محمد صبحي تشهد المباراة النهائية لبطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم المقامة حالياً بالجابون بين منتخبنا الوطني والكاميرون مساء اليوم مواجهة بين منتخبين بلغ إجمالي ما حصلا عليه في المسابقة القارية 11 لقباً. حيث توج الفراعنة بالبطولة في سبع مناسبات "رقم قياسي" فيما أحرز منتخب الأسود غير المروضة الكأس أربع مرات. وتوج منتخبنا الوطني بلقب أول نسختين للبطولة عامي 1957 بالسودان و1959 بمصر حيث نال اللقب في المرة الأولي عقب فوزه علي أثيوبيا برباعية نظيفة في نهائي البطولة فيما حصل علي البطولة في المرة الثانية عقب تفوقه في رصيد النقاط علي منتخبي السودان وأثيوبيا اللذين شاركا معه في المسابقة التي جرت بنظام الدوري من دور واحد. وحصل الراحل محمد دياب العطار "الديبة" علي لقب هداف البطولة في النسخة الأولي برصيد خمسة أهداف فيما جاء اللاعب والمدرب الراحل محمود الجوهري علي رأس هدافي النسخة الثانية برصيد ثلاثة أهداف. وانتظر المنتخب المصري 27 عاماً حتي توجه بلقبه الثالث حينما استضاف البطولة عام 1986 بعدما تغلب علي منتخب الكاميرون في المباراة النهائية بركلات الترجيح أمام 120 ألف متفرج احتشدوا باستاد القاهرة تحت قيادة المدرب الويلزي مايكل سميث. وانتهي الوقتان الأصلي والإضافي للمباراة التي أدارها الحكم التونسي الشهير علي بن ناصر بالتعادل السلبي ليحتكم المنتخبان إلي ركلات الترجيح التي ابتسمت في النهاية للفراعنة. وشهدت البطولة ظهوراً لافتاً للنجم السابق طاهر أبوزيد الذي سجل ثلاثة أهداف ليتقاسم وصافة ترتيب الهدافين مع الإيفواري عبدالله تراوري بفارق هدف وحيد خلف النجم الكاميروني الأسطوري روجيه ميلا متصدر الهدافين. وعاد المنتخب الوطني للوقوف علي منصة التتويج للمرة الرابعة في تاريخه عقب فوزه بلقب نسخة البطولة التي أقيمت ببوركينا فاسو عام 1998 بقيادة المدير الفني العبقري محمود الجوهري. ورغم ابتعاد منتخب مصر عن دائرة الترشيحات قبل انطلاق البطولة إلا أنه سرعان ما أعلن عن نفسه وبقوة ليفوز في المباراة النهائية علي منتخب جنوب أفريقيا "حامل اللقب آنذاك" بهدفين نظيفين أحرزهما أحمد حسن عبر قذيفة مدوية وطارق مصطفي من جملة تكتيكية رائعة نفذها اللاعبون بمهارة فائقة. وكان المهاجم السابق حسام حسن هو نجم منتخب مصر الأول دون منازع خلال البطولة بعدما سجل سبعة أهداف تقاسم خلالها صدارة ترتيب الهدافين مع نظيره الجنوب أفريقي بنيديكت مكارثي. وأكد منتخبنا الوطني أنه فرس الرهان الأول لكرة القدم الأفريقية بعدما توج بالبطولة في ثلاث نسخ متتالية تحت قيادة مدربه الأسبق المعلم حسن شحاتة لينفرد بالرقم القياسي كأكثر المنتخبات تتويجاً بالبطولة. واستهل المنتخب المصري ثلاثيته التاريخية عندما استضاف البطولة عام 2006 حيث تغلب في المباراة النهائية علي منتخب كوت ديفوار بركلات الترجيح عقب انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي للمباراة التي اتسمت بالإثارة البالغة بالتعادل السلبي. وجاء أحمد حسن في مقدمة هدافي مصر بالبطولة برصيد أربعة أهداف ليتقاسم المركز الثاني مع الغيني باسكال فيندونو والتونسي فرانسيليدو دوس سانتوس بفارق هدف خلف متصدر الهدافين الكاميروني صامويل إيتو. وتربع منتخب مصر علي عرش الكرة الأفريقية للمرة السادسة عقب فوزه بنسخة البطولة التي أقيمت بغانا عام 2008 إثر تغلبه علي نظيره الكاميروني في المباراة النهائية بهدف نظيف سجله النجم المعتزل محمد أبوتريكة الذي أحرز أربعة أهداف تقاسم بها صدارة هدافي الفريق مع حسني عبدربه وعمرو زكي فيما واصل إيتو صدارته لهدافي البطولة برصيد خمسة أهداف. في المقابل انتظر منتخب الكاميرون حتي النسخة الرابعة عشرة للبطولة التي أقيمت بكوت ديفوار عام 1984 لكي يدون اسمه للمرة الأولي في قائمة المتوجين باللقب وذلك إثر فوزه 3/1 علي نظيره النيجيري في المباراة النهائية تحت قيادة المدرب اليوغسلافي راديفوي أوجنيانوفيتش. وتقدم المنتخب النيجيري بهدف مبكر أحرزه موداشيرو لاوال قبل أن يرد منتخب الكاميرون بثلاثة أهداف حملت توقيع رينيه نيدجيا وتيوفيل أبيجا وإيرنست إيبونجي. وبزغ خلال البطولة النجم الكاميروني الراحل أبيجا الذي سجل ثلاثة أهداف ليحتل وصافة الهدافين بفارق هدف خلف طاهر أبوزيد الذي نال لقب هداف البطولة. ولم تمر سوي أربع سنوات حتي حصد منتخب الكاميرون علي لقبه الأفريقي الثاني في نسخة البطولة التي أقيمت بالمغرب عام 1988 تحت قيادة المدرب الفرنسي المحنك كلود لوروا عقب فوزه في النهائي علي منتخب نيجيريا مجدداً بهدف نظيف أحرزه إيمانويل كوندي من ركلة جزاء في مطلع الشوط الثاني. واشترك ميلا في لقب هداف البطولة مع كل من النجم المصري جمال عبدالحميد والايفواري عبدالله تراوري والجزائري لخضر بللومي برصيد هدفين. وعاني منتخب الكاميرون من النتائج الهزيلة خلال حقبة التسعينيات وتحديداً عقب الإنجاز التاريخي للفريق بالتأهل لدور الثمانية في نهائيات كأس العالم 1990 بإيطاليا ليبتعد عن منصات التتويج خلال تلك الفترة قبل أن يعود إليها مع مطلع الألفية الجديدة حيث نال لقبه الثالث بنسخة البطولة عام 2000 التي أقيمت بنيجيريا وغانا تحت قيادة المدرب الفرنسي بيير لوشانتر. وفي واحدة من أمتع المباريات النهائية طوال تاريخ البطولة تغلب منتخب الكاميرون علي منتخب نيجيريا في المباراة النهائية بركلات الترجيح عقب انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل بهدفين لكل منهما. وتقاسم إيتو وصافة هدافي البطولة مع مبوما برصيد أربعة أهداف بفارق هدف خلف الجنوب أفريقي شون بارتليت هداف البطولة. وواصل منتخب الأسود الكاميرونية زئيره في النسخة التالية للبطولة عام 2002 بمالي ليحرز اللقب للمرة الرابعة في تاريخه بعدما تغلب بركلات الترجيح علي منتخب السنغال في النهائي تحت قيادة المدرب الألماني وليفرد شايفر. وانتهي الوقتان الأصلي والإضافي للمباراة التي أدارها الحكم المصري جمال الغندور بالتعادل السلبي قبل أن يحسم المنتخب الكاميروني اللقاء لصالحه في النهاية. وحصل سالومون أوليمبي وباتريك مبوما علي لقب الهداف بالاشتراك مع النيجيري جوليوس أجاهوا برصيد ثلاثة أهداف.