رئيس جامعة عين شمس يشهد رفع وتحية العلم خلال استقبال العام الجامعي 2024-2025    بدء تسكين طلاب جامعة القاهرة بالمدن الجامعية وفق الجداول الزمنية    اعتماد "تربية كفر الشيخ" من هيئة ضمان جودة التعليم    سعر اليورو اليوم السبت 28-9-2024 في البنوك    رئيس الوزراء يتفقد مشروع الفندق الجبلي المطل على دير سانت كاترين    مجلس الشباب المصري يختتم فعاليات برنامج «تعزيز القدرات الاقتصادية لصناع القرار»    محافظ الفيوم يتابع أعمال تنفيذ برنامج توسعات الصرف الصحي بعدد من القرى ضمن مشروع القرض الأوروبي    رئيس الوزراء الفرنسي: الوضع في لبنان خطير للغاية    «خامنئي»: لبنان سيجعل إسرائيل تندم على أفعالها    تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت    تشكيل مانشستر سيتي ضد نيوكاسل يونايتد في الدوري الإنجليزي.. هالاند يقود الهجوم    بعد التتويج بالسوبر الإفريقي.. الزمالك راحة من التدريبات 7 أيام    وزير الشباب والرياضة يفتتح أعمال تطوير الملعب الخماسي بمركز شباب «أحمد عرابى» في الزقازيق    الأمير أباظة يكشف عن أعضاء لجان تحكيم مسابقات الدورة 40 من مهرجان الإسكندرية    سفير الصومال: إرسال مصر قافلة طبية إلى بلادنا يعكس موقفها الثابت بدعمنا في شتى المجالات    مرض السكري: أسبابه، أنواعه، وعلاجه    الضرائب: إتاحة 62 إتفاقية تجنب إزدواج ضريبى على الموقع الإلكتروني    رئيس الوزراء يتفقد أعمال تطوير مطار سانت كاترين الدولي    لإحياء ذكرى وفاته ال54.. توافد العشرات على ضريح الزعيم الراحل جمال عبد الناصر    ضبط قضايا إتجار بالنقد الأجنبي بقيمة 18 مليون جنيه خلال 24 ساعة    بقيم درجات حرارة أعلى.. الأرصاد تكشف حالة الطقس المتوقعة خلال الأيام المقبلة (تفاصيل)    وزير الإسكان يتابع استعدادات فصل الشتاء ب5 مدن جديدة    «أمن المنافذ»: ضبط 289 مخالفة مرورية وتنفذ 301 حكمًا قضائيًا خلال 24 ساعة    برلماني: التحول إلى الدعم النقدي يعزز الحماية الاجتماعية ويقلل منافذ الفساد    كانت دائما بتراضيني.. آخر ما قاله إسماعيل فرغلي عن زوجته قبل وفاتها    حكيم يشعل المنيا الجديدة باحتفالية ضخمة بمشاركة فريق مسار اجباري (التفاصيل والصور الكاملة)    الثقافة تحتفل باليوم العالمي للسلام مع أطفال الأسمرات بمركز الحضارة والإبداع    في اليوم العالمي للمُسنِّين.. الإفتاء: الإسلام وضعهم في مكانة خاصة وحثَّ على رعايتهم    علي جمعة: سيدنا النبي هو أسوتنا إلى الله وينبغي على المؤمن أن يقوم تجاهه بثلاثة أشياء    بعد واقعة النزلات المعوية.. شيخ الأزهر يوجه ب 10 شاحنات محملة بمياه الشرب النقية لأهل أسوان    رئيس جهاز السويس الجديدة تبحث مع مستثمري منطقة عتاقة تنفيذ السياج الشجري بطول 7 كيلو    شهداء وجرحى بقصف إسرائيلي على النصيرات والمغازي    وكيل صحة البحيرة يزور مركز طب الأسرة بالنجاح| صور    وزير التعليم العالي يتفقد جامعة حلوان ويطمئن على انتظام الدراسة    ضبط 4 متهمين بالحفر والتنقيب عن الآثار في القاهرة    جيش الاحتلال الإسرائيلي يعترض صاروخا بالستيا جديدا أُطلق من لبنان    الاثنين.. القومي للسينما يعرض فيلم الطير المسافر في نقابة الصحفيين    رانيا فريد شوقي وحورية فرغلي تهنئان الزمالك بحصد السوبر الإفريقي    "عمر كمال ورامي ربيعة الأعلى".. تقييمات لاعبي الأهلي بالأرقام خلال مباراة الزمالك في السوبر الأفريق    «الزراعة»: مصر لديها إمكانيات طبية وبشرية للقضاء على مرض السعار    رئيس هيئة الدواء: أزمة النقص الدوائي تنتهي خلال أسابيع ونتبنى استراتيجية للتسعيرة العادلة    «الداخلية» تحرر 508 مخالفة «عدم ارتداء الخوذة» وتسحب 1341 رخصة بسبب «الملصق الإلكتروني»    وزير خارجية الصين يشيد بدور مصر المحوري على الصعيدين الإقليمي والدولي    وزير الخارجية والهجرة يلتقي مع وزيرة خارجية جمهورية الكونغو الديموقراطية    تشكيل أرسنال المتوقع أمام ليستر سيتي.. تروسارد يقود الهجوم    الرئيس الإيراني يدين الهجمات الإسرائيلية على بيروت ويعتبرها "جريمة حرب" آثمة    أوستن: لا علم للولايات المتحدة بيما يجري بالضاحية الجنوبية لبيروت    مقتل شخص في مشاجرة بسبب خلافات سابقة بالغربية    سعر الفراخ اليوم السبت 28 سبتمبر 2024.. قيمة الكيلو بعد آخر تحديث ل بورصة الدواجن؟    اليوم.. محاكمة سعد الصغير بتهمة سب وقذف طليقته    أمين الفتوى: حصن نفسك بهذا الأمر ولا تذهب إلى السحرة    مواقف مؤثرة بين إسماعيل فرغلي وزوجته الراحلة.. أبكته على الهواء    برج القوس.. حظك اليوم السبت 28 سبتمبر 2024: لديك استعداد للتخلي عن حبك    كولر: لم نستغل الفرص أمام الزمالك.. والخسارة واردة في كرة القدم    وزير الخارجية يتفقد القنصلية المصرية في نيويورك ويلتقي بعض ممثلي الجالية    ستوري نجوم كرة القدم.. احتفال لاعبي الزمالك بالسوبر.. بيلينجهام وزيدان.. تحية الونش للجماهير    فتوح أحمد: الزمالك استحق اللقب.. والروح القتالية سبب الفوز    علي جمعة: من المستحب الدعاء بكثرة للميت يوم الجمعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأدب
يقدمها: عمرو رضا
نشر في الجمهورية يوم 07 - 03 - 2017

برحيل العالم والناقد الكبير د. عبدالمنعم تليمة. فقدنا علَماً من أعلام الدرس الأدبي والنقدي. ليس في مصر فحسب. بل علي امتداد الوطن العربي والعالم. فلقد كان مثقفا عضويا تنويريا. مدافعا عن قيم الجمال والخير. عبر مؤلفاته التي أحدثت حراكا نقديا ابان صدورها. وأبرزها كتاباه: ¢مقدمة في نظرية الأدب¢. و¢مدخل إلي علم الجمال الأدبي¢. وعبر صالونه الأدبي الذي كان يعقد يوم الخميس من كل أسبوع. والذي كان جامعة مصغرة يلتقي فيها المثقفون والمريدون من كل حدب وصوب.. لقد أحدثت وفاته هزة في قلوب تلامذته وزملائه وطلابه. معبرين عن حزنهم وتأثرهم الشديد بوقع هذا الحدث عليهم. والذي نرصده في السطور التالية.
يقول الناقد د. حسين حمودة. الأستاذ في آداب القاهرة. ورئيس تحرير سلسلة كتابات نقدية: عرفت الأستاذ الدكتور عبدالمنعم تليمة مناقشًا للرسائل العلمية خلال مناقشته لرسالتي للدكتوراه التي أشرف عليها أستاذي الدكتور جابر عصفور. كنت من الغفلة بحيث تضايقت من بعض ملاحظات الدكتور عبدالمنعم حول عملي. ولم أر ما هو أبعد من توقعي القريب. كنت أتوقع أن يتوقف معي عند بعض ما رأيته مهمًا في موضوعي "الرواية والمدينة". ولكنه كعادته. كما أدركت فيما بعد آثر أن يبتعد عن حدود ¢الموضوع¢ ليري الغابة كلها ولا يتوقف عند أشجارها فحسب. صراحتي وربما حدّتي في ¢توصيل¢ هذا الإحساس له فيما بعد. قابلها هو بابتسامته الأرستقراطية الودودة الدائمة» التي ربما كانت تعني قولاً لم يقله حينها ولن يقوله أبدا: ¢سوف تدرك. فيما بعد. أن مناقشة الرسائل العلمية يجب أن تكون هكذا¢. وبالفعل. بعد سنوات. اكتشفت أن الدكتور تليمة. في كثير من مناقشاته. يرنو إلي ¢الآفاق¢ الأبعد ولا يحفل ب¢المدي¢ القريب المتوقع. يظل مشغولاً. دائمًا. بالتصورات الكلية الخفية التي تتخطي. غالبا. موضوع الرسالة وحدودها إلي ما يصلها بسياق أكبر. شامل وممتد.
ويضيف د. حمودة: القيم التي دافع عنها الدكتور عبدالمنعم تليمة. في كتاباته ومنها كتبه: ¢مقدمة في نظرية الأدب¢ و¢مدخل إلي علم الجمال الأدبي¢ و¢طرائق العرب في كتابة السيرة¢ و¢نجيب محفوظ¢.. إلخ. وفي دراساته ومقالاته الوفيرة المنجمة المتنوعة. ثم خصوصا في محاضراته وأحاديثه التي لا حصر لها. ظلت. عبر مسيرة زمنية ليست قصيرة. تنتمي إلي ¢التقدم¢ بمفهومه الأوسع: البحث عن العدالة في المجتمع. وتلمس سبل الاستنارة والعقل. والسعي إلي ما يجعل النقد نشاطًا علميًا منهجيًا ¢منضبطًا¢ مجاوزًا النظرة التأملية العابرة. وتقصّي المسارات التي تتيح للعرب أن يكونوا مشاركين أكفاء في صياغة الحضارة الإنسانية. وفي هذا السياق. كتب الدكتور تليمة ما كتب. وقال ما قال. وألح علي ما ألح عليه. لم تذهب به دعوته للانخراط في حاضر الثقافة الإنسانية إلي حد الانفصال عن موروثه. وقد قال في حديث من أحاديثه الكثيرة. مشيرا إلي الموروث العربي ¢الهائل¢ من اللغة و الفن. والشعر والسير والملاحم: ¢علينا درس هذا الموروث¢. وأكد: ¢هنا تكون مشاركتنا في تأسيس الدرس الأدبي والفن في عالم اليوم. ندرس خصائص العربية وجمالياتها. مقدمين إضافات إلي جهود الأمم الأخري¢. قريبًا من هذه الوجهة. رأي الدكتور عبدالمنعم تليمة في تجربته هو ما يصله بتجربة طه حسين. ولقد تعلم الدكتور تليمة من طه حسين. فيما قال هو بكلماته: ¢قراءة النصوص والعوامل الفاعلة في تاريخ الأدب ودقائق اللغة وأسرارها الفاعلة "..." ووجوه البلاغة وآفاقها. وأخذت عنه الموقف النقدي التقويمي من كل قديم والتفتح العقلاني لكل جديد. وأخذت عنه مهمة العالم في التحصيل وواجبه في العطاء¢.
هذه القيم. وغيرها. كنت دومًا أتلمسها في الدكتور عبدالمنعم تليمة طيلة عقود عرفته فيها. عبر مشاهد. ومواقف متعددة. وفي كل مشهد وكل موقف كنت ازداد اقتناعًا بأثر طه حسين الباقي.
ويقول د. أشرف دعدور رئيس مجلس قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة: حين طلب أستاذي المرحوم د. محمود مكي إشراك المرحوم د. تليمة في الإشراف علي في الماجستير. لا أنكر أنني شعرت في البداية بالخوف. لما كنت أري فيه من جدية وصرامة في أثناء التدريس لنا في مرحلة الليسانس. وحين اقتربت منه رأيت فيه الأب والإنسان والعالم. وأدركت أن الله أراد لي الخير. وأراد أن تأتي دراستي للماجستير متشبعة بمنهجه. فقد شُغل د. تليمة بعلم الجمال الأدبي ومداخله علي نحو جعله يخرج عن المألوف والمتعارف عليه في تأريخ الأدب العربي. فلم يقنع بالاتجاهات السائدة في هذا التأريخ التي تعتمد علي الواقع السياسي والثقافي والاجتماعي التي تجعل من الأدب مجرد وثائق قد تبتعد بالنصوص الأدبية عن طبيعتها الفنية. ومن ثم يقع الجور علي الحقائق الجمالية والتشكيلية لهذه النصوص. ويضع د. تليمة أساسا منهجيا لتأريخ الفن. ويتأصل هذا المنهج اعتمادا علي أن للظاهرة الفنية خصوصية. شأنها شأن خصوصية مسار التاريخ الفني.
ويضيف: إن الحديث عن عصور الأدب العربي ومراحله التاريخية. مرتبط بالتغير السياسي. وزوال دول وقيام دول. قد يكون غير ذي معني في هذا التصور» ذلك لأن المراحل التاريخية من حياة المجتمع تنعكس علي المثل الجمالي الأعلي. وهو لا يتسم بالثبات» فحين تتغير المرحلة يتغير المثل الجمالي تغيرا حقيقيا. سواء بالحسن أو بالقبح. وعلي هذا الأساس المنهجي يفسر د. تليمة نشوء الأنواع الفنية والمدارس الأدبية والنظريات والاتجاهات. فهي ناتجة عن الحاجات الجمالية المؤدية إليها. بطبيعة الحال لا ينكر د. تليمة الدلالات التاريخية والاجتماعية في الأعمال الأدبية. لكنه كشف عن أصالة منهجه بتأكيده علي وجود علاقة جدلية بين ما هو جمالي وما هو تاريخي.
ويقول د.عادل درغام. أستاذ الأدب والنقد في كلية دار العلوم جامعة الفيوم: إن عبدالمنعم تليمة ظل وفيا لقيم ومبادئ عاش متمسكا بها طوال حياته. وتنبع قيمته ليس في الإطار العلمي أو النقدي. وإنما في إطار التواصل الإنساني وتشكيل نسق للسلوك ولمنظومة القيم التي يتشكل طرفاها في إطار التمسك بالمبدأ وفق سنن محددة. وفي إطار الترفع والعمل دون انتظار رد فعل الآخر. وقد شكل كل هذا لديه قدرة في التأثير في المحيطين به. وشكلت حتما ملامح النظرية الأدبية لديه. وقد جعله ذلك فيما أعتقد ينحو منحي مغايرا في التأثير. ليس من خلال المؤلفات العديدة كما يفعل البعض. وإنما من خلال التجربة المباشرة الكاشفة عن الدفق الإنساني. من خلال العلاقات المباشرة بوصفه نموذجا له جدارته ووجوده المغاير. وربما كان لتلك الرؤية فاعلية في عقد صالونه الأدبي. فهناك علماء كثيرون يسعدهم تقديم نتاجهم الفكري والمعرفي علي هذا النحو من خلال الجلسات البسيطة الخاصة تؤهلهم في هذا السياق ثقافة موسوعية. ورحابة صدر. وجائزتهم الحقيقية تتمثل في حالة الفرح التي يصنعونها بهذا العطاء المتدفق دون شعور بحالة من حالات التفرد والعظمة غير المبررة التي نراها لدي بعض الأساتذة في هذه الفترة.
ويضيف: أتيحت لي الفرصة أكثر من مرة بحضور صالونه الأدبي- وكنت معيدا- فرأيت وأدركت حضوره اللافت ونفاذه العميق للأشياء. وأدركت كيف يوقره الأصدقاء والباحثون والأساتذة وبعضهم قريب منه في سنه. وقد أسعدتني الظروف أن اجاوره علي المنصة منذ عام في مناقشة كتاب الزميل محمود عبدالغفار في كلية الآداب جامعة القاهرة. وعاينت عن قرب ذلك الوهج الإنساني. في النبيل عبدالمنعم تليمة. الذي أثبت من خلال سيرته ومواقفه أن عبدالمنعم تليمة يثبت أن الكبير لكي يظل كبيرا عليه التمسك بالمبدأ. وعليه أيضا أن يفسح في المساحة التي يقف عليها لتلاميذه حتي يصبحوا كبارا حوله. عبدالمنعم تليمة هو نوع فريد من النخل السامق الذي يشع عطرا يساعد المجاورين علي النمو والارتفاع.
وتقول الناقدة د. عفاف عبدالمعطي: إن المفكر الكبير الراحل د. عبدالمنعم تليمة كان له الفضل الكبير عليّ. حيث اعتبرني ابنته وتلميذته. فعندما أردت تسجيل درجة الدكتوراه عن السرد بين الرواية الأمريكية والمصرية فرح تليمة وشجعني علي الاستمرار في انجاز هذا البحث الجديد علي الأدبين العربي والأمريكي. وكان هو والدكتورة فريال جبوري غزول أمد الله في عمرها خير مساعد ومعين لي حتي تم انجاز البحث ومناقشته.
وتضيف: لقد أجمع الكل علي حب د.تليمة. وكان بمثابة الأب الحنون لكل تلاميذه. وكان بيته مفتوحا للجميع. عبر صالونه الثقافي. الذي كان يعقد كل يوم خميس. والذي أثري الحياة الثقافية والنقدية في مصر. حيث يجتمع الأساتذة والباحثون والطلاب من شتي اتجاهات الفكر والثقافات يتناقشون بحرية وديمقراطية. بالإضافة إلي أن منزلة كان قبلة سفراء وزوار من اليابان. تلك البلد الذي مكث فيه تليمة عشر سنوات. بعدما كلف بافتتاح قسم للغة العربية بجامعة أوساكا. وكان له الفضل في رفد الساحة الأدبية والنقدية بمؤلفات مهمة. وهي علي قلتها أفادت جل الباحثين والنقاد. لتعمقه في علم الجمال والفلسفة ونظرية الأدب الحديثة. كما أنه كان ذا ثقافة موسيقية واسعة. بجانب ثقافته النقدية والأدبية. وبرحيله فقدنا صرحا شامخا من صروح ثقافتنا. لكن عزاءنا أن أعماله وابحاثه ستظل خالدة بيننا وتلامذته سيكونون امتدادا له.
تحت اسم القديستين "تائيس و فيرينا"
مصر تحتفل بيوم التراث القبطي
ينظم مركز الدراسات القبطية بمكتبة الإسكندرية يوم الخميس القادم الموافق 9 مارس الجاري ¢اليوم السنوي للتراث القبطي¢ بالتعاون مع إدارة المشروعات الخاصة بالمكتبة وذلك بمقر بيت السناري الأثري بالسيدة زينب بالقاهرة.
وكشفت الدكتورة عزة الخولي رئيس القطاع الأكاديمي بمكتبة الإسكندرية أنه في إطار إهتمام المكتبة بإبراز دور المرأة المصرية عبر العصور وما قدمته من إنجازات حضارية مختلفة وخاصة في مجال التراث. فإنه قد تقرر أن يكون الموضوع الرئيسي لإحتفال هذا العام باليوم السنوي للتراث القبطي هو ¢ المرأة المصرية وإنجازاتها في التراث عبر العصور¢.
وأضافت الدكتورة عزة الخولي أن المكتبة ستعقد الاحتفال باليوم السنوي للتراث القبطي هذا العام يوم 9 مارس القادم والذي يتوافق مع الاحتفال باليوم العالمي للمرأة 8 مارس.
وقال الدكتور خالد عزب رئيس قطاع المشروعات والخدمات المركزية بمكتبة الإسكندرية أن المرأة المصرية إحتلت مكانة بارزة في التاريخ المصري علي مر العصور في كافة المجالات حتي وصلت حد التقديس. وبدخول المسيحية مصر أخذت المرأة مكانة رفيعة وأصبحت السيدة العذراء تمثل أعظم صورة للمرأة.يليها القديسات الذين كان لهم دور هام في تاريخ الكنيسة علي مر العصور وقد حفظ التراث سيرهم وما قدموه من أعمال.
وتابع: المرأة المصرية أخذت مكانة مرموقة في المجتمع المصري فقد كانت مشاركة للرجل في حياته الدينية والدنيوية ويتضح ذلك من خلال الحقوق الإجتماعية والسياسية والإقتصادية والقانونية التي حصلت عليها علي مدار التاريخ المصري والتي من خلالها قدمت خدمات عظيمة للتراث المصري.
وأوضح الدكتور لؤي محمود سعيد مدير مركز الدراسات القبطية أن إحتفال هذا العام سينعقد تحت اسم القديستين الشهيرتين ¢تائيس وفيرينا¢.وسيتم تكريم عدد من السيدات المصريات المسيحيات والمسلمات اللواتي لعبن دورًا هامًا في التراث القبطي مثل الراحلة إيريس حبيب المصري أستاذ التاريخ وصاحبة كتاب ¢تاريخ الكنيسة القبطية¢.والأستاذة الدكتورة نادية زخاري وزيرة البحث العلمي الأسبق وعضو المجلس القومي للمرأة. والأستاذة الدكتورة عنايات محمد أحمد أستاذ الآثار اليونانية والرومانية والعميد الأسبق لكلية السياحة والفنادق جامعة الإسكندرية.
وأضاف كما سيتم تكريم الأستاذة الدكتورة شذا جمال محمد أستاذة القبطيات بكلية السياحة والفنادق جامعة حلوان. والدكتورة ميرفت صليب المدير العام بقطاع المشروعات بوزارة الآثار. كاميليا مكرم مديرة المتحف القبطي الحالية. والأستاذة سميحة عبدالشهيد رئيس قسم المخطوطات بالمتحف القبطي وأضاف أن الإحتفالية سوف تشهد أيضًا تكريم عدد من أسماء القديسات والشهيدات اللواتي كان لهن مكانة متميزة في التاريخ القبطي.
وقال أيمن منصور مدير إدارة المشروعات الخاصة بمكتبة الإسكندرية ومدير بيت السناري. أن احتفال هذا العام باليوم السنوي للتراث القبطي يتضمن معرضًا فنيًا للأيقونات يستمر من يوم 9 مارس لمدة إسبوع موضوعه أشهر القديسات القبطيات المصريات عبر العصور ويشارك فيه 20 فناناً بأعمالهم. كما يقام في نهاية اليوم حفل كورال قبطي يقدمه فريق ¢بي أوؤيني¢ فريق الكورال بكنيسة الشهيدة دميانة بالورديان.
وأشارت دكتورة دعاء بهي الدين منسق الأنشطة العلمية والثقافية بمركز الدراسات القبطية إلي أن الإحتفالية ستضم عددًا من المحاضرات عن أهم القديسات والنساء في التراث القبطي والتي سيشارك بها باحثون ومتخصصون لإلقاء الضوء علي تلك الشخصيات النسائية القبطية التي أثرت في التاريخ والتراث القبطي. ومن هؤلاء الباحثين نيافة الأنبا مقار أسقف الشرقية والعاشر من رمضان. والأستاذ الدكتور محمد عفيفي رئيس قسم التاريخ كلية الآداب جامعة القاهرة.
وأضافت: يتضمن اليوم محاضرات أيضا لكل من الدكتور عادل فخري صادق رئيس قسم الآثار بمعهد الدراسات القبطية بالأنبا رويس. الدكتور عزت حبيب صليب مدير عام ترميم وصيانة آثار ومتاحف القاهرة الكبري. الدكتورة مريم عياد أستاذ مساعد قسم المصريات بالجامعة الأمريكية بالقاهرة. الدكتورة سهير أحمد أستاذ مساعد اللغة القبطية بقسم الآثار كلية الآداب جامعة عين شمس. الدكتور رامي عطا صديق مدرس الصحافة بالمعهد الدولي العالي للإعلام بأكاديمية الشروق.
نهلة كرم:
الموهبة وحدها لا تكفي و لدي هاجس من الموت
صوت شاب. وموهبة طموحه. التجريب والجرأة في طرح تساؤلاتها قدمت مجموعة قصصية هي ¢ قصص معلقة في الهواء¢ ثم روايتها الأولي ¢ علي فراش فرويد¢ التي حصلت علي اهتمام لافت ومؤخرا صدرت مجموعتها القصصية الثانية ¢ الموت يريد أن اقبل اعتذاره¢.
انشغلت بعض القصص في مجموعتك برصد نهاية العالم وكيف سيتصرف البشر وقتها .. بأي درجة يشغلك هاجس مشاهدة نهاية العالم؟
لدي هاجس تجاه النهايات بوجه عام. لا أحب وداع الأشخاص أو وداع الأماكن أو الأشياء للنهاية. وبالطبع لا أحب نهاية العالم. ربما لذلك ودون وعي جعلتها مجرد أكذوبة في القصة. وأتمني لو تنتشر أكذوبة مثل تلك ونري كيف سيتصرف الناس وقتها. هل فعلاً ستتوقف الحروب! هل سيستغل بعض الأشخاص اليوم المتبقي ليفعلوا به كل ما يحلو لهم! أم يمنع رب أسرة طيب أولاده من الخروج ظنًا منه أنه بذلك يحميهم من نهاية في الخارج لن تطولهم في الداخل!
تكرر حضور الموت في القصص حتي بدي كفكرة مهيمنة علي الأجواء ألم تخافي من كره الناس لهذا النوع من الكتابة بدافع كرههم لسيرة الفقد والموت؟
أخاف في الحقيقة من رأي الناس في الكتابة نفسها. فهناك أعمال جميلة تفرض علي الناس قراءتها عدة مرات مهما كان ما بها من مشاعر فقد أو موت. وهناك أعمال أخري سيئة يغلقها القاريء بعد صفحات بسبب رداءتها حتي ولو لم يكن بها شيء كئيب. وأنا أثق أن القاريء يفرز في النهاية بناء علي الكتابة.
الفانتازيا كانت تمشي بخطوات جريئة في هذه المجموعة كقدرة كل شئ تقريبا علي الحديث. الثياب والاكواب لماذا اخترتي ان تمنحني الجماد صوت؟
لدي يقين أن كل شيء حولنا يمكن الكتابة عنه. ولكن اختلاف طريقة الكتابة هي التي تجعل الحكاية والقصة مختلفة. فعلي سبيل المثال في مجموعتي الأولي كانت هناك قصة اسمها ¢فتاة في موعد¢ تحكي عن تفكير فتاة في كل الأشياء التي يمكن أن تقوم بها قبل الذهاب في موعدها مع رجل. في هذه المجموعة لديً قصة تتحدث فيها أعضاء جسم فتاة عن شعورها وهي ذاهبة إلي حفل. ويعكس حديث الأعضاء حالة الفتاة نفسها. وفي الحقيقة سعدت كثيرًا بأراء من قرأوا المجموعة وأخبروني أنهم صاروا ينظرون للأشياء من حولهم نظرة مختلفة. ويتخيلون كلامها بل ويخافون علي شعورها.
هناك شئ جميل وقاتم في قصص مثل ¢ شجرة الليمون ¢ و¢ مملكة البكم¢ حدثيني عنهما ؟
شجرة ليمون هي أقرب قصص المجموعة إلي قلبي وأتذكر حتي الآن اللحظات التي كنت أكتبها بها في الفجر وأنا أبكي. قلت من قبل أن لديً هاجس من نهايات الأشياء والموت يمثل نهاية. وأنا أخافه كثيرًا. لكن حين يتعلق الأمر بكتابة قصة فأنا أحتاج إلي فكرة أعبر بها عن خوفي وليس مجرد رأي تجاه الموت. ذات مرة قرأت مقالاً عن الدفن البيئي وجاءتني فكرة القصة علي الفور. تخيلت شجرة ليمون وتردد صوت بداخلي علي لسانها ¢ليس هنا..بل هناك¢. ودون أن أفكر أني بالفعل بدأت كتابة القصة بدأت تُكتب وحدها. . أما بالنسبة لقصة ¢مملكة البكم¢ فربما لا أجد بها شيئًا قاتمًا. لكن يمكنني القول أني سعيدة بكتابتها لأنها مختلفة عما أكتبه.
قصتك ¢ الموت يريد أن اقبل اعتذاره ¢ تبدو متأثرة برواية ساراماجو ¢ إنقطاعات الموت¢ هل فكرتي في ذلك؟
أحب هذه الرواية كثيرًا. لكني لم أفكر في ذلك علي الإطلاق خاصة أن راوية ساراماجو تحمل فكرة توقف مجيء الموت عن دولة ما. أما قصتي ¢الموت يريد أن أقبل اعتذاره¢ فعلي العكس تتحدث عن زيارة الموت لكاتب قبل ساعتين من حصد روحه. من أجل مراقبته أثناء عملية الإبداع لأنه يحب الكتابة ويتمني لو كان بإمكانه أن يقوم بها. ورد فعل الكاتب حين يراه. فالسؤال الذي كان يلح عليً وقت كتابتها ¢ماذا لو ظهر الموت لكاتب؟ ما آخر شيء سيُفضل فعله؟.
- بدت لي بطلة بعض القصص واحدة البنت التي تعاني فقدا لأبيها. وتختار لبس الأسود وربما تخرج في ميعاد غرامي ويموت حبيبها او يهجرها مرات هل قصدتي ذلك؟
هناك حالات كثيرة تلفت نظري لأكتب عنها. وربما يوحي سن الشباب الذي أتناوله في السرد أن الحالة المكتوب عنها تماثل بطلة قصة أخري. فهن قريبات في المشاعر والعمر. لكن ردود أفعالهن مختلفة.
- تتأرجحين بين فن القصة والرواية ايهما أقرب لقلبك؟
لست من أنصار تفضيل فن علي آخر. فهناك حكايات لا تصلح سوي أن تكون قصة قصيرة. وأخري لا يمكن اختزالها وتحتاج إلي الخروج من خلال رواية. الحكاية هي التي تحكمني وليس تفضيلي لفن علي آخر.
- بين مجموعتك الأول ¢ أن تكون معلقا في الهواء ¢ والموت يريد أن أقبل اعتذاره ¢ ما الذي تغير في رؤيتك للكتابة؟
هناك الكثير. فبين ¢أن تكون معلقًا في الهواء¢ و¢الموت يريد أن أقبل اعتذاره¢ أربع سنوات. سافرت خلالهما مرتين إلي ألمانيا بعد أن فازت إحدي قصصي في ورشة جوتة للكتابة. كما صدرت روايتي ¢علي فراش فرويد¢ التي بسببها تكون لديً قاعدة من القراء. والحدثان كانا بالنسبة لي مثل صدمة. وكلما زاد عدد القراء كلما صرت أشعر بمسؤولية وخوف أكثر تجاه الكتابة وتجاه القراء. ففي خلال أربع سنوات تعلمت درسًا هامًا وهو أن الموهبة وحدها لا تكفي. وأن عليً الكثير لأقوم به من أجل الكتابة ومن أجل تطوير أدواتي.
صندوق لعلاج الأدباء والمبدعين
رحل "البرنبالي" دون أن يساعده أحد
مات شاعر العامية المبدع طاهر البرنبالي بعد مناشدات واستغاثات بالدولة والمسئولين بنقله إلي مستشفيات القوات المسلحة وعلاجه ورعايته بشكل لائق. مات مثل غيره و¢ الطابور ¢ قبله طويل.. ليس الأول.. ولا نريد التشاؤم ونقول ¢ لن يكون الأخير ¢ لكن ما نريد أن نقوله فعلا وبصراحة ووضوح: إذا كان المسئولون في هذا الوطن صادقين في رغبتهم في القضاء علي التطرف والإرهاب والفكر المتشدد فكيف يبيعون المبدع والمثقف المصري للبؤس والنهايات التي لا تليق به ؟ ! وما الرسالة وراء ذلك.. وكيف نفسر هذا التناقض؟ ونحن نقول لهم: إن إهمال المبدع وكسره وتركه لحاجته تقضي عليه وعلي مرضه يفتك به هو منح الضوء الأخضر للأفكار المتشددة بالعبور.. وفي السطور التالية يعلق علي القضية عدد من المبدعين المصريين.
في البداية يقول الشاعر وكاتب الأطفال عبده الزراع:الأدباء يموتون كمدا في بلادنا. يظلون طوال أعمارهم القصيرة يبدعون وينفقون الكثير من الجهد والمال في سبيل الثقافة. يشترون الكتب ويواصلون الليل بالنهار في القراءة والاطلاع والكتابة. وينفقون من أقواتهم لنشر كتبهم. ولا يجنون من وراء الثقافة سوي مزيد من الفقر والمرض. في بلد لا يحترم المثقف الحقيقي. ولا يقدره حق قدره. بل تسعي سعيا حثيثا لتهميشه. وتقليص دوره التنويري. وحينما يمرض لا يجد ثمنا لعلاجه. وتتركه الدولة نهبا للمرض الذي ينهش جسده حتي يموت. ولا تستجب لنداءات الأصدقاء لعلاج أديب من الأدباء مهما كانت قيمته وقامته الإبداعية. ولنا في الأديب الكبير محمد جبريل أسوة. فلم تستجب الدولة لعلاجه علي نفقتها في الخارج. وتركت من قبل الكاتب يوسف أبو رية. والشاعر محمد الحسيني. دونما علاج حتي ماتا. وفعلت نفس الفعل مع الشاعر الكبير طاهر البرنبالي. حتي رحل عن دنيانا أمس في مستشفي 6 أكتوبر بالدقي. وهو مستشفي للتأمين الصحي. وقد تعالت الصرخات لعلاج طاهر دونما استجابة حقيقية. فإلي متي يظل الأديب في بلادنا فقيرا بلا علاج محترم. أو نظام تأميني يكفل له العلاج بشكل كريم. دونما أن يتسول علاجه. خاصة في غياب دور اتحاد الكتاب الذي لا يستطيع أن يلبي الحالات الكثيرة للأدباء المرضي.. وأقترح ضرورة عمل صندوق لعلاج الأدباء عن طريق حساب بنكي لمن يستطيع التبرع. وتوضع هذه الأموال لعلاج الحالات الحرجة. وغير القادرة علي العلاج. علي أن تكون هناك لائحة تنظم هذا الأمر.. ويكون تابعا لاتحاد الكتاب.
بينما علقت الروائية والناقدة د. هويدا صالح قائلة : حينما تأخرت حالة الشاعر الكبير طاهر البرنبالي ناشدنا المسئولين أن يتفضلوا علينا بعلاجه في مستشفي القوات المسلحة. لم نطمح في أكثر من ذلك. فلم نكن نطالب بسفره للخارج وإن كان حقنا فقط قلنا يعالج في مستشفي نضمن جودة الخدمة الطبية فيه. لكن المسئولين لم يهتموا. ولم يلتفتوا. حتي وافته المنية. وفقدت مصر أحد شعرائها المهمين. فهل نقبل أن يظل المبدع هكذا قيد الإهمال والإقصاء دون أن يجد من يرعاه؟ أم أن الحكومة ورئيس الدولة ينتظرون منا أن نناشد ونناشد حتي يتفضل أمير عربي من هنا أو هناك ويتكفل بعلاج هذا المبدع أو ذاك؟ أي دولة تلك التي تترك مبدعيها وقواها الناعمة عرضة للفقر والمرض؟ أي دولة تلك تنادي بمحاربة الفكر المتطرف والإرهاب وتترك في ذات الوقت مبدعيها ومثقفيها عرضة للفاقة والمرض؟ أليس الأولي بالقائمين علي هذا البلد أن يلتفتوا لمبدعيه الذين يساعدونه في محاربة الإرهاب الذي يهدد البلاد؟ إلي متي نضطر نناشد ونطالب ونضج بالشكوي ولا يستمع لأصواتنا أحد؟
فيما اتفق الشاعر والإعلامي سامح محجوب مع الروائية هويدا صالح في الرأي قائلا: في مصر لا كرامة لمبدع ولا مثقف. يحيا ذليلا ويموت ذليلا. ويضيف متسائلا هل يمكن أن نأمل في مستقبل مبشر لوطن يلقي بمبدعيه ومثقفيه علي الرصيف ويتركهم يتضورون مرضا. ويتسولون كلفة علاجهم ويموتون بالبطيء؟ ويضيف محجوب: الثقافة والفن والإبداع هي خط الدفاع الأول إن كنتم صادقين أيها المسئولون الذين تتشدقون بمحاربة الإرهاب ومقاومة التطرف: ويقول موضحا: إن كانت الدولة جادة بالفعل في البحث عن مستقبلها ودحر الأفكار الوهابية والفكر المتطرف فعليها فورا دعم المثقف والمبدع والفنان » فليس سوي هؤلاء يبددون ظلمة العقل المصري ويضيئون بإبداعاتهم وبفكرهم طريق الناس أما أن تترك الدولة المثقف والمبدع يسقط في بئر الحاجة والمرض لينتهي به الحال بهذه الطريقة فلا أمل إذن وسيظل الإرهاب ينهش في جسد الوطن ولن يجدي معه السلاح وحده ولو بقينا نحاربه عشرات السنين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.