لا أقصد بهذا العنوان الحرب بالمفهوم المتعارف عليه التي نواجه فيها عدواً معروفاً وظاهراً أمامنا.. وإنما أقصد الحرب النفسية التي نواجه فيها عدواً خفياً سلاحه الكلام السلبي.. والشائعات الكاذبة التي ينشرها بسرعة من خلال قنوات عديدة ومنها وسائل التواصل الاجتماعي التي يصعب السيطرة عليها. وكله بهدف خلق جو من السخط العام والعداء تجاه الدولة. والتشكيك في كل ما حولنا.. وبث الرعب والخوف بين أفراد المجتمع. ونشر مشاعر الاحباط.. وتهدف في مجملها إلي فقدان الثقة في الدولة وأجهزتها وإمكانياتها في إحكام السيطرة علي كل شيء. وتستخدم بعض القنوات الفضائية كسلاح في هذه الحرب فتتبني بعض التوجهات والآراء والترويج لها.. ونشر البغضاء والكراهية لأجهزة الدولة. ولأننا في أزمات متتالية بعد ثورتين.. فإن الإشاعات أكلت وشربت علينا. كما يقول المثل.. لأننا جميعا نردد مع كل شائعة المثل الشعبي "مفيش دخان من غير نار".. علي الرغم من أن هذه النار تكون في أغلبها مجرد خيال خصب لأحد الأشخاص. أو مؤامرة مدروسة ومخططة وممنهجة يتم تصديرها لإحداث البلبلة في المجتمع. لكن والحق يقال.. فإن بعض هذه الشائعات تبدأ بمعلومات من الوزراء.. بسبب الرعونة في القرارات والتضارب فيها. والكلام غير المحسوب. وعدم إدراك عواقب الأمور ومما يجعل الإشاعة منطقية وقابلة للتصديق إنها لشخصية مهمة.. أي أن بعضهم يستخدمه العدو كسلاح في هذه الحرب. ولذا فإن علي الحكومة اتباع الشفافية والصدق في عرض المعلومات بدون تجاوز.. والتكامل والتنسيق بين الوزراء حتي يعزف الجميع سيمفونية واحدة.. بدلاً من العزف المنفرد الذي يكون وسطاً مناسباً لتوالد الشائعات. وعلينا جميعا.. من يحب مصر.. ألا تنعقد ألسنتنا في هذه الحرب.. بل ندافع عن بلدنا وان نتجاهل الاشاعات.. ولا نجعلها تفسد حياتنا.. وأن يكون لدينا ثقة في أنفسنا وجيشنا وشرطتنا وأننا دولة عميقة وستظل قوية.. ولابد أن يكون للمؤسسات الدينية بصفة خاصة دوراً. بدءاً من الأزهر والكنيسة في احتواء الاشاعات.. وطبعاً مركز البحوث الاجتماعية لدراسة الاشاعات وتصنيفها واقتراح أساليب المواجهة. وأخيراً لا ننساق لكل ما يقال ونستبين الحقائق مصداقاً لقول الله تعالي "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا علي ما فعلتم نادمين" "الحجرات 6"