تقول السيدة تهاني الجبالي إن مصر تعيش حالة حرب وهذه الحرب تواجهها بأركانها الثلاثة متمثلة في الجيش والشرطة والقضاء. وأشارت الجبالي إلي أن القضاة هم "مشاريع شهداء". ونحن مع الجبالي في أن مصر في حالة حرب ضد إرهاب أسود حاقد لا يتورع عن القتل والتدمير والسعي لخراب وإسقاط الدولة وتمزيق أوصالها واغتيال قاداتها ورموزها. والكل يعلم ذلك وعلي قناعة بخطورة هذه المرحلة وتحدياتها. ولكن أحداً لم يقدم حلولاً للخروج من هذه الدائرة المفرغة.. ولم يطرح أفكاراً جادة تساعد النظام في تخطي هذه الأزمة بما يخدم المصلحة الوطنية ويحد من الأعمال الإرهابية ويعيد السلام والوئام إلي الوطن. إننا جميعاً نبرع في توصيف الأزمة ولكننا نتراخي أو نتراجع أو لا نملك إجابات ورؤية واضحة لكيفية الخروج منها وتجاوزها. وإذا ما حاول البعض أن يطرح حلولاً أو أفكاراً أو مبادرات فإنه يتعرض لأبشع الاتهامات والتشويه بحيث يندم علي مجرد المحاولة والاجتهاد. إن الذين يتحدثون عن حالة الحرب التي نخوضها عليهم أن يحاولوا رسم معالم طريق لإنهاء الحرب وتوظيف امكانيات وموارد الدولة المصرية في إصلاح التدهور الاقتصادي الذي يمثل الخطر الأكبر لحرب أشد ضراوة لا يمكن توقع نتائجها أو عواقبها. *** ولأن التعليم يمثل كل شيء ولأن انهيار التعليم يمثل انهيار كل آمال وأحلام التقدم واللحاق بالعالم الجديد فإنني أنقل عن أحد الأساتذة الجامعيين الذين كتب لطلابه في مرحلة الدكتوراه والماجستير والبكالوريوس رسالة معبرة وضعها علي مدخل الكلية في جامعة بجنوب افريقيا هذا نصها: - تدمير أي أمة لا يحتاج إلي قنابل نووية أو صواريخ بعيدة المدي. ولكنه يحتاج إلي تخفيض نوعية التعليم والسماح للطلبة بالغش. - يموت المريض علي يد طبيب نجح بالغش. - وتنهار البيوت علي يد مهندس نجح بالغش. - ونخسر الأموال علي يد محاسب نجح بالغش. - ويموت الدين علي يد شيخ نجح بالغش. - ويضيع العدل علي يد قاض نجح بالغش. - ويتفشي الجهل في عقول الأبناء علي يد معلم نجح بالغش. - انهيار التعليم 1⁄2 انهيار الأمة. *** ونترك التعليم لنتحدث عن "الحمير".. وصحيفة "الإندبندانت" البريطانية التي تقول إن الصين تسعي لشراء كل حمير العالم لاستخدام جلودها في أدوية لعلاج الدورة الدموية والإرهاق. والصين ترسل مبعوثيها وتجارها إلي العديد من الدول الافريقية لشراء جلود الحمير بأسعار مغرية. ولهذا يكثر ذبح الحمير في بلادنا الآن. فالقصد هو الحصول علي جلودها.. ومن عنده "حمار" فليحرص عليه.. فنحن في زمن خطف "الحمير" التي أصبح لها قيمة وثمن.. والبركة في الصين التي لم تترك شيئاً لم تستفد منه!! ناس بتفكر وتشتغل.. وتستفيد من خبراتها وعقولها.. وإطلبوا العلم ولو في الصين.. حكمة ولم نفهمها حتي الآن..! *** ونستمر مع المعركة الانتخابية الرئاسية في أمريكا.. وحيث يدفع المرشح الجمهوري دونالد ترامب ثمن عداء الصحافة له. فصحيفة "النيويورك تايمز" خرجت بفضيحة جديدة ضد ترامب حيث كشفت عن تهربه من دفع الضرائب لمدة 18 عاماً. والتهرب من دفع الضرائب في أمريكا ليس جريمة عادية. فهي جريمة مدمرة لصاحبها ولا تسامح فيها أو تهاون وإنما الحبس والسجن..!! ولأن هناك قناعة بقيمة وأهمية الضرائب فإن كل مواطن أمريكي يسارع إلي تقديم إقرار ضريبي في نهاية كل عام يخلو من التزوير و"الفبركة" ويتسم بالدقة والصدق لأنه يعلم خطورة ومعني إخفاء دخله أو التلاعب فيه. ولهذا يتقدمون.. وبهذه الضرائب تتحقق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة.. ولهذا تظل هذه الأمم عظيمة.. بينما نحن أساتذة في التهرب الضريبي.. وفي التلاعب بالإيرادات وفي فساد التحصيل.. وفي شعور "الغلبان" بأنه وحده هو من يدفع الضرائب..! *** وننتقل إلي المملكة العربية السعودية الشقيقة وما يدور علي مواقع التواصل الاجتماعي حول اعتقال المراهق السعودي "أبوسن"..! وهذا المراهق كان مثار حديث العالم علي الفيس بوك بعد انتشار مقاطع من محادثاته علي أحد المواقع مع حسناء أمريكية تدعي كريستينا. ولم يكن أبوسن يتحدث الانجليزية بشكل جيد.. ولم يكن مظهره ايضا وسيماً أو مشجعاً.. ولكن المحادثة كانت نموذجاً للتعارف والتواصل الإنساني ومرحة ومسلية ومجنونة ايضا. ويقال إن السلطات السعودية قد اعتقلته بدعوي الحفاظ علي القيم الأخلاقية في المجتمع السعودي. وأتمني أن يكون ذلك غير صحيح وأن يكون هذا المراهق حراً طليقاً الآن. فقد كان بريئاً في حواره وفي كلماته وفي مشاعره. ولم يؤذ أو يجرح مشاعر أحد.. والفتاة الأمريكية تعاملت معه بكل المودة والتعاطف.. والقصة كانت حواراً بين حضارات وثقافات وليس فيها ما يهدم القيم الأخلاقية والتقاليد السعودية..! اتركوا أبوسن يستمتع بشبابه وحياته.. ده واد غلبان..! *** ويتخطي الدولار حاجز ال 13 جنيهاً.. ويصبح شراء الدولار عملية محفوفة بالمخاطر وتكاد تكون مستحيلة.. ويصبح بيعه ايضا مغامرة.. ويصبح الدولار في كل الأحوال هو سيد الموقف.. وسيواصل الصعود مع أنه في كل الأحوال غير موجود..! *** أما الهضبة أو عمرو دياب.. الذي نجح في البقاء علي القمة بلا منافس سنوات وسنوات والمتجدد دائماً في شبابه وعطائه يقول إنه "قلقان من الزمن". وهذا القلق هو سر النجاح.. فالقلق يخلق روح التحدي والإرادة والإبداع..! والقلق يعني أن تظل خلايا الجسد والعقل في حالة من الحركة واليقظة.. وهذا هو سر الشباب والقوة لكل من أراد الوصفة السحرية للتألق والنجاح.