أغرب ملف في تاريخ مصر هو ملف التعليم الأسرة المصرية تعاني ولا تجد اجابات هي حائرة أمام ملف التعليم وأي وزير في تاريخ مصر لم يفعل شيئاً لماذا تقف الدولة حائرة أمام التعليم.. لماذا لم يستطع أي وزير النهوض بالتعليم في مصر؟ لماذا يتحدث الجميع بلا استثناء عن أهمية ملف التعليم والمحصلة صفر؟ لماذا لا توجد للدولة رؤية واضحة لهذا الملف المصيري.. كأن الدولة لا ترغب في النهوض بهذا الملف؟ والحقيقة لا لأن الرئيس السيسي قال في مؤتمر الشباب في جلسة التعليم ان موارد الدولة قليلة حتي وان تم حشدها للتعليم فقط وان هناك حلولاً لدي الدولة لإصلاح المنظومة التعليمية إلا أنها غير قابلة للتحقيق في ظل التطبيق الخاطئ وان من المهم جدا دعم المعلمين باعتبارهم المربين للأجيال الناشئة بالرغم ان بعض أصحاب العمل يفضلون الذكور والأهم هو الفروق الشديدة بين المدارس الحكومية والمدارس الخاصة أو المدارس الأجنبية والفرق بين مدارس المدن ومدارس الريف ومع هذا فجميع العباقرة تقريباًِ جاءوا من الريف.. بالرغم ان الكل يشكو أن نظام تعليم تلقيني وليس ابداعيا وعاجز عن ربط الكتاب المدرسي بالحياة بالإضافة إلي انحدار في مستوي تعليم اللغات الأجنبية وتوقف الترجمة تقريبا وهما وسيلتين للاطلاع علي احدث المعارف العلمية والثقافية وهي محفزات الخيال والابتكار القضية الأهم هي المساواة بين الذكور والاناث في التعليم.. دستور مصر 2014 يجعل المساواة بين الحقوق والواجبات لكل المواطنين بغض النظر عن الجنس والبنت أثبتت وجودها بالفعل في التعليم ونجد ان أكثر الأوائل سواء في الثانوية العامة أو الجامعة بنات ولكن مع هذا نسبة التحاق البنات في الجامعة في مصر 48% بينما هناك دول أخري عربية أو أوروبية تجاوز التحاق البنات في الجامعة من 60% إلي 70%. ما السبب في تسرب البنات أصلاً من التعليم الثانوي- السبب الموروث الثقافي سواء في الريف أو في الصعيد فأكثر الأسر في الريف تعتبر ان تعليم البنت ليس ضرورياً بل الضروري هو الزراج وان تعلم شغل البيت من طبخ وغسل وخلافه بينما الأفضل ان يتعلم الولد.. وهذا يحدث دائماً في الأسرة الفقيرة التي لا تستطيع الانفاق علي تعليم البنات بل تفضل تعليم الأولاد. مصر قدمت ما عليها ووافقت علي كل الاتفاقيات الدولية من الأممالمتحدة سواء من اليونسكو أو الاتحاد الأوروبي بضرورة تعليم البنت وتقدم لها فرص متساوية سواء للالتحاق بالكليات الأكاديمية أو فرص العمل ان للتعليم دوراً حيوياً في عملية التغيير الاجتماعي فعليه يقع عبء إمكانيات تنمية الاتجاهات والسلوكيات المطلوبة من النشء حتي يسهمن في تحقيق الاهداف القومية في التنمية ولا شك ان هناك علاقة قوية بين التربية والتنمية فالتربية لها وظيفتان اساسيتان بالنسبة للتنمية الأولي تتمثل في مسئوليتها واستجابتها للحاجات الوطنية لتدريب القوي العاملة المنتجة باحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا والثانية هي اكساب الأفراد القيم والاتجاهات السلوكيات التي تؤدي إلي تحديث المجتمع وتنميته وتطويره. ملف التعليم في حاجة لنظرة جادة ونظرة واعية وفي حاجة إلي وزير متمكن لديه تجارب وتاريخ في التربية والتعليم. فهل نستطيع الان ان نجد الاجابة الشافية من رئيس الوزراء شريف إسماعيل.. بالرغم انه لم يفعل شيئاً بالنسبة لوزير التعليم الهلالي الشربيني في فضيحة تسرب الامتحانات أو في فضيحة الغش الجماعي أو حتي الزام الأطفال البنات بارتداء الحجاب.