب أن تشغله عنه الأحزان. وهذا لأن الفنانة كريمة حين توفي والدها اثناء عرض مسرحية "العيال كبرت" لم تتأخر عن العرض إلا يومين فقط ثم عادت إلي المسرح خوفاً علي خسارة المنتج لأمواله واحتراماً للجمهور. إن كريمة مختار كانت أماً مثالية لأبنائها شريف ومعتز وهبة كما كانت علي الشاشة ولن ينساها جمهورها خاصة في فيلمي الحفيد وساعة ونص ودورها الأشهر "ماما نونة" وستظل رمزاً للأمومة والعطاء. أما الفنانة مي كساب أحدث أمهات الوسط الفني فقد استضافها البرنامج لتروي تجربتها مع إبنتها فريدة. وكيف غيرتها الأمومة وجعلتها تفهم أن القسوة التي كانت تعاملها بها والدتها كان دافعها الخوف عليها وليست الكراهية. ثم آثرت مني الشاذلي تحويل مسار الحديث المؤلم عن ذكري والدتها الراحلة فطلبت من مي أن تغني للأمهات فاختارت أغنية "ست الحبايب" التي كتبها حسين السيد ولحنها وغناها محمد عبدالوهاب قبل أن يسمح لفايزة أحمد بغنائها وصارت رمزاً لتقدير دور الأم في تربية الأبناء والسهر علي راحتهم ونسمعها دائماً كلما هل علينا هذا العيد. وهي الأغنية التي ابكت الكثيرات من الحاضرات من اللاتي فقدن أمهاتهن. ثم كان اللقاء الذي اثبت أن الأمومة هي مشاعر فطرية لدي البنات وليست للأمهات خاصة عندما استضافت مني الدكتور محمد عبدالوهاب جراح الكبد بمركز المنصورة ومعه الأم منيرة المريضة التي كانت تحتاج لزرع كبد لإنقاذ حياتها وابنتها شروق طالبة كلية الطب التي تبرعت لوالدتها بفص من كبدها لتنقذها من موت محقق. وهكذا اثبتت الابنة أن عاطفتها تجاه والدتها مماثلة لمشاعر أمها تجاهها وتزيد. لأنها تخاف علي حياتها ولا علي مستقبلها الذي قد تفقد فيه عاماً دراسياً بالكلية نتيجة للغياب عن امتحانات نصف العام. ولأن تضحية شروق في سبيل والدتها كانت كبيرة. فإنها لقيت تقدير وتعاطف عميد الكلية الذي مكنها من دخول الامتحان بالتغاضي عن أيام الغياب. وتقديراً لهذا العطاء بين الأم وابنتها أهدي البرنامج لهما من الشركة الراعية الاحتفال بالعيد مجموعة أجهزة كهربائية مجانية كما وزعت الشركة هدايا اخري علي كل الأمهات في الاستديو. إن الاحتفال بالأم ليس بدعة وضلال ولكنه واجب علي الأبناء ليس في يوم عيدها فقط بل في كل أيام السنة تقديراً لعطائها طوال حياتها لأسرتها بلا مقابل أو انتظار لاعترافهم بفضلها. كما ندعو بالرحمة للأمهات اللاتي سبقونا إلي الخالق العظيم. ونتمني أن نلحق بهن في جنته التي نعلم جميعاً انها تحت أقدامهن.