في اتصال سريع مع أحد الأصدقاء نقل إلي لوعته نحو أحد أقاربه الذي يعاني من أحد الأمراض المزمنة والتي تحتاج إلي مواجهة سريعة لكن نقص الدواء حال دون تخفيف معاناة هذا الفريق مضيفاً أنه بحث في عدد كبير من الصيدليات ولكن دون وتساءل: هل يظل المريض يعاني دون بحث جاد لتوفير العلاج ومواجهة هذه الأزمة التي تهدد صحة آلاف المرضي وليس القريب فقط؟! الصورة أصبحت لا ترضي أحداً.. نقص في أدوية أمراض معينة ليس هذا فحسب وإنما غلاء الأسعار يضيف أعباء جديدة لأهل المريض. هذه الوقائع التي حكاها الصديق تضع أمام أعيننا وكافة المسئولين مأساة تكشفت فصولها علي المدي القريب ولشديد الأسف وزارة الصحة لم تتخذ الإجراءات السريعة للحد من صيحات المريض ومعاناة أهله ولكنها قامت باتخاذ بعض المسكنات كتوفير بعض البدائل التي اختفت بسرعة بسبب الحاجة لها.. بعض مرضي الفشل الكلوي يعانون من عدم توافر الفلاتر وبعض المستلزمات الطبية السريعة التي لا غني عنها لهذا المريض والتي إذا لم تتوافر فسوف تتضاعف آلام المريض وبالتالي فإن الأمور تزداد تعقيداً هؤلاء المرضي في أشد الحاجة لحلول غير تقليدية حتي نخفف من آلامهم ويشعروا بأن هناك من يبذل أقصي الجهد من أجلهم. وزارة الصحة تحركت في الفترة الأخيرة واتخذت بعض التدابير والإجراءات للمساهمة في تكاليف علاج هؤلاء المرضي الذين يعانون من الفشل الكلوي وذلك بزيادة المبالغ المخصصة لهم لكن هذا وحده لا يكفي ولابد من اتخاذ خطوات جريئة لإيجاد حلول تواجه الأزمة بما يلائمها من إجراءات حتي يتم توفير العلاج بأسعار مناسبة ومواجهة عاجلة للحالات الطارئة كما يجب أن يتم عقد لقاءات سريعة مع أصحاب شركات إنتاج الدواء والوقوف علي مشاكلهم سواء من نقص المواد الخام التي تدخل في تصنيع الدواء أو غير ذلك من المشاكل كتوفير العملة الأجنبية للاستيراد من الخارج وأن تتطرق الجهود إلي مختلف الجوانب المتعلقة لأن الدواء مسألة أمن قومي وصحة المواطنين هي أغلي من أي هدف آخر.. نريد حلولاً من خارج الصندوق ومواجهة سريعة للحد من معاناة هؤلاء المرضي المسئولية تقع علي عاتق الدولة وأصحاب الشركات وتكاتف الجهود ضرورة حتي تصبح لدينا حلول تحقق آمال المرضي وذويهم. قطاع الأدوية لابد أن يكون فوق كل الأزمات ويستثني من كل الإجراءات سواء جمركية أو مادية أو عينية إذ أن المريض لن ينتظر الإجراءات الروتينية والبيروقراطية التي تزيد من آلامه ودعم مصانع الأدوية ورفع كفاءة العاملين بها وتدبير احتياجاتهم في مقدمة الأولويات والسعي جيداً لرفع مستوي إنتاج الأدوية المحلية والفردية واللحاق بركب الدول المتقدمة في الإنتاج فلسنا أقل من هذه الدول التي سبقتنا بخطوات متقدمة.. الأمر يحتاج لمواجهة حقيقية وواقعية بعيداً عن المسكنات وأي معوقات.. فالدواء لا يستغني عنه أي إنسان والحذر كل الحذر من التهاون أو الإحجام عن المواجهة السريعة لهذا الملف الحيوي.