لا يتذكر جيل شباب هذه الأيام هذا الفيلم الذي ظهر في الخمسينيات وكان يتناول مشكلة اجتماعية مهمة وهي "المحلل" الذي يلجأ إليه بعض الأزواج ليتمكن من الزواج مرة أخري من زوجته بعد ان يكون قد طلقها ثلاث مرات. هذا الشرط وضعه الإسلام ليمنع تلاعب الأزواج بكلمة الطلاق. تذكرت هذا الفيلم الذي شاهدته منذ شهر تقريباً علي قناة العاصمة وهو يوضح ان أفلامنا كانت هادفة وكانت تضع يدها علي كل الثقوب في المجتمع لاصلاحها وبالرغم ان الفيلم كوميدي بطولة أنور وجدي وعقيلة راتب وفريد شوقي لكنه لم يكن به أبداً أي ألفاظ مبتذلة أو أي جمل تتعلق بالعلاقة الحميمية بين الزوج وزوجته هذا الفيلم كان يحمل رسالة ودرسا للأزواج بعدم التسرع في يمين الطلاق وعدم الزواج بمحلل مجرد شكلي لانقذ فيها العلاقة الزوجية وانما مجرد حل للزوج ليعود لزوجته وهذا طبعا ضد الشرع وحرام كما قال بطل الفيلم أنور وجدي. هذه الأيام أعلن جهاز التعبئة العامة والاحصاء نتائج دراسة عن الطلاق أجريت علي محافظات مصر لتثبت ان معدل الطلاق ارتفع خلال العشرين سنة الماضية وانه من الفترة من 1996 إلي 2008 كان الارتفاع بنسبة 50% تقريباً واعتبارا من عام 2010 تضاعفت تقريبا حالات الطلاق وان ارتفع تقريبا حول الطلاق وان ارتفع بالذات بين الشباب من سن 20 إلي 34 سنة حيث بلغت النسبة 7.49% من شهادات الطلاق. المعارضون لحقوق المرأة يدعون دائماً انه بسبب الخلع أو بسبب اشتراط الزوجة حق العصمة ومن يمتلكن حق العصمة من الزوجات ينظر اليها علي انها مسترجلة ولكن الطلاق سيظل قرار رجل ولكن الأكيد ان قوانين الأحوال الشخصية في مجتمعنا بحاجة إلي ثورة علي الموروثات الاجتماعية التي تصبح سطوتها أحيانا أقوي من سطوة الدين فما هو حلال شرعاً مرفوض اجتماعيا. ومازالنا ننظر للمرأة نظرة دونية بسبب الاعراف والتقاليد بالرغم من ان 30% من الأسر في مصر تعولها نساء وثلث البيوت تنفق عليها بالكامل نساء بالإضافة إلي أضعاف النسبة يشاركن أزواجهن في الانفاق هذا بعيداً عن زيادة الأزواج الذين يهربون من النفقة علي أبنائهن فأغلب الدعاوي القضائية أمام محاكم الأسرة لنساء يطلبن الطلاق من رجل لا يطقن الاستمرار معه أو لا يريد دفع نفقة أبنائه وعدد لا بأس به من الرجال يساومون المرأة علي الطلاق شرط الأبراء وتقبل الكرامة الذكورية جميع ما سبق لكنها لا تقبل العصمة في يد الزوجة لانه في مثل هذه الحالة سيكون "جوز الست" كما لو ان انفراد الرجل بالطلاق هو الاثبات الوحيد للرجولة. منح المرأة حق الطلاق أصبح نكتة واتهام يوجه لها بانها عاطفية وقرارتها متسرعة واساءة استخدام. لكن الحقيقة ان من يسيء استخدام حق الطلاق هو الرجل دائماً وهذا ما تعرض له فيلم "طلاق سعاد هانم" الذي مازال في ذاكرة الكبار. ودليل علي ان السينما زمان كانت سينما هادفة لها رسالة وليست سينما لبث الفوضي والعنف والألفاظ البذيئة والبلطجة كما يحدث الآن ويتخذ ابناؤنا محمد رمضان القدوة ولا حول ولا قوة إلا بالله.