أعتقد أن مصر هي البلد الوحيد في العالم الذي ينفرد بظاهرة ذبح الحمير.. هناك بلاد تنفرد بذبح الكلاب لأنهم يستسيغون أكل لحومها ويتذوقونها كما نتذوق نحن أكل لحوم الضأن.. لكن رغم ذلك فانهم لا يذبحون الحمير لأنه ربما لا يكون عندهم هذا النوع من الحيوانات أصلا. لعل القارئ لا يحتاج مني أن أذكر له احصائية عن عدد الحالات التي تم بها ذبح الحمير في معظم محافظات الجمهورية وخاصة في محافظتي البحيرة وكفر الشيخ.. وقيل أن الغرض من ذبحها هو تصدير جلودها إلي دول أخري وخاصة الصين لاستخدامها في صناعة المنشطات الجنسية مما أدي إلي رواج تجارتها ودفع مبالغ كبيرة في الحصول عليها. آخر أخبار ذبح الحمير في مصر أن أجهزة الوحدة المحلية لمركز ومدينة أخميم عثرت يوم الاثنين الماضي علي ما يقرب من 250 حمارا مذبوحا قرب طريق فرعي بالمنطقة الصحراوية بقرية الكولا". قال محمود إمام رئيس مركز ومدينة اخميم إنه تم العثور علي 250 حمارا مذبوحا ومنزوعة الجلد. حيث جري سلخ جلودها فقط مع وجود جسم الحمير بالكامل. وإلقائها بمنطقة صحراوية مجاورة لأحد الطرق الفرعية بقرية "الكولا" وأنه قام بإخطار المحافظ والشرطة والنيابة العامة بالواقعة لاتخاذ الإجراءات اللازمة. الدكتور أيمن عبد المنعم محافظ سوهاج شكل لجنة من إدارتي الطب البيطري وشئون البيئة والوحدة المحلية لمركز ومدينة أخميم لكشف غموض الواقعة ومعاينة الحمير المذبوحة والتخلص الآمن منها بالطرق الصحية السليمة. وكانت محافظة سوهاج قد شهدت خلال الفترة الماضية عدة وقائع لذبح حمير وسلخ جلودها فقط. كيف استطاع جزارو الحمير جمع 250 حمارا ليقوموا بذبحها وسلخ جلودها في اخميم دون أن يدري بهم أحد.. ان العدد المذبوح ليس حمارين أو حتي عشرة بل عبارة عن قطيع كامل جمعوه في تلك المنطقة وذبحوه وسلخوا جلوده وكأنهم كانوا يلبسون طاقية الإخفاء ليفعلوا فعلتهم في سرية تامة!! لا شك أن هذا العدد قد تم تجميعه من عدة قري ومحافظات. وهنا يتحتم علي الأجهزة المسئولة أن تبحث عن التاجر المستفيد من شراء هذه الأعداد وأعوانه.. وهل هناك نص في القانون يدين مرتكب هذه الجريمة؟! اين هو التاجر الذي يقوم بتصدير تلك الجلود إلي الخارج وخاصة الصين.. لا شك أنها عصابة كبيرة تروج لهذه المجزرة.. ولابد أن يكون فيها أعضاء بالمنافذ الجمركية يقومون بتهريب تلك الجلود خاصة اننا لم نسمع عن ضبط عدد منها في أي منفذ من تلك المنافذ قبل تصديرها!! ثم ان هناك سؤالا مهما: هل الحمير في مصر تتوالد بهذه الكثافة بحيث نسمع كل يوم عن ذبح المزيد منها في مختلف المحافظات.. والحمد لله ان ال 250 حمارا التي عثر علي ذبحها في اخميم لم تستغل لحومها في بيعها للجزارين لتلتهمها بطون المصريين!! وإذا كان تصدير هذه الجلود الهدف منه استخدامها في صناعة المنشطات الجنسية فلماذا لا تتوصل شركات الأدوية في مصر إلي الطريقة التي يتم بها تصنيع هذه المنشطات بدلا من تصديرها للخارج ويكون "جحا أولي بلحم طوره"!! لقد برعنا في تصنيع السوفالدي وأمثاله من الأدوية الخاصة لعلاج فيروس "C" وهو عندنا أرخص من الدول الأخري.. فلماذا لا تصنع هذه الشركات أدوية المنشطات الجنسية لتوفر استيراد الفياجرا وأمثالها. ولا شك اننا نستهلك كثيرا من الدولارات لجلبها من الخارج؟! نحن مقدمون علي استقبال عيد الأضحي المبارك حيث ينشط المصريون في شراء اللحوم ونرجو أن ننتبه ونحذر من شراء لحوم الحمير وسط هذه الهرولة لاشباع غريزتنا من الطعام!!