أجمع علماء الدين علي أن الشعب المصري شعب صبور يعرف معني المسئولية وقيمة الوطن ويقدر ثقل الأمور الجسيمة التي نحن فيها وهو يدرك أن حب الأوطان سنة عن الرسول الكريم لذا يجب عليه الصبر والتحمل لأن الوطن إذا فقد لا يعوض أبدا ولابد أن يقف حائط صد منيع لمواجهة كل أشكال ودعوات العنف والتطرف التي ترمي لهدم أركان الوطن. تناشد الدكتورة آمنة نصير - عميد كلية الدراسات الإسلامية - الشعب المصري الذي أثبت طيلة حياته أنه شعب صبور يعرف قيمة الوطن ويقدر ثقل الأمور الجسيمة التي نحن فيها الآن وهو موقف لم يتكرر كثيرا في تاريخ الوطن. وتشير نصير إلي أهمية أن يدرك الشعب أن حب الأوطان سنة عن الرسول الكريم فهو عندما غادر مكة بعدما لاقي فيها أشد أنواع الأذي. قال - صلي الله عليه وسلم - "والله إنك أحب بلاد الله إليّ ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت" وهذا يدل أن الأوطان حتي لو مرت بضائقة أو ظروف اقتصادية صعبة علينا بالصبر والتحمل لأن الوطن لا يعوض ويحتاج إلي ثروته من أبنائه المخلصين لحمايته من الأذي فضلا عن أن المجتمع المكي مر بضائقة قاتلة أكثر مما تمر به مصر الآن ولكنهم صبروا واحتسبوا وعادت القوة للمجتمع المؤمن في مكة وأيضا مرت مصر بمحن كثيرة سواء مجاعات أو استعمار أو حروب ولكن طبيعة الشعب المصري الصبور الأبي الذي يعرف معني المسئولية تستطيع تخطي الصعاب والمحن. وتؤكد نصير أن مصر التي تجلي فيها رب العزة وأوصي بها سيد الخلق وفيها خير أجناد الأرض سوف تتجاوز تلك المرحلة بكل القوة وأن الفرج والخير آت قريبا بإذن الله. ويوضح الدكتور صابر طه - رئيس قسم الأديان والمذاهب وعميد كلية الدعوة الإسلامية السابق - أن الأمم تمر بحياتها بصعاب كثيرة ومصر مرت بهذه الأزمات كثيرا حيث مرت بالقحط الشديد في عهد رسول الله يوسف - عليه السلام - الذي وقف بجانبها إلي أن مرت مصر من هذه الأزمة بسلام وغير ذلك من الأزمات الكثيرة التي عانت وتعاني منها مصر إلا أن المؤمنين والمحبين لوطنهم يتحملون هذه الشدائد كلها بيقينهم بأن بعد العسر يسر وما من محنة إلا وجاء بعدها فرج من الله - عز وجل. ويضيف طه أن الأزمات الاقتصادية ليست مفتعلة من الأفراد بل هي إرادة كونية لهذا الوطن حتي يمحص الله المحبين من غيرهم وواجبنا نحن الإيمان بالقدر وعلينا أن نأخذ بالأسباب للخروج من الأزمات بدلا من النوح والشعارات ودعوات التظاهر وعلي الجميع أن يقوم بواجبه المكلف به كما يسأل عن حقوقه فيجب عليه مواجهة تلك الأزمات والمحن بالعمل والالتفاف وراء القيادة السياسية للخروج من عنق الزجاجة والوقوف علي الطريق السليم لتنهض الأمة وتأخذ الريادة مرة أخري.