النسخة الحادية والثلاثون لبطولة كأس الأمم الافريقية المقامة حاليا في الجابون مليئة بالمفاجآت والغرائب وهي بلا شك نسخة فريدة من نوعها وجاءت علي عكس التوقعات واثبتت للجميع مدي التطور الملحوظ لكرة القدم القارية حتي انه لا يوجد حاليا فريق كبير وآخر صغير في القارة السمراء وتعد أكبر المفاجآت هي انتزاع غينيا بيساو الوافد الجديد لأول مرة في البطولة الافريقية نقطة التعادل من الجابون الدولة المستضيفة في واحدة من أكبر المفاجآت المدوية. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد ولكنه امتد إلي انتزاع زيمبابوي نقطة التعادل من الجزائر رغم فارق الخبرات والامكانيات بين لاعبي الفريقين والتي تصب في مصلحة محاربي الصحراء هذا بالاضافة إلي تحقيق جمهورية الكونغو الديمقراطية الفوز علي المغرب بهدف نظيف رغم الاجواء المشحونة التي عاشها الأول قبل انطلاق أولي مبارياته متمثلا ذلك في اضراب اللاعبين عن التدريبات الجماعية لعدم حصولهم علي مستحقاتهم المالية المتأخرة ليثأروا بعد غياب دام 41 عاما. وبدت الجماهير المغربية غير متفائلة بامكانية انتزاع فريقها الكروي التأهل للدور التالي رغم تواجد مدبر علي قدر كبير من الخبرة القارية بحجم الفرنسي هيرفي رينارد الذي سبق له التتويج ببطولة أمم افريقيا مع منتخبي زامبيا وكوت ديفوار.. لكن المؤشرات الأولية لا تؤكد انه بامكانه المنافسة علي اللقب القارية مع أسود الأطلس. وسقط المنتخب الايفواري حامل اللقب في فخ التعادل السلبي مع توجو ويبدو ان غياب النجوم عن الأفيال بين الاعتزال ووجهة نظر فنية امثال دروجا ويايا توريه وغيرهما اثر سلبا علي اداء الايفواريين لكن في نفس الوقت لابد ان نعود بالذاكرة إلي الوراء في النسخة الماضية عندما تعادلت كوت ديفوار في أولي مبارياتها مع غينيا 1/1 ورغم ذلك شقت طريقها نحو التتويج باللقب القاري فهل هذا السيناريو سيتكرر من جديد. وفي النهاية.. ننتظر من الكرة الافريقية الكثير والكثير في الفترة المقبلة وان تنافس علي اللقب العالمي علي ان تكون البداية من مونديال روسيا 2018 فلم يعد هناك فريق كبير وآخر صغير في القارة السمراء.